تخوفات من تسريح العاملين... ونداءات:«سرحوا من دخل الاتحاد بطرق غير مشروعة واتركوا الكوادر» لم تكن فكرة إعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وليدة اللحظة، وإنما بدأت منذ أكثر من عام والفكرة قيد المناقشة والدراسة، بعد أن شهد "ماسبيرو" العديد من الأزمات والشكاوى في فترات سابقة وصلت الى حد تأخر رواتب العاملين. وتسود مخاوف في أوساط العاملين ب "ماسبيرو" من إعادة الهيكلة مع تردد الأنباء عن تسريح العاملين في بعض القطاعات أو توزيعهم في مجالات أخرى، الأمر الذى دفع الكثير من العاملين بالخروج عن صمتهم والإفصاح عن أشكال من الفساد المختلفة داخل الاتحاد مرددين نداءات "اتركوا الكوادر وسرحوا من دخلوا بالمحسوبية أتباع النظام". وكانت القناة الأولى شهدت العديد من المشاكل في الفترة السابقة أهمها قيام العاملين بالاتحاد بحبس المستشار باتحاد الاذاعة والتليفزيون، محمد الدمرداش، في مكتبه لحين صرف مرتبات العاملين التى تأخرت عليهم كثيرًا، فضلاً عن تقديم العديد من الشكاوى الخاصة بقيادات الأخبار والعاملين فيها، بالإضافة إلى عدم التعاون معهم وافتعال المشاكل مع رؤساء القطاعات بالاتحاد، بما يمثل إعاقة بدولاب العمل وانتظامه فى هذه الظروف الحساسة التى تمر بها مصر وقد حاول القيادات بالاتحاد حل هذه المشاكل مرارًا وتكرارًا ولكن مازالت جذور هذه المشاكل قائمة. ونوهت مصادر بالاتحاد إلى أن قرار نقل على مبارك، من منصبه كرئيس لقناة النيل للأخبار، إلى وظيفة مستشار بقطاع الأخبار جاء بمثابة الرسالة التى أرادت صفاء حجازى، رئيس القطاع، أن ترسلها للجميع بأنها هي الحاكم الفعلي و"الآمر الناهي" في ماسبيرو. في حين ذكرت مصادر أن سبب الإطاحة به كانت رسالته حول "هيكلة وتطوير اتحاد الإذاعة والتليفزيون"، وجاءت الإطاحة به بمثابة تحذير شديد اللهجة لكل من يفكر فى التصدى لرغبات إمبراطورة ماسبيرو الأولى أو يتجرأ على انتقاد سياساتها وقراراتها؟ كما أنه رسالة للعاملين بالقطاع موجزها: اذهبوا لمن تشاءون وارفعوا استغاثاتكم لأى شخص أو جهة حتى ولو كان رئيس الجمهورية نفسه فلن يستطيع أحد أن ينفذ سوى ما أريده ولن يستطيع أحد أن يمسنى بسوء وهى كانت من أهم المشاكل المطروحة سابقًا. وأشارت مصادر إلى أن الاتحاد كان له محاولة سابقة لتطويره من قبل في 2009 وأهدر عليه أكثر من 300 مليون جنيه وقت أن كان مجدى لاشين نائبًا لرئيس القناة الأولى لكنها كانت دون جدوى. من جانبه، أعلن أشرف العربي، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارب، على هامش لندوة عقدتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أنه سيقوم بإعادة هيكلة اتحاد الاذاعة والتليفزيون على غرار قطاع الإذاعة فى القنوات المسموعة والتي لديها موارد من الإعلانات. وأوضح العربي أنه تم إعطاء إدارة إذاعات "راديو مصر"، و"نجوم إف إم"، و"نغم إف ام" إلى شركة محترفة تقوم بإدارتها بكفاءة عالية ما ينعكس على تحسن أدائها وزيادة مواردها والتي انعكست بالإيجاب على الموظف بالاتحاد فى المقام الأول، لافتًا إلى أن خطة اعادة الهيكلة تعتمد على تقليل عدد القطاعات بالإتحاد، وأنه لن يضار أى موظف بالسلب من الخطة الجديدة. وأكد أن وضع إيرادات الاتحاد لا يغطى الإنفاق عليه، فنحو 80% من الأجور يؤخذ من بند الخدمات من الموازنة العامة للدولة، منوهًا إلى أن هذا الوضع غير قابل للاستمرار. في هذا الإطار، قالت عبير الاباصيري، معدة برامج في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، إن "منذ شهور عده ونحن نسمع عن إعادة هيكلة الاتحاد ولكن لا يوجد اجراء فعلى تم اتخاذه في هذا الشأن"، مشيرة إلى أنهم علموا بأنه سيتم اعادة الهيكلة وتوزيع العاملين على أماكن أخرى الأمر الذى لاقى رفض من جميع العاملين وجعلهم يتساءلون حول مصيرهم وفي أي جهة سيتم توزيعهم وهل هذه الجهة سيكون لها علاقة بمجال عملهم الذين أفنوا حياتهم فيه. من جانبه، أكد محمد شومان، الخبير الاعلامي، أن الحكومة ليس لديها تصور محدد لإعادة هيكلة اتحاد الاذاعة والتليفزيون فلابد من اعادة الهيكلة، مشيرًا أن هذا سيحدث دون المساس بحقوق العاملين وبدون تحميل الاتحاد أعباء مالية جديدة أو بيع ممتلكات، لافتًا إلى أن هناك العديد من المطالبات بهذا الشأن منذ فترة وهذه المطالبات مشروطة بأن يتحول الإعلام من إعلام تابع للحكومة إلى إعلام خدمة عامة ويعبر عن كل التيارات السياسية ولا يعبر فقط عن الحكومة. وأشار شومان إلى أن هيكلة ماسبيرو لابد وأن ترتبط بعملية أوسع ألا وهى هيكلة منظومة الإعلام بشكل عام؛ مثل ما جاء في مواد الدستور والتي تنص على تشكيل مجلس وطني للإعلام وهيئة للصحافة وأخرى للإذاعة والتليفزيون، وأن تكون مستقلة وهذه المواد لم يتم تفعيلها حتى الآن، معتبرًا أن الأهم من إعادة هيكلة ماسبيرو أن يتم أولا هيكلة الإعلام.