"تركيا والبوسنة والهرسك وأفغانستان والشيشان والعراق والصومال وجنوب إفريقيا، بريطانيا".. محطات دولية، وجولات أوروبية مر بها واستقر عليها، أكسبته خلفية سياسية تميزه عن غيره من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بحكم ذلك، هو سياسي بارز خارجيًا وأوروبيًا وإن كانت شهرته الداخلية محدودة . الدكتور أشرف عبد الغفار، أمين عام مساعد نقابة الأطباء سابقا ومقرر لجنة الإغاثة الإنسانية، من مواليد 12/2/1956م؛ تخرَّج في كلية الطب بقصر العيني قسم الجراحة العامة، وحصل علي درجة الماجستير في نفس التخصص بامتياز، وعيِّن مستشارًا للشئون الإنسانية بنقابة الأطباء في التسعينيات من القرن الماضي، وتزوَّج وأنجب سبعة من الأولاد بنين وبنات. كان نشاطه وعمله ولجنة الإغاثة الإنسانية في مصر وخارجها سببًا كفيلا لخلق عداء بينه وبين أجهزة أمن مبارك، فتم تلفيق تهمة عُرفت إعلاميا ب (قضية الرهينة), فاتهم مع آخرين منهم الداعية الإسلامي عوض القرني، ود. وجدي غنيم بجمع أموال لتمويل خلايا إرهابية.. لتكتب السطور الأخيرة لحياة القيادي الإخواني في مصر وتكن بداية لجولات عالمية خارج سماء القاهرة. كان ذلك آخر ما التقطت أذناه في مصر أن قوات الشرطة ألقت القبض على تنظيم إرهابي، ومازال البحث عن رئيس التنظيم د. أشرف محمد عبد الغفار! . . ففر منها وقرر عدم العودة إلى بلاده، وطلب من أهله اللحاق به في بلاد الغربة، لكن كان قرار النظام أسرع من طلبه حيث صدر قرار رئاسي بمنع أهله من السفر، مما دفع د. محمد سليم العوا إلى رفع قضية يدافع عنه وعن حق أبنائه في السفر, عرفت إعلاميا باسم " قضية الرهينة". قضى "عبد الغفار" بتركياوبريطانيا 15 عامًا حصل على الجنسية البوسنية وأصبح مستشارًا لرئيس البوسنة والهرسك الراحل علي عزت بيجوفيتش للشئون الإغاثية. همت تركيا باعتقاله بطلب من السلطات المصرية بسبب تأسيس شركة طبية؛ لأنها تمنع المهاجرين من مزاولة مهنة الطب على أراضيها، لولا تدخل "بيجوفيتش" شخصيا، طالبا من السلطات التركية بالإفراج عن " عبد الغفار"، ولم يتمكن نظام المخلوع من اعتقاله عبر الإنتربول. بسبب استقراره في تركياوبريطانيا كان له نشاط تجاري فيهما كما أن له أصولا بشركات ثابتة بكلتا الدولتين. عاد عبد الغفار، إلى مصر أغسطس 2012 عقب صدور عفو رئاسى من الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية عنه مع 7 آخرين من قيادات الإخوان بالخارج والذين حاكموا عسكريا فى قضية التنظيم الدولى للإخوان، ثم غادر عقب أزمة الإخوان مع النظام في مصر 3 يوليو، ويستقر حاليًا ببريطانيا. منذ أسبوع تقريبا اقترح السياسي البارز "عبد الغفار" حل جماعة الإخوان المسلمين، وبرر رؤيته لحماية أعضائها من التصفية في ظل القمع الأمني والاعتقال والتعذيب وقتل أعضاء الجماعة بلا أي ذنب ولتفويت الفرصة على القبضة الأمنية غير المسبوقة، على إثر تصفية 9 أعضاء من الإخوان بشقة أكتوبر. إلا أن مقترحه ودعوته لم تحظ قبولا من داخل أوساط الجماعة، وتمت مهاجمته من قبل البعض.. ربما كانت فكرته نابعة بأنه "لا مقدس غير القرآن" وأن السياسة فن الممكن أو اللعبة القذرة التي يفترض أن تحسن لعبتها وإلا خسرت، أو قد تكون نابعة من النموذج التركي الذي تم حله أكثر من مرة ليصل إلى حزب "العدالة والتنمية"، فقد مر حزب أردوغان بالعديد من المراحل من (النظام الوطني)، الذي تم حله، فقام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني، فتم حله أيضا فأسس حزب "الرفاه" الذي لم يستمر طويلا وحل سنة 1998 حتى وصل أردوغان لهذا الحزب. وتبنى القيادي في الجماعة أشرف عبد الغفار، المقيم حاليًا في بريطانيا، دعوة القيادي جمال عبد الستار، ب "حل الجماعة في مصر ووقف نشاطها مؤقتا"، والتي تعاطى معها الإعلام بشكل أكثر جدية. علق الدكتور محمد سودان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وأمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" في مصر، على فكرة الحل قائلاً :"إن الاقتراح في غير محله وكل هذه الابتلاءات بشر بها مؤسس الجماعة الإمام البنا، وكل من بايع فضيلة المرشد"، موضحًا "قبل الانضمام إلى هذه الجماعة المباركة يعرف أنه سوف يُبتلى". وأضاف سودان، في تصريح سابق ل"المصريون"، أن الجماعة مرت بالعديد من الابتلاءات، منذ عهد الإنجليز والملك وعبد الناصر ومبارك. وتابع: "من يقبل الاستمرار على العهد فنعم ومن ضعفت همته، نسأل الله له التوفيق بعيداً عن الجماعة"، واستدرك: "وكم من أمثلة في الماضي القديم والمعاصر وكم من الرجال والنساء قد فُتنوا و فضلوا الابتعاد وهم أحرار تمامًا في قرارهم ونسأل الله أن يوفقهم في اختيارهم". ووصف سودان الكلام عن دعوات حل الجماعة بأن "هذا اختيار فردى لا يُلزم به غيره، وللجماعة قيادة منتخبة، والقيادة هي التي تختار الطريق الذى تسير فيه الجماعة". من جهته، رد الدكتور محمد جابر، أمين حزب "الحرية والعدالة"، على دعوات حل جماعة الإخوان قائلاً: "من يطالب بمثل هذا لا يعرف شيئا عن طبيعة الإخوان في مصر". وأضاف "أن الجماعة روح تسرى في الأجساد فإذا أردت حلهم فلتفصل الروح عن الجسد". فيما قال أحمد رامي، المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، إن الدعوة لم تلق دعمًا من قيادات الجماعة واعتبر "أن القياديين عبد الستار وعبد الغفار- اللذين تبنيا الدعوة- يرغبان في قطع الطريق على أجهزة الأمن، باستهداف المزيد من أعضاء الجماعة داخل مصر"- حسب قوله. وتعاني جماعة الإخوان من قبضة أمنية عنيفة فرضها عليها نظام 3 يوليو، منذ أحداث 30 يونيو حتى الآن، وأصبح كل من ينتمي للجماعة بين مقتول أو مطارد أو خلف القضبان، وكان آخر ما طال الجماعة تصفية 9من قياداتهم في أحد المنازل في مدينة 6أكتوبر.