أعلنت تركيا يوم السبت عن إن طائراتها المقاتلة شنت هجمات على معسكرات لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق خلال الليل وإن قواتها البرية هاجمات مسلحي الحزب ومتشددي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا. وستوجه الهجمات ضد حزب العمال الكردستاني على الأرجح ضربة قوية لعملية السلام المتعثرة مع الأكراد. وشنت تركيا أولى هجماتها الجوية على أهداف الدولة الإسلامية في سوريا في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة وتعهدت باتخاذ إجراء أكثر حزما ضد الجهاديين والمسلحين الأكراد. وقال مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن طائرات مقاتلة أصابت أهدافا لحزب العمال الكردستاني في عدد من المواقع بشمال العراق فاستهدفت مستودعات و"نقاطا لوجستية" ومناطق معيشة ومباني تخزين. ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره واشنطن وأنقرة منظمة إرهابية تمردا منذ ثلاثة عقود ضد تركيا من أجل حكم ذاتي أكبر للأكراد. وعززت تركيا دورها في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية يوم الجمعة. وعلاوة على شن أولى ضرباتها الجوية ضد متشددي التنظيم في سوريا تعهدت تركيا بفتح قواعدها الجوية للولايات المتحدة. واحتجزت تركيا أكثر من 300 شخص يشتبه في أنهم ينتمون للدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني في حملة للشرطة يوم الجمعة. وتعهد داود أوغلو بقتال جميع "الجماعات الإرهابية" على حد سواء. ويأتي دور تركيا النشط بعد أن قتل مفجر انتحاري يشتبه بأنه من الدولة الإسلامية 32 شخصا بعضهم من الأكراد الأسبوع الماضي في مدينة سروج الحدودية التركية. وأثار ذلك موجة من العنف في جنوب غرب البلاد الذي يغلب على سكانه الأكراد وقتل حزب العمال الكردستاني ضابطي شرطة على الأقل وقال إن الهجوم رد على التفجير الانتحاري. ويشتبه كثير من الأكراد وأنصار المعارضة بأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم يدعمان سرا الدولة الإسلامية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا وهو أمر نفته الحكومة مرارا. وخاض إردوغان غمار مخاطرة سياسية بالبدء في محادثات سلام عام 2012 مع الأكراد الذين يمثلون حوالي 20 بالمئة من سكان تركيا لكنهم يتهمونه الآن بعدم الوفاء بوعوده. وقال إردوغان يوم الجمعة إنه أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الهجمات ستركز على حزب العمال الكردستاني الذي يصفه بالمنظمة الانفصالية.