«ماروم»: إدخال قوات مصرية لسيناء يقوض اتفاقية السلام ويمس استراتيجيًا بالمنطقة العسكرية العازلة الموجودة منذ 1979 دعا اللواء (احتياط) أليعازر ماروم، قائد سلاح البحرية الإسرائيلية السابق، الجيش الإسرائيلي إلى التدخل عسكريًا في سيناء لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وأضاف ماروم في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، أن "التهديد الداعشي في جنوب إسرائيل والذي قد يصل قريبًا للحدود مع سوريا في الشمال، يضع أمام تل أبيب تحديًا جديدًا، والجيش الإسرائيلي ملزم بالاستعداد للعمل ضد داعش، حتى في داخل سيناء". وتابع: "بسبب موقعها الجغرافي وسكانها، سيناء كانت ولا تزال منطقة مريحة لأنشطة التهريب على نطاق واسع، وعلى مدار السنوات نشأت وتطورت هناك شبكة تهريب دولية بمشاركة المواطنين البدو، ومن خلالها تم تهريب مخدرات ونساء وعمال أجانب وكذلك وسائل قتالية وأسلحة، ومن المعروف أن أي مكان تجرى فيه عمليات تهريب بضائع، يتم تهريب السلاح من خلاله أيضًا، بحسب الحاجة". وأشار إلى أن "إسرائيل تحارب عمليات تهريب الأسلحة بنجاح كبير، من إيران لمصر عبر السودان، ومن سيناء عبر الأنفاق لحركة حماس والجهاد في قطاع غزة، تجفيف أنفاق غزة والقضاء عليها من قبل المصريين ومواجهة الإرهاب في سيناء، أضرا كثيرا بدخل البدو المحليين، الأمر الذي مكن داعش من دخول شبه الجزيرة المصرية، وبهذه الطريقة نشأت وتطورت على حدودنا الجنوبية، قوة إرهابية كبيرة ومهددة". وأوضح أن "مواجهة خلايا الإرهاب في سيناء تستلزم بادي ذي بدء وقبل أي شيء التعاون مع القاهرة، هذا الأمر لابد أن يجرى بحذر، الملحق العسكري لاتفاقية السلام يحدد ويقيد حجم القوة العسكرية المصرية المسموح بتواجدها في سيناء، وبهذا يتوفر لإسرائيل منطقة عسكرية عازلة تتيح لإسرائيل مساحة للإنذار الاستراتيجي، المصريون طلبوا على مدار السنوات الأخيرة إدخال قوات إضافية لسيناء للقضاء على الإرهاب، وهم على ما يبدو سيعودون ويطلبون مجددًا هذا الأمر". وحذر المسؤول العسكري السابق قائلاً: "إدخال القوات المصرية لسيناء من شأنه أن يقوض الملحق العسكري في اتفاقية كامب ديفيد للسلام ويمس استراتيجيًا بالمنطقة العسكرية العازلة في سيناء والموجودة منذ عام 1979". وأضاف: "التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل هو وسيلة إضافية ستسمح للقوات المصرية بالعمل ضد الإرهاب، وتل أبيب لديها منظومة استخبارات ممتازة تمكن القوات المصرية من تحقيق أفضلية في العمل ضد تنظيم (داعش)، لكن الصعوبة هنا تتمثل في خطر الكشف عن المصادر والخوف من المساس بالاستخبارات الإسرائيلية، فمن ناحية تل أبيب مهتمة بالتعاون لاستهداف داعش، ومن ناحية أخرى علينا أن نحذر ونفحص مستوى المادة الاستخباراتية المنقولة، وهي معضلة ليست بالبسيطة؛ حينما يدور الحديث عن معلومات تحذيرية وإنذارية". ولفت قائد سلاح البحرية السابق إلى أن "التهديد الداعشي الذي من الممكن أن يصل قريبا للحدود مع سوريا في هضبة الجولان، يضع أمام إسرائيل تحديًا جديدًا، وعلاوة على العمليات السياسة والاستخباراتية مع شركاء محتملين، لابد من تغيير في تقدير وتقييم الوضع العسكري، الجيش الإسرائيلي ملزم بالاستعداد للعمل ضد تنظيم (داعش) في سيناء، ويفضل استخدام وسائل سرية، لحماية دولة إسرائيل". وختم مقاله "من الواضح أن هذا الأمر معقد ومن الممكن أن يكون له نتائج عديدة، لكن بالرغم من ذلك، يبدو أنه لا مفر من إعداد وسيلة عمل من هذا النوع، تكون في يد صناع القرار الإسرائيليين، إذا ما وجدوا أمامهم أوضاعا معقدة، الواقع الجديد الذي تقف فيه قوات داعش على حدود دولة إسرائيل وتهدد سيادتها ومواطنيها يستلزم تقييما جديدا للوضع، وتفعيل للقوة العسكرية الإسرائيلية بشكل مختلف وذكي أمام التهديد الناشئ".