الشاطر.. أبوإسماعيل.. شفيق.. أبوالفتوح.. ماذا لو كان فاز أحدهم بمقعد الرئاسة؟! فى ذكرى عزله الثانية، يقبع الرئيس الأسبق محمد مرسى، ببذلته الحمراء داخل غرفه احتجازه الصغيرة خلف الأسوار ليواجه مصيرا ربما كان قد سيتغير كثيرًا حال عدم فوزه بانتخابات الرئاسة ب 2012، خاصة ما إذا كان الفائز واحدًا من الأسماء الأربعة المتنافسة حينذاك "خيرت الشاطر، عبد المنعم أبو الفتوح، الفريق أحمد شفيق، حازم أبو إسماعيل" تلك الشخصيات التى زادت شهرتها مع اعتزامها خوض الانتخابات الرئاسية 2012 لارتباطها باسم أول رئيس منتخب للبلاد بعد ثورة أطاحت بنظام رفض استمراره الشعب، شخصيات كادت أن تكون بين ليلة وضحاها حاكمة لهذا الشعب الذى عرف على مر السنين بأنه فرعون. اختلفت ظروف وحياة وسمات تلك الشخصيات واختلفت معها طريقتهم فى الحكم فى حالة وصولهم إليه على حسب قول الخبراء، بعضهم انتمى إلى التيار الدينى والآخر إلى التيار العسكرى ورغم اختلافهم إلا أنهم اتفقوا بإتاحة الفرصة لهم بعد ثورة يناير فى الظهور فى الحياة السياسية. زادت أهمية تلك الشخصيات بعد سقوط مرسى أكثر من ذى قبل لأن الأنظار توجهت إلى مصيرهم فى حالة توليهم الحكم بدلاً منه، وهل كانوا سيواجهون نفس المصير الذى هم عليه الآن فبعضهم فى السجون فى انتظار الإعدام وبعضهم يعانى قسوة السجن والبعض الآخر غادر البلاد واسمه على قوائم الترقب فى المطار. شخصيات تبلور اهتمام المصريين عن كيفية الحكم فى حالة تولى أحدهم الحكم وكيف كان سيكون حال البلاد وهل كانت ستتغير الخريطة السياسية أم أنهم كانوا سيواجهون نفس مصير مرسى فى الإعدام؟ هل كان تولى أحدهم سيحقن الدماء التى سالت بعدما تولى مرسى الحكم والإطاحة به وفض اعتصامى رابعة والنهضة؟. الخبراء أكدوا أن الأوضاع كانت ستزداد سوءًا فى حالة توليهم الحكم ومزيد من الدماء كان سيتم إسالتها وأنه كان سيتم حكم البلاد بيد من حديد لأنهم أكثر صلابة من مرسي.
بعد ترشحه: "الرجل الأذكى فى الجماعة بانتظار الإعدام" "الشاطر" كلمة السر والأسطورة المتداولة عن الرجل الأبرز فى جماعة الإخوان قبل وصولها إلى الحكم وأثنائه وكان من المفترض أن يصبح رئيسًا للجمهورية عندما كانت تنوى الجماعة الزج به فى سباق الانتخابات الرئاسية عام 2012، ولكن سرعان ما تغير توجهها إلى ترشح محمد مرسي. محمد خيرت الشاطر، ولد عام 1950فى الدقهلية، مهندس ورجل أعمال متزوج من المهندسة عزة توفيق وله ثمان من البنات وولدان وستة عشر حفيدًا. عمل معيدًا ثم مدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة فى جامعة المنصورة حتى عام 1981 حين أصدر الرئيس أنور السادات قرارًا بنقله خارج الجامعة ثم عمل بعدها بالتجارة. مصيره الآن بالسجن فى انتظار تنفيذ حكم الإعدام الصادر ضده فهل إذا كان هو الرئيس بدلاً عن مرسى كان سيواجه هذا المصير؟ أجاب الخبراء والمحللون بالنفى لكونه يتمتع بالذكاء السياسى وأيضًا لاستطاعته الإلمام بمقاليد الأمور، إذًا الشاطر كان سيأخذ مصر إلى اتجاه آخر وربما أنقذ الإخوان مما آل إليه حالهم. بعد أن أعلنت الجماعة ترشحه لرئاسة الجمهورية لم يترشح وجاء بدلا منه الرئيس الأسبق محمد مرسى الذى كان من أسباب ثورة الشعب عليه تشككهم فى أن الشاطر هو الحاكم الفعلى لمصر مما يدل أنه حال فوز الشاطر بالرئاسة لما تشكك أحد فى شخصية الحاكم الفعلى وربما ما قامت ثورة 30 يونيو. بعد ترشحه للرئاسة أكد الشاطر، أن مرجعيته ستكون للشعب والدستور وليس للجماعة. من جانبه توقع الخبير فى شئون الإسلام السياسى سامح عيد، ردًا على السؤال الافتراضى ماذا لو كان الشاطر رئيسًا، أن الوضع كان سيزداد سوءًا حال شغل خيرت الشاطر منصب الرئاسة فى أعقاب انتخابات الرئاسة بعد ثورة 25 يناير، مبينًا أن الأمور كانت ستؤول إلى الدموية والعنف بين المجتمع والإخوان. وأشار عيد، فى تصريحات ل"المصريون" إلى أن شخصية "الشاطر" تختلف عن مرسي، حيث إن الشاطر أكثر حزمًا، الأمر الذى كان سينبعث على علاقاته بمؤسسات الدولة وقراراته التى كانت ستكون أكثر سرعة بخلاف مرسي. وانتهى "عيد" بأن مصير الإخوان كان سيكون هو نفسه المصير الحالي، بنفس توقيتات الخروج عليهم ولفظ المصريين لهم بعيدًا عن السلطة لكنه أكد أنه حال حصول الشاطر على الرئاسة فإن الوضع كان يعتمد على الصدامية المبكرة التى لم تحدث مع مرسي.
