هبطت معظم البورصات العربية في نهاية تداولات الأسبوع الجاري، مع تضررها من الهبوط الحاد في أسعار النفط، وإعلان شركات كبرى عن أرباح دون التوقعات، فيما صعدت أسواق الأردن، والبحرين، وأبوظبي، بنحو محدود بفعل عمليات شرائية على الأسهم القيادية. وقال إيهاب سعيد، مدير إدارة البحوث الفنية لدى "أصول" للوساطة في الأوراق المالية، "كان واضحًا تأثر معنويات المستثمرين سلبًا خلال تداولات الأسبوع المنصرم، مع إعلان شركات كبرى عن أرباح مخيبة للآمال في النصف الأول من العام الحالي". ووفقًا لحسابات الأناضول، هبطت أرباح الشركات المدرجة في البورصة السعودية، خلال النصف الأول من عام 2015، بنسبة 13% إلى 52.75 مليار ريال (14.07 مليار دولار)، مقابل 60.54 مليار ريال، في الفترة المقارنة من 2014. وأضاف سعيد، في اتصال هاتفي مع الأناضول "مثلت أيضًا التراجعات المستمرة في أسعار النفط عامل ضغط على أداء معظم الأسواق خاصة الخليجية". وهبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام، على مدار جلسات الأسبوع، لمستويات هي الأدنى منذ عدة شهور، بعدما هبط خام القياس العالمي، مزيج برنت، دون حاجز 50 دولار للبرميل، بسبب تخمة المعروض العالمي، وعدم ظهور أي مؤشرات بشأن انخفاض معدلات الانتاج. وجاءت بورصة السعودية، على رأس الخاسرين بعد هبوط مؤشرها الرئيسي "تاسي"، بنسبة 3.38% مدفوعًا بالهبوط الحاد للأسهم الكبرى، يتصدرها سهم اتحاد اتصالات "موبايلي"، بنحو 14.5%، بعدما عاد للتداولات يوم الإثنين الماضي عقب إيقاف دام أكثر من شهرين. كانت شركة "موبايلي"، ثاني أكبر مشغل للاتصالات في السعودية، أعلنت الإثنين الماضي، عن تحقيقها خسائر صافية بلغت 900.9 مليون ريال (240 مليون دولار)، في الربع الثاني من العام الجاري، مقابل أرباح بلغت 92.49 مليون ريال في الفترة نفسها من 2014. وعمقت جلسة أمس الخميس، من خسائر السوق على مدار الأسبوع، بعدما هبط المؤشر فيها بنحو 1.55% بعد تفجير "أبها"، إذ أعلن التلفزيون السعودي، أمس الخميس، عن ارتفاع عدد الأشخاص الذي سقطوا في هجوم استهدف مسجدًا لقوات الطوارئ التابعة لوزارة الداخلية في مدينة أبها، عاصمة منطقة عسير، جنوبي السعودية، إلى 15 قتيلًا، بخلاف الجرحى. وانخفضت بورصة مسقط للأسبوع الثاني على التوالي، ونزل مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.95%، مدفوعًا بتراجع أسهم القطاع المالي أكثر من 2.2%، وأسهم القطاع الصناعي بنحو 1.5%، بينما هبطت أسهم قطاع الخدمات بنحو 1.4%. ووفقًا لحسابات "الأناضول"، خسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 675.5 مليون ريال (260 مليون دولار)، ليصل إلى 38.64 مليار ريال (14.94 مليار دولار). وتراجعت بورصة مصر، رغم حالة التفاؤل التي سادت أوساط المتعاملين منذ مطلع الأسبوع، بسبب افتتاح قناة السويس الجديدة، لكن سعي المستثمرين لجني المكاسب، دفع المؤشر الرئيسي للهبوط بنحو 0.95%، على مدار الأربعة جلسات الماضية. وأغلقت البورصة أبوابها أمس الخميس، في عطلة رسمية بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، وستستأنف التداولات بعد غدٍ الأحد. وهبط أيضًا مؤشر "إيجي أكس 50"، متساوي الأوزان، في الأسبوع الأول من تدشينه بنسبة 0.46%، عند مستوى 1450.95 نقطة، فيما خسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 2.4 مليار جنيه (302.6 مليون دولار) بفعل مبيعات عربية. وفى الإمارات، انخفض مؤشر بورصة دبي بنحو 0.48%، بعدما أعلنت شركات قيادية في قطاع الاستثمار عن أرباح ضعيفة، ودون التوقعات. ونزل مؤشر قطاع الاستثمار بنسبة 2.9%، مدفوعًا بهبوط سهمي "دبي للاستثمار"، و"سوق دبي المالي"، بنحو 3%، و1% على التوالي، بعدما هبطت أرباحهما النصفية قرابة 38% و57% على التوالي. لكن مؤشر القطاع العقاري، زاد بنسبة 0.2%، بدعم المكاسب التي حققتها أسهم شركة "داماك"، بنسبة جاوزت 17%، بعدما أعلنت الشركة عن قفزة كبيرة في أرباح النصف الأول من العام الحالي. وقالت شركة "داماك" العقارية، في بيان لها أمس الأول الأربعاء، إن أرباحها ارتفعت بنسبة 52%، إلى 2.65 مليار درهم (721.3 مليون دولار)، في النصف الأول من العام الجاري، فيما أوصى مجلس إدارتها بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 10% من رأس المال، وأسهم منحة بنسبة 10%. فيما صعدت بورصة العاصمة أبوظبي بنسبة 0.03%، مدفوعة بمكاسب أسهم الطاقة، بعدما بدأت الحكومة الإماراتية اعتبارًا من الأسبوع الماضي تطبيق سياستها الجديدة لتحرير أسعار الوقود. وبدأت دولة الإمارات تحرير أسعار الوقود من مطلع أغسطس/أب الجاري، بعدما اعتمدت آلية للتسعير وفقًا للأسعار العالمية، إذ ارتفع سعر اللتر من "بنزين 95 أوكتين" بالإمارات بنسبة 24% إلى 2.14 درهم (0.583 دولارًا)، بينما انخفض سعر لتر الديزل 29% إلى 2.05 درهم (0.558 دولارًا). وصعد مؤشر قطاع الطاقة بنحو 2.4%، مدعومًا بصعود أسهم شركة "دانة غاز" بنحو 3.6%، فيما لم تعلن الشركة حتى الآن عن نتائج النصفية. وانخفضت بورصة قطر بنسبة 0.13% في ظل غياب المحفزات وهبوط أسهم الخدمات والاتصالات، فيما خسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة نحو 2 مليار ريال (549.2 مليون دولار)، ليصل إلى 624.39 مليار ريال (171.45 مليار دولار). وهبطت بورصة الكويت بفعل عمليات بيع محدودة على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، ونزل المؤشر السعري بنحو 0.07%، فيما انخفض المؤشر الوزني بنسبة 0.45%، وخسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 130 مليون دينار (428 مليون دولار)، ليصل إلى 28.52 مليار دينار (93.9 مليار دولار). في المقابل، صعدت بورصة الأردن بنسبة 0.19% بدعم أسهم القطاع المالي والصناعي، وزادت بورصة البحرين بنحو 0.1% بدعم مكاسب أسهم الخدمات والبنوك.