زعم الكاتب الصحفي بلال فضل، أن وراء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالإفراج عن 165 من الشباب المحتجزين المنتمين للتيارات الإسلامية والإخوان على خلفية تطبيق قانون التظاهر وراءه مغزى وهو تمرير أحكام الإعدام على الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات الجماعة. وقال فضل: أظنك أذكى من الاعتقاد بأن وراء قرارات الإفراج الهزيلة رغبة في إقامة العدل، ولو كان محدودًا، فأنت تدرك أنه ربما كان وراءها رغبة في توظيف ذلك العدد الهزيل من المفرج عنهم، للتغطية إعلاميًا وسياسيًا على إدخال آلاف جدد إلى السجون التي أصبحت المكان الأكثر نشاطًا في مصر، ولعلك تشاركني الظن بأن تعمد إخراج بعض المُفرج عنهم بلحاهم الطليقة، من دون إجبارهم على حلقها، والحرص على تصويرهم بكثافة غير إنسانية، يهدف إلى توفير مادة مساعدة لسفراء ومبعوثي نظام السيسى، الذين سيحاولون الرد على الغضب الدولي ضد أحكام الإعدام الظالمة والهزلية التي صدرت ضد قادة الإخوان، وعلى رأسهم محمد مرسي الذي يمكن أن تراه سيئ الذكر. وأضاف: لكنك لو كان لديك ذرة من ضمير، سترفض قطعًا المحاكمات الهزلية التي خضع لها، والتي لم تنشغل برد حقوق الذين قتلوا في ظل مسئوليته السياسية، فقد قتل السيسى أضعاف أضعافهم، بل انشغلت بتأكيد أكاذيب الأجهزة المباركسيسية، التي ترى أن ثورة يناير كانت مؤامرة خارجية، هدفت إلى إسقاط دولة يوليو الشائخة على روحها. وعن المغزى الحقيقي لإفراج السيسى عن أعداد من الإسلاميين، قال فضل في مقاله المنشور بصحيفة "العربي الجديد": ببساطة، يريد السيسى أن يستخدم صور الملتحين المُفرج عنهم، ليقول للوفود الأجنبية التي ستزداد وتيرة قدومها إلى القاهرة: "نحن لسنا ضد كل أفراد جماعة الإخوان، بل فقط ضد قادتهم المتورطين في عمليات إرهابية، ولذلك، سنحترم أحكام القضاء التي تطلب إعدامهم، إلى أن تضمنوا لنا مصالح مادية ضخمة، تقنعنا بإلغاء الأحكام، وتضمنوا انصياع قادة الجماعة وقواعدها لشرعية حكم السيسى. عندها سنأتي بقضاة آخرين يلغون أحكام الإعدام ويستبدلونها بأحكام براءة، وسط تطبيل إعلامي، سنتكفل به لإقناع الشعب بأهمية المصالحة وفتح صفحة جديدة. وتابع: لذلك، دعونا نتفاوض على الثمن، وإلى أن يحدث ذلك، وبعد أن يحدث، لا تنتظروا منا أن نخرج من السجن شخصًا واحدًا يمكن أن يسبب لنا صداعا برفضه الوضع القائم، حتى لو كان طفلًا أو امرأة أو شيخًا مريضا"، ولأن السيسى يعلم أن الوفود الدولية ليست منشغلة حقًا بحقوق الإنسان، قدر انشغالها بتهدئة الأوضاع وتأمين مصر التي ليس في مصلحة أحد أن تشتعل بها الأوضاع، فهو لا يخاف من مواجهته بأي تفاصيل، تثبت هزلية قرارات الإفراج، مثل كون غالبية المفرج عنهم ممن كانوا سيخرجون من السجن خلال أشهر. واستطرد: يدرك السيسى أنه نجح في فرض حالة من (التطبيع مع الظلم)، لم تشهدها مصر منذ الستينات، أصبح الأهالي في ظلها يحمدون الله، لأنهم اكتشفوا أن بناتهم معتقلات ولسن مفقودات، ولم تعد أجهزته الأمنية التي تحولت إلى عصابات خطف بحاجة إلى البحث عن مبررات لأفعالها الإجرامية، لأن مئات المخبرين في وسائل الإع..لام، وملايين المواطنين الشرفاء يقومون عنها بالواجب وزيادة. واختتم الكاتب الصحفي: لذلك، كل ما يهمه الآن أن يعبر هذا الصيف بأقل خسائر ممكنة، مراهنًا على قوة أصوات ماكينات الزياط التي سيحرص أن تعلو في "إيفنتاته" القادمة، على أصوات صرخات المظلومين وبكاء أهاليهم، أما دعوات أهاليهم فهو ليس خائفاً منها، لأنه يحسب أن قوة الأوميجا المدعومة بالرضا الإلهي ستحميه من كل سوء، وستنجيه من مصير صدام حسين ومعمر القذافى.