طالبت هيئتان حقوقيتان دوليتان، اليوم الثلاثاء، السلطات الموريتانية بتوفير العلاج لحقوقيين موريتانيين تعتقلهم منذ أكثر من 7 أشهر، نظرا لتدهو حالتهم الصحية. و أدان كل من (مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان)، و(الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان) في بيان مشترك صدر عنهما اليوم، "استمرار اعتقال السلطات الموريتانية لثلاثة حقوقيين موريتانيين بعد إدانتهم بتهم تتعلق بالتجمع غير المشروع، والتحضير للقيام بأعمال إرهابية". وعبرت المنظمتان في البيان الذي نشرته الفدرالية الدولية على موقعها الإلكتروني، عن "قلقهما إزاء تعرض السجين (جيبي صو) للإهمال الطبي بعد تدهور حالته الصحية إثر تفاقم إصابته بمرض الفشل الكلوي، بسبب ظروف الاعتقال الصعبة". وأضاف البيان أن "السجين الحقوقي (بيرام ولد اعبيدي) يعاني هو الآخر من مشاكل صحية كارتفاع الضغط وأمراض المعدة"، مشيرا إلى أن "إدارة السجن تمنع الأطباء من الاطلاع على حالته الصحية". وكانت الشرطة الموريتانية قد أوقفت ثلاثة حقوقيين هم "بيرام ولد اعبيدي" رئيس حركة المبادرة الإنعتاقية "ايرا"، و"إبراهيم ولد بلال"، نائب رئيس الحركة، و"جيبي صو"، رئيس حركة "كوتل" الحقوقية، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، بتهم تتعلق ب"التجمهر غير المشروع، والتحضير للقيام بأعمال تخريبية" بمدينة (روصو) جنوب البلاد. و حكمت محكمة المدينة على المعنيين في يناي/كانون الثاني 2015 بالسجن النافذ لمدة سنتين، وتم ترحيلهم بعد إصدار الحكم إلي مدينة آلاك. و"إيرا" هي حركة حقوقية تأسست في 2011، وتناهض بشكل خاص قضايا الأرقاء السابقين بموريتانيا، ويرأسها "ولد أعبيدي" الحقوقي الموريتاني البارز (ينتمي لشريحة الأرقاء السابقين). ويعود تاريخ الجدل حول العبودية في موريتانيا إلى السنوات الأولى لاستقلال البلاد أوائل ستينيات القرن الماضي، حينما كانت العبودية تنتشر بشكل علني، بين كافة فئات المجتمع الموريتاني، سواءً تعلق الأمر بالأغلبية العربية، أو الأقلية الأفريقية.