رصد الكاتب الصحفي وأستاذ العلوم السياسية، عمرو حمزاوي، أربعة تفسيرات لما تشهده الساحة المصرية اليوم، في دوائر المظاليم وخانات ضحايا الانتهاكات، واصفًا الأمر بأنه وصل إلى العصف بسيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات، مؤكدًا أن ذلك أصبح نهج مؤسسات وأجهزة الدولة إزاء المواطن. وأشار «حمزاوي»، في مقاله في جريدة الشروق، إلى أن المظالم والانتهاكات تصيب مجموعات تصنف كمؤيدة للحكم أو فى أقل تقدير كغير معارضة له، وتسقط ضحاياها بين صفوف مواطنين لا يبحثون إلا عن الحياة فى «ظل وحماية» مؤسسات وأجهزة الدولة أو بعيدًا عنها وعن «شرها» ولديهم دومًا فى الحالتين القدرة على غض الطرف عن المظالم والانتهاكات طالما لم تقترب منهم –على حد قوله. وتضمنت التفسيرات التي وضعها «حمزاوي» بشأن الاتساع المطرد الذي تشهده مصر اليوم فى دوائر المظاليم وخانات ضحايا الانتهاكات، وهى كون اعتياد مؤسسات وأجهزة الدولة، خاصة الأجهزة الأمنية، للعصف بسيادة القانون والحقوق والحريات قد شوه بنيويا علاقتها بالمواطن بحيث صارت القاعدة هى الظلم والقمع والاستعلاء والاستثناء هو العدل وصون الكرامة وبحيث أضحى الاستخفاف بالكلفة الأخلاقية والإنسانية والمجتمعية للمظالم وللانتهاكات هو الأصل والفرع هو التفكير فى تداعياتها الكارثية. وأضاف أن التفسير الثاني هو «ما يحمله كل من صمت بعض القطاعات الشعبية عن المظالم والانتهاكات طالما لم تقترب منها وتجاهلها للمسئولية الأخلاقية المتمثلة فى التضامن مع الضحايا والانتصار لحقوقهم وحرياتهم المهدرة من إغراء مريض للسلطوية الحاكمة بالإيغال فى الظلم والقمع دون خوف أو خشية من مراقبة أو مساءلة أو محاسبة». واستطرد: «التورط المستمر لطيور ظلام المرحلة الراهنة ومؤيدي السلطوية الحاكمة فى التبرير الفاسد للمظالم وللانتهاكات تارة بتجريد بعض الضحايا من كل قيمة أخلاقية وإنسانية وأخرى بتشويه البعض الآخر عبر الترويج لأوهام التخوين والتآمر وأخيرة باستدعاء مقولات «الضرورة» و «لا صوت يعلو» لإقناع الناس بحتمية تجاهل الظلم وغياب العدل فى سبيل «إنقاذ الوطن» وأسراب طيور الظلام وصنوف المؤيدين يمدون بذلك السلطوية الحاكمة بتبريرات معدة ومختبرة سلفا توظف حين يتواصل اتساع دوائر المظاليم وخانات ضحايا الانتهاكات». وأشار «حمزاوي» في آخر تفسير له قائلا: "إن استغلال السلطة لوضعية اليأس والإحباط التى تسقط فى شباكها الكثيرين بفعل تراكم المظالم والانتهاكات وكذلك لفقدان مصداقية من «يقررون اليوم» الاستفاقة والتنديد بعد طول صمت وتجاهل فى فرض الظلم والقمع «كأمر واقع» على الناس.