أتابع الحالة المغربية من ما يقرب من عشر سنوات..بدأت من خلال أستاذ صالح أبو رقيق (عضو مكتب الإرشاد وقت الأستاذ البنا) فقد كان دائم الزيارة للمغرب حيث كبرى بناته المتزوجة من أستاذ جامعى مغربى ومقيمة فى الرباط وهى الصلة التى تكونت من إشراف الأستاذ صالح على الحركات الوطنية فى شمال إفريقيا من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأيضا من خلال عمله فى الجامعة العربية..كان الأستاذ صالح يرى أن العقبة الكؤود بين الحركة الإسلامية والشعوب هى الحكومات .. حين زرت المغرب عام 2006 لحضور(الجمع العام لحركة الإصلاح والتوحيد) وجدتهم يذكرون الأستاذ صالح أبو رقيق بإكبار شديد وقالوا لى لقد وضع لنا البوصلة فى الاتجاه الصحيح ولولا دوره لكررنا أخطاء غيرنا خطوة خطوة، وأصبحنا ممن يشكون الزمان ويضربون الأمثال ..واستطردوا فى ذكر ما نصحهم به، والذى كانت نتيجته فصل العمل الدعوى الإسلامى عن العمل الحزبى السياسى. وشرح لهم أ / صالح أن الأستاذ البنا بعد تجربة العمل الإصلاحى الذى تطور واكتمل على مدى عشرين عامًا(1928- 48) انتهى لضرورة الفصل بين الاثنين، بل دفع بالأمر للأمام أكثر فقال نكتفى نحن بالعمل الدعوى التربوى ونساند حزبًا سياسيًا يسير فى نفس اتجاهنا وكان أن وقع الاختيار على الحزب الوطنى برئاسة المرحوم فتحى رضوان وقتها. لهذا اتفق رجال الحركة الإسلامية فى المغرب على الانطلاق الرشيد نحو البناء الحق والإصلاح الحق وبعد أن اهتدوا بهدى التاريخ واعتبروا بعظاته جمعوا أنفسهم فى تيار دعوى تربوى (حركة التوحيد والإصلاح) كان على رأسه العلامة الفقيه د.أحمد الريسونى(1992) تكون فى الأساس من حركة (الإصلاح والتجديد) مع (رابطة المستقبل الإسلامى) وتيار حزبى سياسى (حزب العدالة والتنمية) وأسسوا لعلاقة صحيحة مع النظام الملكى ..الحزب أصلا كان مرخصًا له من العام 1976 ولكن حدث قدر من التوتر بين الملك الحسن ورئيسه د. عبد الكريم الخطيب، الذى رأى أن الجو أصبح معتكر الجوانب، أغبر..فانسحب من الحياة السياسية حتى كان العام 1992 فاتصلت الحركة الإسلامية بالدكتور الخطيب وعرضت عليه إعادة إحياء الحزب فوافق على شرط الاعتراف بالملكية الدستورية ونبذ العنف.. العلاقة بين الحركة والحزب شديدة الوضوح..إذ لا علاقة تنظيمية على الإطلاق بين الاثنين ..من الممكن طبعًا أن تكون فى عضوية الاثنين لكنه عمليًا لا علاقة على الإطلاق بين كونك عضوًا فى حركة التجديد والإصلاح وكونك عضوًا فى حزب العدالة والتنمية.. وحين تم اختيار رئيس للحزب( 1996) تم ذلك بانتخابات علنية، ولم يتم تعيين رئيس الحزب ونائبه وأمينه..فذلك أمر بدائى وممجوج ولا يليق بأبناء الحركة الإسلامية(حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا) وكانت انتخابات رائعة انتخب فيها د. سعد الدين العثمانى رئيسًا حتى عام 2008. الذى شهد انتخاب عبد الإله بن كيران رئيسًا .. ولم يعد انتخاب د/سعد..وكان لى شرف حضور هذه الانتخابات وكان مشهدها من أروع المشاهد ..أيضا شرفت بحضور الجمع العام الذى انتخب فيه المهندس محمد الحمداوى رئيسًا لحركة التوحيد والإصلاح ..الحمداوى أحد الاكتشافات المبهرة للدكتور الريسونى..حين تجالسه تلمس فيه بوضوح تواضع العلماء وجواب الحكماء وفهم الفقهاء..رغم أن تخصصه الأصلى الهندسة الزراعية. الآن يتهيأ شمال إفريقيا كله - إن شاء الله - لاستقبال عروس النهار الملتف فى شفوف الفجر..يتهيأ لاستقبال الإسلاميين فى الحكم ليقدموا نماذج النهضة الصاعدة الواعدة.. [email protected]