سلطت صحيفة فايننشال تايمز الضوء على رفض شباب جماعة الإخوان المسلمين نهج السلمية فى مواجهة الدولة، الذي يدعو إليه قادة الجماعة الأكبر سنًا وذلك بسبب حملة القمع المحمومة التي تشنها قوات الأمن عليها. وأضافت الصحيفة بأن النشطاء من شباب الجماعة رفعوا شعار "ما دون الرصاص سلمية" في إشارة إلى أن أي نوع من القمع لا يلجأ إلى استخدام الرصاص الحي مقبول. ونقلت الصحيفة عن محللون سياسيون قولهم بأن شباب الجماعة، الذي انتُخب في مواقع قيادية العام الماضي، يتهم القيادات القديمة بإساءة إدارة الفترة التي تولت فيها الجماعة السلطة وفي المرحلة التي تلت عزل مرسي. وأضاف المحللون بأن الشباب لا يقتصر غضبهم على القمع الشديد الذي يتعرض له أصدقاؤهم، ولكن أيضًا هم غاضبون من القادة الذين لا يردون بشكل ملائم للحفاظ على ما تبقى من هيكل الجماعة. وعلى النقيض ،أشارت الصحيفة إلى رأى القادة ، الذين يعتقدون أن الدولة ستجد نفسها في نهاية المطاف مجبرة على التصالح مع الجماعة، لا يرى القادة الجدد أية إمكانية للتصالح ،لافتة إلى قول محمد غزلان، عضو مكتب الإرشاد في الجماعة، زالمعتقل هذا الشهر ، أن رفض الجماعة للعنف أمر ثابت، مما أشعل جدالًا حاميًا وأتى بردود أفعال غاضبة نقلا عن موقع نافذة مصر الإخوانى . وفي رده على السيد غزلان، دافع حازم سعيد، وهو أحد الكتاب على الموقع، عن استخدام القوة واستهداف أفراد بعينهم عُرفوا بالقتل والاغتصاب قائلا "الشرطة المجرمة ليسا من شعبنا، وأولئك الذين يجلسون مستريحين ويعرضون نظرياتهم ويقرأون في راحة يتعين عليهم العودة إلى مصر وتجربة العيش مطاردًا والتعامل مع الجيش والشرطة في الشوارع". وتابع سعيد "أعتقد أن ما تغير هو أنهم باتوا ينظرون إلى الدولة على أنها عدو يجب هزيمته وليس إصلاحه" كما نقلت الصحيفة قول شادي حامد، زميل في معهد بروكنغز، "رأينا في الأشهر الأخيرة انفتاحًا على ما يسمونه "عنفًا دفاعيًّا" ولكن الأمر مبهم لأنه كيف يجري الفصل بين العنف الدفاعي والعنف الهجومي". من جانبه ،قال يحي حامد، وزير الاستثمار في حكومة مرسي، من منفاه في تركيا أنه "يشعر بالقلق من الاستقطاب الحاصل لدى الشباب، لا أقصد شباب الجماعة فقط وإنما شباب الثورة بأسرهم". وحذر محللون من أن تصاعد العنف قد يأتي بنتائج عكسية. "إذا اتجهوا نحو العنف، سيخسرون على كل الأصعدة"،حيث علق خليل العناني، محاضر في جامعة هوبكنز بقوله "في الماضي، كان القمع هو ما يدفع الجماعة للتماسك، لكنهم الآن عند مفترق طرق، ويبدو لي أن النظام قد نجح في دفعهم نحو الانقسام". وألمحت الصحيفة إلى تصريح عمرو دراج الوزير السابق في حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، وهو يتحدث من منفاه في تركيا ،قوله "لا نقبل بأن تتجه الثورة إلى العنف أو نحو الصراع المسلح" واعتبرت الصحيفة بأن أي تصاعد في حدة العنف من جانب أعضاء الجماعة قد يمنح السلطات مبررًا إضافيًا في معركة كسب الرأي العام داخليًّا وخارجيًّا، وذلك حسبما يرى محللون.