تهاني المرشحين بحلول الشهر الكريم.. إقامة موائد رحمن.. توزيع إمساكيات على المصلين.. وخبراء يقدمون الحل: تشكيل لجنة دائمة لرصد مخالفات الأحزاب استغلت الأحزاب السياسية عدم وجود جماعة الإخوان على الساحة الانتخابية، وشرعت في تقديمها الخدمات للمواطنين خلال شهر رمضان، تمهيدًا لخوض ذمار الانتخابات البرلمانية المقررة عقب عيد الفطر المبارك، كما هو مزعم وفق تصريحات ووعود لكبار مسئولي الدولة. وكثفت الأحزاب من خدمتها بصورة ملحوظة خلال الشهر الكريم وأعلنت عن عزمها تقديم خدمتها للمواطنين، في صورها المختلفة من توزيع شنط رمضان على الفقراء، وإقامة الندوات الدينية وتنظيم القوافل الطبية، مستغلة الشهر الكريم وما يصاحبه من أجواء اجتماعية ودينية بين المصريين، التي كانت في نظر العديد من الأحزاب استغلالاً للدين في السياسة والتي كانت محل انتقاد لجماعة الإخوان من الأحزاب المنافسة. كانت في السابق محل سخط وغضب الأحزاب الليبرالية من الأحزاب الدينية وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين، والتي كانت متهمة بالحصول على أصوات الناخبين بتوزيعها "السكر والزيت"، إلا أن الأحزاب سارت عكس آرائها السابقة وقامت وفق إعلانها عن تقديم السكر والزيت، فضلاً عن إقامة موائد الرحمن في المناطق ذات النطاق السكاني الكبير. ولأول مرة تتوحد الأحزاب ذات المرجعيات المختلفة، الليبرالية والدينية واليسارية في إباحة تقديم خدماتها الانتخابية خلال شهر رمضان المبارك، وعزت الأحزاب ذلك إلى محاولتهم المساهمة في تقديم المساعدة للمواطنين في ظل الحالة الاقتصادية المتردية التي يمر بها الشارع المصري. وفي السياق ذاته، ظهر استغلال الشهر الكريم مبكرًا، لأغراض دعائية، في محافظات الجمهورية، وبرز هذا الاستغلال في محافظات الوجه القبلي "الصعيد" من قبل العائلات الكبيرة، ذات الطابع القبلي والعلاقات العائلية، حيث تسابقت تلك العائلات لإقامة موائد الرحمن، ويتم من خلال تلك الدعاية تسويق مرشح العائلة على الأهالي، الذين مثّل لهم هذا المرشح بديلاً عن مرشح الإخوان والجماعات الإسلامية الذي اختفي نتيجة للوضع السياسي الحالي. وتعددت أنشطة الأحزاب ما بين التهنئة بحلول الشهر الكريم، في صورة نشر عدد من صور مرشحي الأحزاب في الميادين والشوارع وعليها تهنئة الحزب والمرشح لأهالي المنطقة، وتوزيع إمساكيات رمضان وعليها صورة المرشح والدعاية الخاصة به على المصلين عقب صلاة الجمعة. وبناءً على ما سبق ترصد "المصريون" أنشطة الأحزاب السياسية المختلفة خلال شهر رمضان المبارك في الشارع المصري بناءً على تصريحات مسئولين حزبيين. وينظم حزب الوفد عددًا من الندوات والمحاضرات الدينية والتثقيفية في رمضان، وذلك من خلال لجانه في محافظات الجمهورية، وذلك وفق تصريحات عضو الهيئة العليا للحزب، بأن يعيش كل مواطن في حالة من الورع والروحانيات. وكان حزب الحركة الوطنية أعلن عزمه عقد دورات رياضية وأخرى لتحفيظ القرآن الكريم، وذلك وفق تصريحات للمستشار يحيي قدري، النائب الأول لرئيس الحزب. كما قام حزب الحركة الوطنية بتوزيع شنط رمضان على المواطنين بمحافظة البحيرة؛ حيث أعلنت أمانة الحزب برئاسة محمد البستاوي، بالتنسيق مع أمانة المرأة والشباب بالحزب، بتوزيع شنطة رمضان على الأهالي، حسب بيان نشرته أمانة الحزب بمحافظة البحيرة. ولم ينأ حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بنفسه عن المشاركة في تقديم خدماته للمواطنين، إذ كشفت مصادر داخل الحزب عن إقامة الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب موائد رحمن للفقراء في عشوائيات القاهرة. ولا يختلف حزب الدستوري الحر عن سابقيه من الأحزاب، إذ بدأ في تنظيم موائد الرحمن منذ بدية شهر رمضان بكل مقرات الحزب بالجمهورية، وفق تصريحات صحفية لرئيس الحزب المهندس تيسير مطر. واستمرارًا لنشاط الأحزاب خلال شهر رمضان، نظم حزب النور عدة قوافل طبية مجانية وحملات للتبرع