ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن سماح أنقرة لواشنطن باستخدام قواعدها العسكرية لقصف تنظيم الدولة "داعش", ينذر بتورط حلف الناتو بالحرب في سوريا وبالصراعات الدائرة في الشرق الأوسط. وأضافت المجلة في تقرير لها في 30 يوليو أن أنقرة بخطوتها هذه, تكون ورطت "الناتو", وضمنت تلقي الدعم منه, وبالتالي مشاركة الحلف في الدفاع عن أمنها، وذلك بوصفها أحد أعضائه الذي يتعرض لمخاطر أمنية. وتابعت أن على الناتو اتخاذ الخطوات اللازمة لتلبية حاجات تركيا الأمنية، خاصة في ظل امتداد الحدود التركية لقرابة ألف و120 كلم مع سورياوالعراق، والتي تعتبر حدودا للحلف أيضا. ورأت المجلة أن السبب وراء التحول التركي ضد تنظيم الدولة يعود لتوجس أنقرة من التعاون الأمريكي مع الأكراد بالمنطقة، ولخشيتها من تشكيل تنظيم الدولة كيانا يهدد تركيا نفسها. وتابعت أن تركيا تخشى قيام الأكراد في سوريا بإقامة إقليم قرب الحدود التركية يشبه ذلك الذي يقيمه الأكراد بشمالي العراق، وهي تخشى من الإرهاب الذي يمثله الأكراد أكثر من تخوفهم من المخاطر التي يشكلها تنظيم الدولة. وكانت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية ذكرت أيضا أن الاتفاق العسكري, الذي وقع قبل أيام, بين تركياوالولاياتالمتحدة, يمثل نقطة تحول بالحرب في سوريا، خاصة بعد صعود تنظيم الدولة "داعش". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 29 يوليو أن هذا الاتفاق يعتبر خطوة هامة في تعزيز الجهود الرامية لوقف التهديدات, التي يشكلها تنظيم داعش. وتابعت أن الاتفاق يسمح لواشنطن باستخدام قواعد جوية تركية بالحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة، كما يتيح الاتفاق المجال أمام قيام منطقة عازلة داخل الأراضي السورية , على طول الحدود مع تركيا. واستطردت " إعطاء أنقرة الضوء الأخضر لواشنطن لاستخدام قواعد جوية داخل الأراضي التركية يقلب الموازين بسوريا, ومن شأنه أن يحدث تغيرا كبيرا في الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة بالمنطقة برمتها". ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن المنطقة العازلة بسوريا ستكون منطلقا لمواجهة تنظيم الدولة، وخاصة إذا ما استمرت قوات بشار الأسد بالتقهقر والتراجع إلى زاوية أصغر بالبلاد باتجاه المناطق الساحلية في سوريا