تتباين وتتفاوت أنواع ومستويات العقول، فهناك العقل الابتكارى الصانع والمنتج للأفكار، وهناك العقل الكلي الكبير الذي يطلق عليه العقر الاستراتيجي، كما أن هناك العقل التكتيكي، ويتلوه العقل التنفيذي ولكل منهم مهامه وأدواره التى يمكن توظيفه فيها. وبطبيعة الحال لكل منهم سماته وخصائصه ومعاييره الخاصة به والمحتوى والوسائل الخاصة ببنائه وتطويره. مهام وأدوار العقول الأربعة: العقل والابتكارى: هو ذلك العق القادر على صناعة وإنتاج أفكار جديدة مبتكرة وغير تقليدية وتشتد الحاجة اليه عند مواجهة المشكلات والتحديات والحاجة الملحة لحلول وخيارات جديدة غير تقليدية قادرة على فك عقدة التحديات وتجاوزها بأقل تكلفة وفى أسرع وقت. بالتأكيد هي عملة نادرة وتحتاج إلى تنقيب واكتشاف وتأهيل ذهني ونفسي تخصصي مبكر، وتوفير مساحات واسعة من فضاء حرية الفكر والتخيل. العقل الكلى الكبير القيادي : هو ذلك العقل الأقدر على السيطرة على السفينة وقيادتها وصنع قراراتها وتوجيهها إلى الوجهة الصحيحة وفى الوقت المناسب والحاجة إليه مستمرة بيد أنها تشتد، حيث يبرز لمعانه الخاص أوقات الشدائد والفتن حين تتيه العقول، ويرتكز نحو الحكمة، ومن ثم هو العقل الذي يتميز بسعة الأفق المكاني والزمان وتعدد زوايا التفكير مع حدة البصيرة وعمق النظر، والقدرة على النظرة الشمولية الكلية الواسعة حتى يتمكن من رؤية المشهد محل النظر كاملا غير منقوص ولا مجتزأ أو مبتور. تجتمع فيه حكمة الفيلسوف المفكر ومنطقية العالم الباحث المعلى منظم وممنهج التفكير، المتنقل بانتظام من رؤية المشهد ثم تحليله إلى اكتشاف دوافعه ومعطياته ثم القفز العلمي المنهجي إلى استشراف المستقبل القريب والبعيد. وأحسبه لن يكون إلا بالجمع بين أربع: الإلمام بالسنن الإلهية في الإنسان والكون والحياة مع إدراك جيد للمقاصد الكلية لحقائق وأحكام الدين، مع الحرفية العالية في تطبيق مناهج التفكير والتحديث المعلوماتي المستمر، حيث تمثل هذه الرباعية قاعدة صلبة تمنحه التحليق المحكم في آفاق التفكير وصناعة القرار والقيادة، بمعنى أنه عقل موسوعي مؤسس بشمول، ومتابع لكافة المجالات وفق قوانين حكمة المعرفة. العقل التكتيكي: هو العقل الحصيف القادر على رؤية المشاهد التخصصية الجزئية دون الكلية، حيث هو ماهر جدا وحصيف في التعامل معها وحدها، ولكنه يفتقر إلى استيعاب ورؤية المشهد الكلي، فهو إذن رجل المواقف والأزمات الصعبة بشرط أن يكون تحت إدارة وتوجيه عقل استراتيجي كبير. إذن هو صاحب التأهيل الذهني العالي مع التخصص الدقيق في أحد مجالات الحياة. العقل التنفيذي: هو الغالب في واقع الحياة الموفر لجهده الذهني ليستثمره في الجهد العملي الحركي الميداني، وتظهر أهميته الكبيرة في ترجمة الأفكار والخطط والمشروعات والبرامج، فهو إذن من يبث فيها الروح ليحول الفكرة من الحبر على الورق إلى روح وفعل وانجاز يتحرك على الأرض. [email protected]