طبق الفول المدمس من أشهر الوجبات المعروفة داخل مصر، بل أنه أصبح من العلامات المميزة ومن الأكلات الشعبية والقومية للبلاد، حيث لا يخلو بيت من طبق الفول خاصة فى شهر رمضان في وجبة السحور حيث يكون الطبق الرئيسى للجميع للفقراء والأغنياء خاصة الفقراء الذين يعتبرون الفول هو الطعام الأنسب والأرخص. تغير الوضع هذا العام بسبب نقص شديد لسلعة استراتيجية داخل محافظة المنوفية، حيث تسبب تراجع زراعة محصول الفول فى المحافظة فى الفترة الأخيرة من 149 فدانًا إلى 70 ألفًا في العام الحالي، مما أدي إلى ارتفاع جنوني لهذه السلعة الاستراتيجية داخل المحافظة، حيث أصبح الفول يتجه من كونه طعام الفقراء إلى أن يكون طعامًا للأغنياء فقط. في البداية يقول المهندس أشرف .ي- مهندس زراعى- إن محصول الفول اختفى بالفعل ويرجع ذلك إلى أسباب عديدة من أهمها تدنى سعر المحصول وعدم وجود أصناف جديدة مقاومة للأمراض التى يتعرض لها المحصول، مطالبًا وزارة الزراعة بضرورة رفع أسعار المحصول وتحجيم عمليات الاستيراد من الخارج أو زيادة الرسوم على طن الفول المستورد. وأوضح، أنه لو تمت زيادة الرسوم على الطن بمقدار 100 جنيه سيتم بيع المحصول المحلى بأسعار مرضية ويحقق عائدًا كبيرًا للمزارع وبالتالى تشجع على زراعته مرة أخرى فى الأعوام المقبلة. وأكدت سعاد . ع من الأهالي، أن الفول وجبة الفقير التى يعتمد عليها صباحا وليلا ولا غنى عنها يوميًا، مؤكدة أن إحجام المزارعين عن زراعته أدى إلى ارتفاع سعر سندوتش الفول فى بعض المطاعم وينذر أن مائدة السحور سيختفى منها طبق الفول لدى الفقراء. وطالبت بضرورة التغلب على عدم زراعة هذا المحصول لإعادة ضبط الأسعار من جديد، بالإضافة إلى مراقبة المطاعم والأسواق التى ترفع الأسعار موكدة أن الفول من الأطعمة التى يعتبر الاقتراب منها يهدد الأمن القومى حيث يعتبر أرخص وجبة، فإذا تم الاقتراب منه لن يبقى شيء للفقراء. فيما أكد وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، أن المساحة المزروعة عامي 2013 - 2014 كانت 149 فدانًا والعام الحالى انخفضت إلى 70 فدانًا فقط على مستوى المحافظة، وذلك بسبب الإحجام عن زراعة المحصول ولجوء المزارع الى زراعة محصول القمح العروة الشتوى لحصوله على أعلى عائد لضمان تسويقه مما يؤثر على المساحات المزروعة بالفول، بالإضافة إلى أن الدولة تعتمد على استيراد الفول بالتالى فإن سعر الاستيراد أقل من تكاليف الزراعة الفعلية مما يلجأ المزارع إلى الفول المستورد لقلة التكاليف. وأشار إلى أن سعر طن الفول المستورد يصل من 3000 إلى 4 ألاف جنيه بينما السعر المحلى يصل إلى 4 آلاف جنيه أى بزيادة الف جنيه عن المستورد. فيما أكد الكثير من الأهالى أن الغلاء أصبح يبتلع كل شيء حتى طعام الفقراء لم يتركه التجار الجشعين، وأن الدولة يجب عليها أن تتداخل من أجل التصدى لموجة الغلاء التى تبتلع كل شيء وإلا سيكون الأمر غاية فى الخطورة الأيام المقبلة.