بالدم في عدد من القرى والنجوع، كما أعلن في عدة بيانات مختلفة في المحافظات. ونظم حزب النور بمحافظة كفر الشيخ، قوافل طبية للكشف المبكر عن الفيروسات الكبدية، بجانب قوافل بيطرية للكشف على الحيوانات في محافظة البحيرة والسويس، ويأتي ذلك ضمن سلسلة من القوافل الطبية التي تتجول في غالبية المحافظات. كما نظمت أمانة حزب النور في كفر الشيخ، سوقًا للسلع الغذائية بأسعار التكلفة، على غرار أسواق جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور سابقًا. وفي عدة محافظات نظم الحزب أسواقًا ومعارض خيرية، لبيع السلع الغذائية للفقراء، ومستلزمات المنازل، حيث نظمت اللجنة النسائية بمحافظة الإسكندرية، معرضًا خيريًا يحتوى على ياميش رمضان وملابس وأدوات منزلية ومفروشات. ونظمت أمانة الحزب ببولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، سوقًا خيريًا للسلع الغذائية، وذلك ضمن أنشطة الحزب الخدمية التي يقدمها لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين مع ارتفاع الأسعار وقرب حلول شهر رمضان المبارك. ونظمت اللجنة الاجتماعية بمحافظة الفيوم، سوقًا لبيع السلع الغذائية، وشملت السوق جميع الاحتياجات المنزلية التي يحتاج إليها المواطن في حياته اليومية، وفي بورسعيد أقام الحزب 4 أسواق خيرية لمواجهة ارتفاع الأسعار. وقال الدكتور يسري العزباوي، الخبير السياسي والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الأحزاب السياسية والمرشحين المستقلين يستغلون الشهر الكريم من أجل الدعاية الانتخابية لتجميع الأصوات قبل الانتخابات، منوهًا بأن الأحزاب تقدم تلك الدعاية في صورة البر والإحسان، مستغلة بذلك الحالة الإيمانية التي تسيطر على المصريين خلال الشهر الكريم، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الأحزاب تخالف القانون بتلك الدعاية، والتي حظرتها لجنة الانتخابات. وأكد الباحث بمركز الأهرام ل"المصريون" أن لجنة الانتخابات لا تستطيع رصد مخالفات الأحزاب والمرشحين بسبب أن المرشحين لا يبرزون صفتهم بصورة مباشرة على أنهم مرشحون للانتخابات البرلمانية، الأمر الذي يصعب على لجنة رصد المخالفات. ولفت العزباوي إلى حل لمواجهة تلك الظاهرة، تشكيل لجنة دائمة منصوص عليها في الدستور لمراقبة ورصد مخالفات الأحزاب، ما يساعد في تحجيم تلك الخروقات القانونية للأحزاب.
واعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية، أن استغلال شهر رمضان لأغراض انتخابية تقليد وضعه الحزب الوطني والإخوان، حيث حولوا الانتخابات إلى بيع وشراء وعملية تجارية. وأوضح "عبدالمجيد" أن التقليد السابق كرس دور المال السياسي في الانتخابات البرلمانية، مؤكدًا أن المستفيدين من شهر رمضان عادة من يملكون أموالاً أكثر وأخلاقًا سياسية أقل، سواء كانوا حزبيين أو مستقلين قادرين على توزيع السلع وبعض الاحتياجات التي يستند إليها الفقراء واستغلال حاجاتهم لها - على حد قوله. وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن عملية توزيع السلع لا تتم بشكل حزبي، لأن الفقراء لا يهمهم الشعار الموجود على الشنط التي توزع بقدر ما يهمهم من الذي حمل إليهم الشنطة لدعمه بالانتخابات البرلمانية. وأكد أمير يوسف، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، أن الحزب قام بتوزيع شنط رمضان على المواطنين وتحمل هذه الشنط علم الجمهورية، وتخلو من الشعارات الحزبية، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو مساعدة البسطاء فقط وليس الدعاية الانتخابية. وأضاف عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، أن الحزب أطلق مسابقة لكرة القدم على مستوى المراكز والمحافظات، بالإضافة إلى مسابقات دينية، وأيضًا مسابقة للخطابة السياسية ضد التطرف، وينتقى أفضل 10 خطب ليحصل أصحابها على جوائز مالية، واختيار أفضل 20 مقالاً مرسلاً من الشباب لنشرها في كتاب خاص، وتوزيع جوائز على المتقدمين.