سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"السوشيال ميديا" أخطر سلاح للجماعات المسلحة.. وهجمات سيناء الإرهابية سيناريو مصغر من ليلة سقوط بغداد الدكتور محمد الجندي رئيس منظمة أمن المعلومات ل"المصريون":
- غياب الإعلام المصري عن سيناء ترك الساحة للاعلام الأجنبي لنشر أرقام مغلوطة - الشعب المصري يلهث وراء اي موقع إلكتروني بحثا عن معلومة للاطمئنان علي ابنائه - التسجيلات الصوتية والفيديوهات والأخبار المغلوطة أهم أسلحة حروب الجيل الرابع - "جورج بابكيون" أول من أستخدم الحرب النفسية بالمعلومات المغلوطة لاسقاط صدام حسين
اكد الدكتور محمد الجندي رئيس المنظمة الدولية لأمن المعلومات "ISSA" مصر الاخبار المغلوطة والمبالغ فيها علي مواقع "السوشيال ميديا" أضحت أخطر سلاح تستخدمة الجماعات المسلحة، وان هجمات سيناء الإرهابية كانت سيناريو مصغر من ليلة سقوط بغداد، مبينا ان غياب الإعلام المصري عن سيناء ترك الساحة للاعلام الأجنبي لنشر تلك الأرقام مغلوطة، وان الشعب المصري يلهث وراء اي موقع إلكتروني بحثا عن معلومة للاطمئنان علي ابنائه. وقال الدكتور الجندي في حواره مع "المصريون" أن "جورج بابكيون" الباحث بمعمل "لوس آلاموس" كان أول من أستخدم الحرب النفسية بالمعلومات المغلوطة لاسقاط صدام حسين، مشيرا الي ان تلك التقنية وعلي الأخص تقنيات التسجيلات الصوتية والفيديوهات والأخبار المغلوطة أهم أسلحة حروب الجيل الرابع التي تستخدمها الجيوش الجوالة والجماعات المسلحة.
والي نص الحوار:
** في البداية لماذا حذرت أثناء هجوم الجماعات الارهابية المسلحة بضرورة الإعتماد علي الاخبار التي تبثها مواقع مجهولة علي مواقع التواصل الاجتماعي؟ لان اغلب المواقع المجهولة تبث اخبار مغلوطة او مبالغ فيها عن حجم الخسائر، والهدف من ذلك إحداث نوع من البلبلة في الجبهة الداخلية المصرية، مما يؤثر علي الحالة المعنوية للجيش المصري في حربة علي الإرهاب، وهذا النوع من الحروب يستغل اسلحة الاعلام بالشكل النفسي لتحقيق هدف اكبر من الحرب في ميدان المعركة.
** ولكن هذا السلاح ليس جديدا في ميادين المعركة؟ هذا صحيح.. وقد استخدمتة الولاياتالمتحدةالامريكية ليلة سقوط بغداد، قامت بعض القنوات والمواقع الاجنبية والمجهولة بنشر معلومات واخبار عن هزيمة الجيش العراقي واعداد كبيرة من القتلي والجرحي وقامت بنشر معلومات حقيقية عن سقوط بعض المدن العراقية وان الجيش الأمريكي اصبح علي مشارف بغداد، تلك الحالة اوجدت حالة نفسيه سلبية لدي الجميع بدء من الشارع العراقي وصولا الي الجيش نفسه، فانهزم الجيش وسقطت بغداد دون معركة.
** قلت ان الولاياتالمتحدةالأمريكية استخدمت نفس التقنية في اسقاط الرئيس العراقي صدام حسين..؟ مقاطعا.. العالم الأمريكي جورج بابكيون مخترع تكنولوجيا فبركة الصوت، كان احد اهم المساهمين في اسقاط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بنفس التكنولوجيا، كما انه قام بصناعة بعض التسجيلات المعقدة داخل معمل "لوس ألاموس" التابع للاستخبارات الأمريكية لقادة عسكريين تطالب الجنود العراقيين بالانسحاب وأنهم هُزموا في المعارك وان الجيش الامريكي أقوي بكثير وتمكن من احتلال اغلب المدن العراقية.
** هل تعتقد ان هذا السلاح يمكن تصنيفة كاحد أسلحة الجيل الرابع من الحروب التي يعاني منها الشرق الاوسط؟ "السوشيال ميديا" ليست مجرد سلاح من أسلحة الجيل الرابع والخامس للخروب، ولكنها أهم الأسلحة اليوم، فهذه التقنية قادرة علي صناعة "بروباجندة" لأي معركة مهما كانت ضئالتها، لذلك يطلق عليها البعض حروب العالم الإفتراضي، ففي حروب الجيل الرابع والخامس وحتي السادس لا وجود لميدان معركة بالمعني المتعارف علية، وما يحدث في سيناء وسوريا والعراق وحتي ليبيا يمكن ان نطلق علية "الحروب الافتراضية" وهي حروب تقودها القوي العظمي بصناعة تنظيمات وكيانات ارهابية مسلحة، شكلت ما يمكن تسميتة ب"الجيوش الجوالة" وقامت بتديعهم بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة من وسائل اتصالات علي اعلي مستوي، الي شبكات عنكبوتية الي تكنولوجيا السينما الهوليودية، والهدف القضاء علي الدول وتفتيتها ذاتيا علي مبدء "بيدي لا بيد عمرو". ** معني هذا ان ما خرج من سيناء أثناء الهجمات الإرهابية من شائعات واخبار لمواقع مجهولة كان يسعي لنفس الهدف؟ بالطبع.. فالشائعات وتكنولوجيا الحرب النفسية اسلحة في منتهي الخطورة يتم توجيهها لاسقاط الدول، وهذا السلاح يتم استخدامة لاستهداف القادة السياسيين أو أصحاب الرأي أو المشاهير، وله تاريخ طويل عبر وسائل تكنولوجية حديثة، للنيل منهم نفسيا ولكسب معارك لا يمكن للجيش الأمريكي حسمها بالصواريخ والطائرات ولكن باستهداف الجبهة الداخلية.
