رفضت القوى والتيارات الإسلامية، بالإجماع، استمرار الاعتصام فى ميدان التحرير، بعد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وذلك لتفويت الفرصة على المغرضين الذين يحاولون النيل من مصر وتدميرها واستمرار حالة الفوضى بها، وعدم إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، ومن بعدها انتخابات رئاسة الجمهورية. ودعت جماعة "الإخوان المسلمين" إلى ضبط النفس، وقال الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامى باسم الجماعة، إن "الجماعة لن تشارك فى الاعتصام بميدان التحرير، والذى دخل فيه عدد من النشطاء السياسيين، على خلفية المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن". وأضاف غزلان، "نحن مع التهدئة والذهاب إلى الانتخابات، ولسنا مع الاعتصام أو التظاهر الذى قد يؤدى لأحداث عنف فى الوقت الحالى". واستنكر حزب "النور" الاعتصام بشدة، مؤكداً أنه لا يجد له أى مبرر، لأن الرسالة وصلت يوم الجمعة الماضى، كما ندد حزب الوسط بالاعتداء على المعتصمين، داعياً المجلس العسكرى إلى إيجاد حل سريع، ولكنه لم يدع إلى أى اعتصام. وجدد حزب "الأصالة" دعوته رفض الاعتصام للحفاظ على استقرار البلاد، وإعطاء فرصة للمسئولين لتبنى المطالب التى عبر عنها المتظاهرون فى مليونية الجمعة، ولكنه فى نفس الوقت دعا إلى محاسبة المسئولين عن فض الاعتصام بالقوة. وكانت الجماعة الإسلامية أصدرت، فى وقت سابق، بياناً طالبت فيه القوى السياسية التى تفاعلت مع أحداث التحرير بمغادرة الميدان، لتفويت الفرصة على من وصفتهم بالمتآمرين على أمن مصر وأعداء الوطن، الذين يسعون لإيقاف مسيرة البلد الحضارية ومحاولاتهم الدائبة لتخريب الانتخابات وإدخال البلاد فى فوضى. فيما ناشدت الدعوة السلفية جميع المواطنين، بمن فيهم أبناؤها، بعدم التواجد فى ميدان التحرير ولا الميادين العامة بالمحافظات، منعا لسفك الدماء وحفظا للحرمات العامة والخاصة ومراعاة لمصالح البلاد العليا. وأصدر الداعية السلفى محمد عبد المقصود بياناً ناشد فيه جميع العقلاء من شعب مصر، عدم النزول إلى الميدان حاليا.