حالة من الدهشة والجدل أصابت قطاع كبير من الشارع السياسى المصرى عقب قرار العفو الرئاسي عن 165 شابًا من الصادر في حقهم أحكام قضائية بالسجن على خلفية إدانتهم بخرق قانون التظاهر، لاقتصار القرار فقط على أنصار جماعة الإخوان المسلمين وتجاهل النشطاء من شباب الثورة والحركات الثورية. الأمر ذاته أكدته الأحزاب التى تقدمت بقوائم بأسماء أعضائها إلى الرئاسة وشعرت بالضيق الشديد حين لم تجد اسما واحدًا ممن رشحتهم للإفراج فى هذه القائمة كذلك الحال للمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها المجلس القومى لحقوق الإنسان، والذى رشح أسماء عدة لم يجد اسمًا واحدًا ممن رشحهم للحصول على العفو الرئاسى. تحول قرار العفو الرئاسي هذا من مصدر إلي الفرحة وتعبيرًا عن الديمقراطية إلي سؤال يفرض نفسه وهو لماذا لم يتم الإفراج عن شباب الثورة وتجاهلهم. تعددت ردود الأفعال بعد العف الرئاسى حيث قال خالد داود، المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور، إن الأجهزة الأمنية تنتقم من ثورة 25 يناير ولا يريدون الإفراج عن فتياتنا وشبابنا المحبوسين بسبب قانون التظاهر الظالم. وأضاف داود في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا أصدق أن يصدر قرار رئاسي بالعفو ولا يتضمن فتيات وشباب تظاهرة الاتحادية جميعًا، وشباب قضية مجلس الشورى، ودومة وماهر وعادل في مظاهرة عابدين، وزملاؤنا في الإسكندرية المحبوسين للمطالبة في وقفة بمحاكمة عادلة لقتلة خالد سعيد، وماهينور المصري ويوسف شعبان ولؤي قهوجي في الإسكندرية المحبوسين لأنهم تظاهروا ضد الإخوان يسقط الظلم. كما كتب الأديب الكاتب الدكتور علاء الأسواني الصادر: "تهانينا للمفرج عنهم لكن لماذا اقتصر العفو على أنصار الإخوان وحدهم دون شباب الثورة". وأضاف: "النظام يكرههم ويخشاهم لأنهم مخلصون وشجعان وبلا مطامع شخصية". من جانبه يقول الحقوقي كريم عبد الراضي، إن شباب الثورة ليسوا فى حسبان الدولة، بالإضافة إلى أنه لا توجد إرادة سياسية لدى الدولة بأجهزتها الأمنية للإفراج عن أصحاب الرأى الذين يحملون هدفًا وحلمًا ومطالب تتعلق بالحرية والديمقراطية. وأضاف عبد الراضي، أنه لا يوجد تغيير فى سياسات الدولة تجاه ملفات حرية التعبير والتظاهر السلمي، مشيرًا إلى أن كل ما يحدث هو محاولة لتبيض وجه الدولة ونحن على أعتاب شهر كريم، مؤكدًا أنه قرار شكلى فى مضمونه أن الدولة ما زالت مصرة على استهداف أصحاب الرأى وعلى غلق المجال العام. علي الجانب الآخر أشاد الناشط السياسي شريف الصيرفي، مؤسس "بلاك بلوك"، بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإفراج عن 165 شابًا، من المتهمين باختراق قانون التظاهر. وقال الصيرفي، في تدوينة له، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "خطوة جيده للأمام والتصالح مع الشباب". فيما قال عبد الرحمن صقر القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، أن قرار العفو الرئاسي عن مجموعة من المعتقلين علي خلفية قانون التظاهر معظمهم من المحبين للإخوان، مشيرًا إلي أن قرار الإفراج عن عدد من المعتقلين ليس عفو بل هو حق لهم من الأساس، مؤكدًا أن معظمهم ليس من شباب الثورة بل تم القبض عليهم بالخطأ مبررًا ذلك بأن معظمهم كان يمر بجوار المظاهرات أو كان من ضمن المتظاهرين ولم يخرج فى وقت التظاهر. وأضاف صقر، أنه كان يتمنى الإفراج عن شباب الثورة الحقيقي وليس الأفراد العاديين، مؤكدًا أن معظم المفرج عنهم اليوم لا صلة لهم بالشأن السياسى أو المظاهرات لذلك تم الإفراج عنهم، مشيرًا إلي أنه لذلك فإن قرار العفو عنهم ليس منحة لأنهم ليس لهم أى عمل تنظيمى في المظاهرات أو التأثير فى أن يكونوا معارضة حقيقية.