ارتفاع سعر المكالمات، "تناكة" موظفي خدمة العملاء، نفاذ رصيدك في مكالمات قصيرة، سوء تغطية الشبكات، استهلاك الميجا بايت المخصصة لك في ثوان معدودة بمجرد فتحك لمتصفح الانترنت علي هاتفك أو جهازك اللوحي، كل تلك الأمور دفعت شباب الانترنت إلي الثورة علي شركات الاتصالات، إلي جانب نفاذ صبرهم من الممارسات الإجبارية لتلك الشركات والتي تتعامل بسياسة التعالي علي عملائها. تستحوذ 3 شركات علي الاتصالات في مصر بنسبة 100 %، وتحتكر المنافسة بشكل مبالغ فيها، هي شركات "موبينيل وفودافون واتصالات"، تتسابق الاثنتين الأولي والثانية علي لقب "أولي شركات الاتصالات"، فيما تحصد الثالثة نتيجة نفور المستخدمين من الصراع بين الشركتين. منذ أيام قليلة، اقترح مجموعة من شباب الانترنت، أن يتم تخصيص يوم واحد يُخصص فيه 5 ساعات فقط لعقاب شركات الاتصالات علي سوء الخدمة وارتفاع التكلفة، وأنتشر هذا الاقتراح ك"النار في الهشيم" علي مواقع التواصل الاجتماعي وأختار الشباب أن يتم إغلاق الهاتف المحمول، اليوم الخميس، من الساعة الخامسة وحتى الساعة العاشرة مساءاً. وتفاعل عدد كبير من نشطاء فيس بوك وتويتر مع الحملة بالمشاركة في هاشتاج "مليونية مقاطعة شركات الاتصالات" وهاشتاج "ثورة الإنترنت"، بنشر صور تدعو لمقاطعة تلك الشركات. وبدأت شركات الاتصالات تُعاني جراء تلك الحملة، التي أثبتت نجاحاً باهراً بعد انطلاقها بدقائق قليلة، حيث أكدت مصادر ب "وزارة الاتصالات"، أنه تمت إقالة المهندس سيد الغرباوي، العضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات، تزامنًا مع حملة المقاطعة التي دعا لها شباب ثورة الإنترنت. وأكد المهندس محمد أبو قريش، نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندس الاتصالات، علي حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن"شركات الاتصالات خسرت ما يقرب من 15 مليون جنيه خلال ال 5ساعات". وأضاف أن فكرة المقاطعة التي تم تنفيذها، اليوم الخميس، وعلى مدى 5 ساعات كاملة، تعكس قوة المستخدمين في إعدام إيرادات محتملة لشركات المحمول، تقترب من 3.5 ملايين جنيه في الساعة الواحدة، مؤكدا أن شركات المحمول الثلاث ستخسر ما يزيد عن 15 مليون جنيه اليوم. وتابع "قطاع الاتصالات في مصر يحقق 35 مليار جنيه سنويا، نصيب شركات المحمول وحدها 30 مليار جنيه سنويا من الاتصالات الصوتية والمعلوماتية أي الإنترنت المحمول، وبحسبة بسيطة سنجد أن شركات المحمول تجني يوميا 82191780.8 جنيه في المتوسط، وكل ساعة تحقق في المتوسط 3424657.53 جنيه أي ما يقرب من 3.5 مليون جنيه كل ساعة". من جانبه، قال المهندس حسن صالح، خبير الاتصالات إن "شركات الاتصالات الثلاثة تُجني مايقرب من 44 مليار جنيه في السنة، أي مايقرب من 800 مليون جنيه في الأسبوع، أي مايعني 100 مليون جنيه في اليوم"، موضحًا أن "الخسائر الإجمالية لهذا الإضراب لا يمكن حسابها الآن ولابد من عمل مقارنات في الشركات لهذا اليوم والأيام المماثلة لاحتساب الخسارة". وقلل صالح في تصريحات ل "المصريون"، من حدوث خسائر مرتفعة لهذه الشركات، قائلاً "90 % من اللي قاطعوا هم في الأساس كروت مدفوعة مقدماً، مما يعني أن المقاطعة شكلية لا أكثر". مضيفًا "كما أن اختيار وقت الإضراب غير موفق لأن ال5 ساعات جاءوا في وقت الصيام والصلاة والتراويح، وبالتالي فإن الخسارة المتوقعة تكون أقل. وتابع "الجهاز القومي للاتصالات أصدر لائحة جديدة وهي لائحة جزاءات توقع على الشركات العاملة في مجال الاتصالات، وهذه هي الإجراءات التي تؤدي إلي تحسين المنظومة وليس دعوات متفرقة للإضراب، حيث إن هذه الدعوات لن تأتي بنتيجة مرجوة لأنها تفقد الهدف".