كشف المشاركون فى مؤتمر"التيار الإسلامى وحدة وإخاء" والذى نظمه "المنتدى العالمى للوسطية" عن تشكيل لجنة لاحتواء الخلاف الذى اندلع داخل التيار الإسلامى إبان الانتخابات البرلمانية لتوحيد الصف، مؤكدين فى الوقت نفسه أن مصر بحاجة إلى تكاتف الجميع مسلمين ومسيحيين؛ لأنه لا أحد يستطيع أن يقوم بأعباء البلاد بمفرده، متهمين جهاز "أمن الدولة" المنحل بإشعال حوادث "الفتنة الطائفية" فى عهد النظام السابق. قال الدكتور طارق الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية إنه تم البدء فى إعداد لجنة من أجل رأب الصدع الذى يحدث حاليا بين التيارات الاسلامية عقب الانتخابات حتى لا تؤثر على سير الدعوة لأن هناك سلبيات حدثت بالفعل يجب تجاوزها والنظر للمستقبل. وأضاف: التيار الاسلامى أصاب الحقيقة عندما حذر من الخلاف الذى يمكن أن يحدث بإجراء الانتخابات لأن تصدع وتشقق التيار الاسلامى سيكون سببًا فى تشقق وحدة الشعب نفسه، فإذا نجح التيار الاسلامى فى الحفاظ على الصف، فهو بذلك يؤمن الثورة. وحذر من مخططات خارجية وداخلية تهدف هدم الثورة، داعيًا الإسلاميين إلى التوحد من أجل تفويت الفرصة على مثل هؤلاء. واعتبر أن خوض التيار الإسلامى المعترك السياسى هو واجب ولابد أن ننافس فيه؛ دفاعًا عن مشروعنا وهويتنا وحقوق الشعب التى سُلبت وكرامته التى انتهكت كثيرًا فى ظل النظام السابق والعمل على الحيلولة دون عودة فرعون جديد يحكم مصر، ومنع مزيد من الانتهاكات فى حق المشروع الاسلامى . ورأى أن التفريط فى الثورة هو تفريط فى مصير أجيال تأتى، مطالبًا الفصائل الإسلامية بأن تولى الشعب قدرًا أكبر من الاهتمام به، فهو ينتظره بعد أن لفظ العلمانية والليبرالية والاشتراكية ويبحث عن النجاة فى الاسلام. وطمأن المتحدث باسم "الجماعة الإسلامية" المتخوفين من صعود الإسلاميين، قائلا: إن "قدوم الإسلام يعنى قدوم الخير لمصر وأهلها مسلمين ومسيحيين ولا خوف من قدومه، فالشعب هو من اختاره ورضيه". من جهته، حثَّ منتصر الزيات رئيس "منتدى الوسطية" فى مصر، التيار الاسلامى على الاتحاد والبحث عن مواطن الاتفاق والاعتصام فى هذا الوقت الذى يتحد فيه غيرهم من مذاهب شتى للوقوف ضدهم وألا يساوموا على دينهم ولا يخضعوا لأى ابتزاز والتوحد من اأجل المشروع الإسلامى الواحد، الذى يجب أن نلتفت إليه ونتعاون من أجله ويتم التنسيق على أساسه. وقال إنه من حق كل فصيل أن ينتهج ما يشاء من أفكار ليبرالية أو علمانية او اشتراكية، فلا ننكر على أحد ذلك ولا ينكر أحد علينا أن نتمسك بالمشروع الإسلامي، ونتبنى النظرية الاسلامية، فلا نغير ولا نفرط فيه، واصفًا "الإخوان المسلمين" بأنهم رأس الحربة فى المشروع الاسلامى السياسى، ودعاهم لأن يستوعبوا باقى الفصائل الاسلامية. وقال خالد الشريف أمين المنتدى إن المستضعفين هم الذين يتصدرون المشهد الانتخابى الآن بعد أن ذاقوا الويلات على يد حسنى مبارك ونظامه لأعوام طويلة فى مطارادات واعتقالات، وهذا التصدُّر ليس فى مصر وحدها بل العالم العربى يشهد ذلك، ضاربًا المثل براشد الغنوشى الزعيم الإسلامى التونسى الذى ظل طريدًا والآن يشكل حزبه "النهضة" الحكومة، وكذلك يفعل سعد الدين العثمانى وحزب "العدالة والتنمية" فى المغرب، مطالبًا بالوحدة والاعتصام بين أطياف التيار الإسلامى من أجل إرساء معنى التآلف والتآزر وهذا هو سبيل نجاحها وتفوقها على غيرها . فيما قال الشيخ عبد الخالق الشريف مسئول قسم الدعوة بجماعة "الإخوان المسلمين" إن البيت الأبيض كان يزيع التراتيل الانجيلية فى جولة الاعادة الانتخابية ولم تقلب الدنيا فوق رأسه ولو فعلناها فى بلد مسلم لقامت الدنيا علينا ولم تقعد، مضيفًا أنهم يريدون منا أن نكون شعبا بلا هوية وبلا دين وبلا حياة، وهم فى الوقت نفسه يفعلون ذلك ويحرمونه علينا.