أبو إسماعيل: "الرجل الذى نافس مرسى وعارض السيسي" برغم من عدم انشغاله بالسياسة مبكرًا إلا أنه أعلن خوضه الانتخابات الرئاسية عام 2012 قبل استبعاده منها بسبب حصول والدته على الجنسية الأمريكية، حيث يشترط القانون أن يكون الرئيس من أب وأم مصريين برغم تقديمه لأوراق تؤكد عدم ازدواج جنسية والدته مما تم اعتباره تزويرًا وحكم عليه بالسجن المشدد سبع سنوات هو الداعية السياسى والمحامى حازم صلاح أبو إسماعيل الذى ولد عام 1961 فى الجيزة وهو متزوج وله ثلاثة أبناء، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1983. وعد بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل فى حالة فوزه بالرئاسة، وله العديد من المواقف السياسية أبرزها مقاطعته انتخابات 2010 ومشاركته فى ثورة 25 يناير 2011، ومشاركته فى إحدى مليونيات التحرير التى عجلت بموعد الانتخابات الرئاسية بعد أن كانت مقررة عام 2013، واتهامه للولايات المتحدة وإسرائيل بالسعى لتقويض انتخابات الرئاسة المصرية عام 2012لمصالحهما. بعد فشله فى خوض الانتخابات الرئاسية 2012 أسس حزب الراية، انتقد الرئيس السيسى ووصفه بأنه يقوم بدور الممثل العاطفى ليستجلب رضا الناس ودافع عن شرعية مرسى بعد أحداث 30 يونيو واعتقل بعد ذلك ومازال خلف القضبان. ولكن ماذا كان سيكون مصير مصر إذا تولى رئاستها أبو إسماعيل بدلا من مرسى وهل كان سيكون مصيره نفس مصير مرسى أم أنه كان سيأخذ مصر إلى منعطف آخر يتسم بمشاكل من نوعية أخري؟، هذا ما وضحه الدكتور قدرى إسماعيل الخبير السياسى وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عندما أكد أن الأوضاع فى مصر كانت ستزداد سوءًا فى حالة تولى حازم أبو إسماعيل الحكم وأن الشعب كان سيثور ضده لعدم قدرته على إدارة الدولة وامتلاكه نفس فلسفة مرسى فى الإدارة مؤكدا اقتصار قدرته على إدارة جماعة أو حزب وليس دولة. وأضاف قدرى فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن أبو إسماعيل كان سيدمر علاقات مصر الخارجية بدليل تصريحاته عن إلغاء اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل برغم من ارتباطنا بمصالح معها، مشيرًا إلى أن أبو إسماعيل ظهر بشكل شخصى طامح فى السلطة وليس بشكل وطني. وتابع أن هناك متغيرين دفعا أبو إسماعيل للترشح للرئاسة فراغ الساحة السياسية بعد ثورة يناير وإتاحة الفرصة للجميع للظهور والمتغير الثانى متغير خارجى كمنافسة مع التيار الديني، مؤكدًا اتباع أبو إسماعيل نفس منهج الإخوان فى استخدام الأجندة الدينية فى حالة وصوله إلى السلطة.
