اعتبر الكاتب الأمريكى المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، مارك لينش، أن إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها الطبيعى سوف يسمح بوجود حلول للمأزق فى مصر, ورأى أنها بداية عظيمة لطريق طويل ووعر، فى حين أن المخرج النهائى للحالة المصرية لم يظهر بعد. وقال لينش، فى مقاله له فى جريدة الفورين بوليسى، إن الانتخابات المصرية قد انطلقت على الرغم من أحداث العنف والاعتصامات فى التحرير واحتمالية تأجيلها وعدم التأكد من انطلاقها بالكامل, إلا أن التقارير التى تم رفعها إلى وسائل الإعلام تفيد بأن العملية الانتخابية تسير بشكل غير متوقع وجيد على الرغم من بعض المشاكل العادية التى لا تقدح فى العملية الانتخابية برمتها. مع ذلك رأى أن الانتخابات جيدة وبداية عظيمة لطريق طويل ووعر على المصريين الذين قرروا أن يسيروا فيه من أجل بناء دولتهم، وأنه يتخوف من طول مدة الانتخابات حتى لا يحدث انشقاق لدى الصف المصرى ويتسبب فى حدوث مشاكل واشتباكات بين المصريين. ولم يتوقع لينش أن تجرى الانتخابات فى موعدها المحدد، لما مرت به مصر الأيام السابقة للانتخابات من فوضى أمنية واشتباكات وقتل وترويع، خاصة أن وتيرة المعارك بين الأمن والمتظاهرين فى التحرير قد وصلت لأوجها، وزادت وتيرتها بشكل كبير، وأنه – لينش - تخيل أن الوضع الأمنى والغضب الكبير الذى اختلج فى صدور المصريين سوف يمنع الانتخابات وهو ما خالف الواقع، وفرض علينا توجيه الاعتدار للمصريين. وقال إنه على الرغم من أن التقارير التى كانت تتصدر وسائل الإعلام كانت تشير إلى احتمالية تأجيل الانتخابات؛ لكن الواقع كان غير ذلك وانطلاقة إيجابية نراها اليوم فى الشارع المصرى تجاه الانتخابات, حيث استطاعت الانتخابات أن تخلق الأمل لدى المصريين بأنهم قادرون وبقوة على انتزاع الكرامة لهم التى أهدرها النظام السابق على مدار حكمه الممتد إلى ثلاثة عقود. وتحدث لينش عن المعوقات التى كانت تواجه العملية الانتخابية فى مصر مثل تقسيم الدوائر وقانون الانتخابات وقانون العزل السياسى، وهى مشاكل كفيلة بتأجيل العملية الانتخابية برمتها. وقال إن التقارير الأولية كانت تشير إلى فوز الإسلاميين فى الانتخابات وخاصة جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وأنها ستبلى بلاءً حسنا فى العملية الانتخابية القادمة، وهو ما سيضع الإخوان وجها لوجه مع الغرب. وأشار لينش إلى أن المجلس العسكرى قد واجهه مشكلة عاصفة الأسبوع المنصرم خاصة ما حدث فى ميدان التحرير؛ لكن الانتخابات صرفت الانتباه عما يحدث فى ميدان التحرير، كما يرى أن العسكرى وقع فى خطأ فادح حيث تخيل أن القمع والقتل الذى قام بهما تجاه المتظاهرين ربما يردع معارضى العسكرى، وهو ما لم يتحقق على الإطلاق, فقد تغيرت اللعبة فى مصر جملة وتفصيلا، على حد قوله. وقال إن التصويت فى الانتخابات لن يجعل المصريين يتناسون ال40 شهيدًا الذين قتلوا فى أحداث التحرير، بالإضافة إلى آلاف الجرحى, وقد أثبتت الأحداث أن القيادة العسكرية فى مصر قد ورطت مصر فى مشاكل سياسية كبيرة وتسببت فى أحداث فوضى الأسبوع الماضى، ولم تكن تلك هى المرة الأولى التى يقوم فيها العسكرى بذلك. واختم مارك لينش مقاله بقوله: لقد أحسن العسكرى صنعا عندما أعلن عن موعد الانتخابات الرئاسية وتأكيده على أن الانتخابات البرلمانية سوف تتم فى موعدها الطبيعى.