** وكيف يمكن تجنب ما تنقلة "السوشيال ميديا" في ظل غياب المعلومة عن الشارع المصري الباحث عن اي خبر لما يحدث في ارض الفيروز؟ اعتقد أننا في حاجة ماسة للمراسل الحربي المصري، لماذا لا يتم تدريب بعض الصحفيين المتخصصين في نقل ما يحدث علي ارض المعركة، فالصحفي المصري في حاجة لان يتواجد هناك لنقل ما يحدث بمنتهي الأمانة، وانا بالطبع لا الوم الشارع المصري فكل اسرة تريد أن تطمئن علي ابناءها في سيناء، لذلك تلهث وراء اي متنفس معلوماتي خبري ينقل لها ما يحدث هناك. ** البعض يؤكد علي أن تلك التقنيات ستكون سببا في معاناتنا في الحرب علي الارهاب او حروب الجيل الرابع؟ مصطلح حروب الجيل الرابع او حتي الخامس ظهر لاول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، علي يد شخص يدعي "وليام ليند، والذي يعد اول من اسس نظرية حروب الجيل الرابع، كما ظهر ايضا في كتاب الكولونيل توماس هيميز فيما بعد، وهناك بعض الشخصيات مجهولة الهوية تحدثت عن هذا النوع من الحروب، اولهم ابو عبيدة القرشي مساعد "بن لادن"، الذي كتب مقالا في مجلة الانصار عام 2002 عن حروب الجيل الرابع، بالاضافة الي ابو بكر ناجي الذي اصدر كتاب "ادارة التوحش" ووضع فيه قواعد تشتيت الدولة بضرب المنشاءات الحيوية.
** الاسلحة التي أستخدمت مختلفة بعض الشيء، هل تعتقد ان الجماعات المسلحة استفادت من التطور النوعي لها؟ هذا صحيح.. فالجماعات الارهابية المسلحة تستخدم كل اشكال التكنولوجيا المتاحة في القتال، من الانترنت الذي ينقل كل الافكار الهدامة الي الحروب النفسيه، الي الالعاب الجيم للتدريب علي القتال الحي، كلعبة "ARMA" الحربية التي تعد مجسم حقيقي للحروب والمعارك بين جيش نظامي ومليشيا ارهابية مسلحة. ** هل تعتقد ان العامل النفسي الذي تتبعة "داعش" يؤثر في المعارك؟ بالطبع.. فداعش واخواتها تستخدم نفس الفلسفة التي تسعي وزارة الدفاع الامريكية بتطويرها ابحاثا لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في تصدير "بروباجندا الرعب"، فاغلب الفيديوهات التي تعرضها المليشيات الارهابية غير حقيقية و"هوليودية"، صنعها خبراء "بروباجندا"، كشكل من أشكال الحروب النفسية للسيطرة علي الأدمغة والقلوب والارواح، وهذا النوع من الحروب ظهر منذ ما يقرب من الفي عام علي يد المحارب الصيني "صن تزو" مؤلف كتاب فن الحرب، والذي قال فيه نصا: "ان كل الحروب تعتمد علي الخداع.. فاذا كنا قادرون علي الهجوم سنتظاهر بالتراجع.. واذا كنا بعيدين عن العدو سنظهر لهم في كل لحظة اننا قريبين جدا".
** وماذا عن الجهاد الالكتروني والإرهاب الالكتروني، ومواقع تعليم الجهاديين صناعة القنابل وتفخيخ السيارات، هل يدخل في إطار ما يسمي بالتعريفات الجديدة؟ وفي حالة نص القانون كيف يصنف هذا العمل؟ بداية القوانين لا تحل المشاكل ولكنها تضع إطار للتعامل معها، فالجريمة الالكترونية لن تتوقف بمجرد أن نضع قانون لها، والإرهاب لن يتوقف إذا وضعنا قانون له، توجد آليات أخرى للسيطرة على الجريمة أو على فكرة الإرهاب، وهذا يحتاج إلى استراتيجيات من الدولة، مثل تطوير الثقافة والتعليم ومجابهة الإرهاب بالفكر، والفائدة من وجود قانون للإرهاب هو توفير إطار للتعامل مع الموضوع وقت التقاضي، أيضا ستكون مصر قادرة على توقيع الاتفاقية الدولية للأمم المتحدة الخاصة بالإرهاب، وبالتالي يكون لها الحق في المطالبة بالقبض على أي إرهابي هارب في أي دولة، ولكنه لن يحل مشكلة الإرهاب.