شفيق "الرجل العسكرى الذى نافس الذراع السياسية للإخوان" كان من المتوقع توليه الحكم بعد ترشحه أمام محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة عام 2011 هو الفريق احمد شفيق الرجل الذى اعتادت وسائل الإعلام على ذكره لإثارته للجدل وتصريحاتها الجريئة. ولد شفيق فى الشرقية عام 1941، وتخرج فى الكلية الجوية عام وعمل طيارا بالقوات الجوية، وشارك فى حربى أكتوبر والاستنزاف وعين وزيرا للطيران عام 2002. كلفه الرئيس الأسبق حسنى مبارك بتشكيل الوزارة بعد استقالة حكومة أحمد نظيف فى محاولة لتخفيف حركة المظاهرات ضد مبارك، وبعد تنحى مبارك وتسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة للسلطة استمر رئيس للوزراء حتى يتم تشكيل حكومة جديدة وبعدها تقدم باستقالته من رئاسة الوزراء فى مارس 2011 قبل يوم من مظاهرات دعت لها حركات شبابية للإطاحة بحكومته التى اعتبروها من بقايا نظام مبارك. أعلن شفيق 2011 ترشحه للرئاسة ولكنه خسر أمام مرسى فتوجه للإمارات ليشغل منصب المستشار السياسى لرئيس دولة الإمارات. مازال شفيق على ذمة بعض القضايا واسمه على قوائم ترقب الوصول حسبما أكد المستشار أحمد الزند وزير العدل. ولكن هل كان شفيق سيحكم البلاد بيد من حديد نتيجة خلفيته العسكرية فى حالة توليه الحكم وهو ما وضحه الدكتور حسن نافعة الخبير السياسي، الذى أكد أن شفيق يتمتع بخلفية سياسية وذكاء سياسى أكثر بكثير من مرسى ولكن حسابه على نظام مبارك كان سيؤدى إلى عدم تقبل الشعب له وكان سيكون هناك تشكك دائم فى نظامه. وتوقع نافع فى تصريحات خاصة ل"المصريون" استمرار شفيق فى الحكم فترة أكبر من مرسى وفى حالة الثورة عليه كان سيتعامل بذكاء سياسي، مشيرًا إلى أن تولى الحكم رئيس لديه خلفية عسكرية يجعل الأمور أكثر انتظاما، بالإضافة إلى أن شفيق كان سيعتمد على نفسه فى إدارة الأمور ولم يتشكك الشعب يوما فى أخذه أوامر من غيره وهذه هى مشكلة مرسى الرئيسية التى أدت إلى الإطاحة به نتيجة عدم تقبل الشعب للإخوان.
ابو الفتوح: "هاجم السادات وترشح أمام مرسى واختفى من أمام السيسي" عبد المنعم أبو الفتوح، الذى منعه مهاجمته للرئيس السادات من التعيين معيدًا، اشتهر وسط القوى السياسية ووسط الإخوان بأنه من أكثر الإخوان شراسة فى معارضة الحكومة فتم اعتقاله عام 1981كما حوكم فى أحد قضايا المحاكم العسكرية لجماعة الإخوان وسجن عام 1996 لمدة 5 سنوات بعدما أصبح أحد أكبر القادة فى جماعة الإخوان المسلمين قبل انشقاقه عنها. ولد أبو الفتوح عام 1951 بالقاهرة، وتخرج فى كلية الطب، حصل على ليسانس حقوق وبدأ العمل السياسى منذ أن كان طالباً حيث تولى رئاسة اتحاد كلية الطب أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة عقب ثورة يناير إلا أنه لاقى اعتراضاً من قبل مكتب الإرشاد بجماعه الإخوان لإعلانهم عدم تقديم أى مرشح للانتخابات مما أدى إلى تراجعه عن الترشح واكتفى برئاسة حزب مصر القوية الذى كونه فيما بعد. انتشرت الشائعات حول ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2014، حتى خرج بنفسه لينفى ذلك ويرجع كثيرون ذلك إلى تخوفه من منافسة السيسي، وانكشاف تراجع شعبيته فى حالة ترشحه بسبب حسابه على الإخوان ودعمه لهم ومطالبته بوقف إعدام قيادات الإخوان. فى حالة تولى أبو الفتوح، الحكم كان سيتبع نفس منهج مرسى وكان سيلاقى نفس المصير بهذه الكلمات علقت الدكتورة آمال كمال الخبيرة السياسية على افتراض تولى أبو الفتوح الرئاسة، مشيرة إلى أن مرسى وأبو الفتوح من نفس المدرسة تقريبًا وكلاهما ليس لديه خلفية سياسية تمكنه من التقدم بالبلاد وتوحيد الشعب بعد ثورة هزت أركان المجتمع بعد حكم طال 30 عامًا. وأضافت كمال، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الأمور ستختلف فى شىء واحد وهو عدم تولى أبو الفتوح الأوامر من مكتب الإرشاد بالجماعة مثلما فعل مرسى لقوة شخصيته عن مرسى ولولا ذلك لزجت به جماعة الإخوان للرئاسة عندما تراجعت عن ترشح الشاطر ولكن الجماعة كانت تريد أن ترشح شخصًا ضعيفًا تتحكم فيه مثل مرسى على حسب قولها.