«هنا القاهرة» أول ما قيل في الإذاعة المصرية منذ 81 عامًا، تحديدًا عام 1934، في مثل هذا اليوم 31 مايو، أول بث لإذاعة مصرية، حيث سبقتها الإذاعات الأهلية، وتعد الإذاعة المصرية شاهدًا على عصر طويل، وعلى أصوات لم ولن ينساها التاريخ. أصوات ارتبطت بالإذاعة تضمنت الإذاعة أصواتًا لا و لم ولن تنسى حتى يومنا هذا أُخُذت من الإذاعة وارتبطت لدى المصريين بالإذاعة، منها أصوات شيوخ ارتبطت بأذان المصريين منها الشيخ محمد رفعت في قراءة القرآن ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد ومحمود خليل الحصرى وأبو العينين شعيشع ومحمود على البنا ومحمود صديق المنشاوى وحمدى الزمل ومحمد الطبلاوى. وساهمت الإذاعة في نشر الغناء الراقى بأصوات العمالقة أم كلثوم وعبد الوهاب وليلى مراد وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزى وشادية ووردة وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة ومحمد عبد المطلب وكارم محمود وعبد العزيز محمود. وقدمت الإذاعة العديد ممن قدموا الكثير للإعلام العربى منهم أحمد سالم وطاهر أبوزيد وعلى خليل وأحمد سعيد ومحمد محمود شعبان «بابا شارو» وعبد الحميد الحديدى وإيناس جوهر وفاروق شوشة وهالة الحديدى وحلمى البلك وهاجر سعدالدين والكثير غيرهم من منتجين ومخرجين وقائمين على أعمال خلدها التاريخ. أشهر برامج «بوق» الإعلام قدمت الإذاعة على مدى تاريخها العديد من البرامج التى مازالت عالقة فى وجدان الملايين منها على سبيل المثال حكايات «ألف ليلة وليلة» وبرامج الأطفال التى كان يقدمها «بابا شارو» و«غنوة وحدوتة» لأبلة فضيلة و«على الناصية» لآمال فهمى و«فنجان شاى» لسامية صادق و«شاهد على العصر» لعمر بطيشة، و«كلمتين وبس» لفؤاد المهندس و«أضواء على الجانب الآخر» لنجوى أبوالنجا و«زيارة لمكتبة فلان» لنادية صالح و«حديث الذكريات» لأمينة صبرى و«إلى ربات البيوت» و«قال الفيلسوف» و«حديث الصباح« و«رأى الدين» و«صوت المعركة» لحمدى الكنيسى والتعليق على مباريات الدورى العام لفهمى عمر. ولم تنس الإذاعة حصة المستمع من سماع الدراما، حيث نشرت الدراما الإذاعية منها مسلسلات؛ «ريا وسكينة» و«شىء من العذاب» و«صابرين» و«أفواه وأرانب» و«لست شيطاناً ولا ملاكاً» و«أرجوك لا تفهمنى بسرعة» و«الأيام» و«ألف ليلة وليلة» و«أنف وثلاث عيون» ومسلسل «من الجانى» لعبده دياب. وحتى روائع الساحة المستديرة، كانت الإذاعة هى المنفذ الوحيد لإذاعة المباريات منذ بداية الدوري العام 1948 بأصوات المعلقين محمود بدرالدين والكابتن محمد لطيف وعلى زيوار وحسين مدكور وإبراهيم الجوينى وعلاء الحامولى وغيرهم. «هنا القاهرة» كلمة خرجت مع افتتاح الإذاعة المصرية، قالها المذيع أحمد سالم، واشتهرت بها الإذاعة المصرية في فواصل البرامج وافتتاحية البرنامج العام، وتبقى هى أول كلمة سمعها المصريون من الراديو المصري، ولا تخلد اسم أحمد سالم الأشهر في العالم العربي. ولم تكن تعبر عن مصر فقط بل كانت الإذاعة المصرية لسان حال العالم العربى خاصة في الخمسينيات والستينيات، حيث كانت إذاعة صوت العرب هى الصوت المعبر لملايين العرب. شاهدة على أبرز الخطابات في التاريخ كانت الإذاعة شاهدة على أبرز الأحداث التي مرت بها مصر، منها بيان ثورة يوليو ألقاه الزعيم الراحل محمد أنور السادات يوم 23 يوليو من استوديو الإذاعة بالشريفين، وخطابات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وخطاب تأميم قناة السويس وإذاعة أخبار الحروب التي خاضتها مصر.