أكد فرانس ريتشارد دوني سفير الولاياتالمتحدة بالقاهرة أن الولاياتالمتحدة مازالت مهتمة بعقد اتفاقية التجارة الحرة مع مصر وسنبدأ على الفور في المفاوضات حينما تكون الظروف مناسبة للجانبين مشيراً إلى أن اتفاقية التجارة الحرة ستكون مفيدة للطرفين وليست هدية من طرف لطرف ولكن تعتمد على المصالح المشتركة بين الطرفين وأوضح أن مثل هذه الاتفاقيات يوجد بها أشياء مثيرة للجدل سواء داخل مجلس الشعب المصري أو داخل الكونجرس الأمريكي ولم يوضح ريتشارد دوني ماهية تلك الأشياء المثيرة للجدل ولكنه قال أنه لا توجد شروط سياسية للبدء في مفاوضات التجارة الحرة وإنما يوجد واقع داخل الكونجرس مشيراً إلى أنه يجب الحصول على موافقة الكونجرس قبل البدء في إجراء مفاوضات تجارة حرة بين أمريكا وأي بلد أخر فقرار الكونجرس مهم للرئيس الأمريكي إلا أنه قال أنه يمكن الحصول على موافقة الكونجرس على اتفاقية تجارة حرة مع مصر. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير الأمريكي بمقر جمعية رجال الأعمال بمدينة العريش وحضره اللواء أحمد عبد الحميد محافظ شمال سيناء والذي تفقد مع السفير الأمريكي أهم المشروعات الممولة من المعونة الأمريكية كمشروع الأسر المنتجة والقروض المقدمة من جمعية رجال الأعمال لتمويل المشروعات الصغيرة. وأكد السفير الأمريكي أنه تم التوصل إلى الأطر الفنية والتقنية لاتفاقية التجارة الحرة مثل حقوق الملكية الفكرية والشروط البيئية وغيرها من الأطر مشيراً إلى أن المفاوضات بين الجانبين لن تأخذ أكثر من سنة بعد موافقة الكونجرس على بدء المفاوضات ليتم بعد ذلك عرض الاتفاقية على الكونجرس مرة أخرى للتصديق عليها وقال ريتشارد دوني " اعتقد أن الوقت سيحين للعودة مرة أخرى إلى الكونجرس للبدء في اتفاقية التجارة الحرة مع مصر واعتقد أن ذلك سيكون في القريب العاجل " وقال ريتشارد دوني أن هناك بعدا سياسيا متصلا بالبدء في مفاوضات التجارة الحرة مع مصر ولكنه ليس ضغطا سياسيا ولكنه أضاف بأن الحكومة الأمريكية تحتاج إلى جو سياسي يفرض ويتيح عرض الأمر على الكونجرس. وأكد السفير الأمريكي أن الولاياتالمتحدة مهتمة بالانفتاح الديمقراطي الحادث في مصر مشيراً على أن مصر حققت تقدم ملموس في هذا المجال خلال عام 2005 موضحاً أن المصريين يشعرون بالفخر العميق بما حققوه ولكنهم يتمنوا تحقيق تقدم وانفتاح أكثر وأشار إلى أن هناك ايجابيات في هذا المجال ولكن كانت هناك سلبيات اعترف بها الرئيس المصري ورئيس وزراءه ولكن نجد للأسف الصحف تخرج بمانشيتات وعناوين في جميع أنحاء العالم تبرز السلبيات وتغطي على الإيجابيات. وأشار السفير الأمريكي أن المعونة الأمريكية أو المعونة من أي طرف سواء من الداخل أو من الخارج ليست هي مصدر الحل للموقف الاقتصادي رافضاً الاعتراف بوجود أزمة اقتصادية في مصر واصفاً الموقف الاقتصادي بأنه موقف صعب قليلاً ولكن لا يمكن أن نطلق عليه أزمة موضحاً أن مصدر الحل هو القطاع الخاص والاستثمار الخاص مشيراً أن الحكومة الأمريكية كحكومة صديقة لمصر على حد قوله تريد تشجيع الاستثمار عن طريق اتفاقية التجارة الحرة وعن طريق المشاريع والمبادرات الخاصة عندما لا يكون هناك اتفاقية تجارة حرة وقال إننا دائماً نعمل مع الحكومة المصرية لزيادة الاستثمار بين الطرفين ولتجنب العوائق القانونية والسياسية. وحول قضية أيمن نور أوضح السفير الأمريكي إنها قضية سياسية داخلية مصرية ولكن كان لها تأثير خارجي واصفاً هذا التأثير بالغير تجاري موضحاً أن الموضوع أوسع من قضية واحدة لأن مصر بلد جميلة ومنفتحة سياسياً واقتصادياً قائلاً أن الرئيس مبارك نفسه قال في مجلس الشعب منذ نحو شهرين دعونا ننفتح على العالم الخارجي بعقل مبتكر وقال أنه لدينا بلد في مرحلة انتقالية نحو الديمقراطية وكل يوم وكل شهر هناك تطور إيجابي ولكنه عاد وأكد أن قضية أيمن نور لا تمثل خطوة نحو الديمقراطية. وقال السفير الأمريكي إننا نعتز بوجهة نظر المصريين في قضايا المنطقة وبدور وتجربة وخبرة مصر موضحاُ أن مصر تؤيد الاستقرار والتقدم والسلام في المنطقة وهناك تشاور دائم بين الولاياتالمتحدة ومصر حول مختلف قضايا المنطقة كالقضية العراقية والفلسطينية والسودانية والأفغانية والسورية واللبنانية والإيرانية.