تؤكد الشرطة التايلاندية ان الرجل المشبوه في زرع القنبلة التي ادت الى مقتل 20 شخصا في وسط بانكوك ينتمي الى "شبكة"، مشيرة الى انها تقوم بعملية بحث حثيثة عنه، فيما اعيد صباح الاربعاء فتح المعبد المستهدف. وغداة بث صور التقطتها كاميرات المراقبة وبدا فيها رجل وهو يقوم بوضع حقيبة ظهر امام معبد ايراوان قبل دقائق من الانفجار في حي شيلدوم التجاري، قال قائد الشرطة التايلاندية سوميوت بومبانمونغ في تصريح صحافي "انها شبكة". واضاف ان المشبوه "لا يمكن ان يكون قد تصرف بمفرده... نعتقد ان ثمة اشخاصا يساعدونه، هم تايلانديون". ووجهت الشرطة دعوة الى الشهود للادلاء بشهاداتهم وعرضت مكافأة قيمتها مليون باث (25,400 يورو) عن كل معلومة تؤدي الى اعتقال الفاعل. وعممت الشرطة صور شاب بني الشعر واجعد يرتدي قميصا قصيرا اصفر وبنطلونا قصيرا. وقد جاء وجلس امام بوابة المعبد قبل ان يضع بهدوء تحت احد المقاعد حقيبة الظهر التي كان يحملها. ثم غادر المعبد يحمل بيده حقيبة بلاستيكية زرقاء ويتحدث على ما يبدو بهاتف نقال. وقد عثرت الشرطة واستجوبت سائق الدراجة-التاكسي الذي استخدمه المشبوه الاول لمغادرة المكان مساء الاثنين، لكنها لم تقدم اي تفاصيل بعد شهادته. والهجوم غير المسبوق في العاصمة التايلاندية وقع في ساعة الازدحام الاثنين في وسط المدينة واسفر عن سقوط 20 قتيلا و120 جريحا. وما زال 68 من المصابين في حالة حرجة. وادى حوالى عشرة رهبان بوذيين صلاة عند فتح معبد ايراوان الواقع في حي شيلدوم التجاري وسط ناطحات السحاب والمباني التجارية الضخمة، واحاط بهم مؤمنون وكذلك سياح امام تمثال "براهما" كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. والموقع الذي يزوره العديد من المؤمنين البوذيين تم اصلاحه فيما ازيلت قطع الاسمنت والزجاج المتناثرة فيه وسدت الثغرة التي احدثها الانفجار. وكان تومي غوه المتحدر من ماليزيا احد اول الداخلين الى المعبد بعد اعادة فتحه. وروى هذا الرجل البالغ من العمر 56 عاما انه ياتي "سنويا الى هذا المعبد". وقال "كان يفترض ان نكون هنا الاثنين تزامنا مع وقوع الانفجار لكن سائق سيارة الاجرة لم يأت الى الفندق وبالتالي ذهبنا الى موقع اخر". وبعد ظهر الثلاثاء انفجرت عبوة صغيرة على مقربة من محطة سافان تاكسين للمترو القريبة من نهر شاو برايا، بدون ان تسفر عن اصابات. وتعتبر الشرطة التايلاندية ان الهجومين مترابطان. لكن قائد الشرطة اوضح بصورة قاطعة الاربعاء ان ما حصل يمكن ان يكون "محاكاة". ولم تتبن اي مجموعة حتى الان الاعتداء لكن السلطات استبعدت كما يبدو فرضية ضلوع المتمردين المسلمين في جنوب البلاد. وتشهد هذه المنطقة المتاخمة لماليزيا نزاعا اوقع اكثر من 6400 قتيل منذ العام 2004 وغالبا ما تقع فيها اعتداءات لكن ليس بهذا الحجم. وبرغم سنوات النزاع الطويلة لم يتم تأكيد وقوع اي هجوم خارج تلك المنطقة. وفي هذا الاطار قرر المجلس العسكري الحاكم تعزيز الامن في المناطق السياحية وخصوصا المواقع التي تجتذب السياح الصينيين من "اجل اعادة الثقة" كما قال المتحدث باسم المجلس وينثاي سوفاري. وفي المدينة كان التوتر واضحا. وقالت سوماي غازيم التي تعد اطباقا تايلاندية في الشارع في حي مجاور لبانكوك "دائما ما عشت هنا لكني اشعر بالخوف الان لانهم يستطيعون ان يضربوا في اي مكان". واضافت "قلت لأولادي ان يعودوا باكرا الى البيت والا يتنزهوا كما في السابق". وتم تعزيز الاجراءات الامنية في المراكز التجارية الكبرى المحيطة بالمعبد. وسيطر هدوء غريب على الشوارع. وقال بارفاتسانغ الموظف في احد هذه المراكز "منذ الاثنين، بات عناصر الامن لا يفتشون فقط الزائرين بل الموظفين ايضا والحقائب والسيارات". وقد شهدت تايلاند المعتادة على الازمات السياسية الطويلة، فترات من التظاهرات العنيفة، لكنها لم تشهد اعتداءات استخدمت فيها قنابل من هذا النوع.