عبَّرت منظمة هيومان رايتس مونيتور، عن بالغ سعادتها وترحيبها بالإفراج عن الناشط محمد سلطان، الذي اعتقل لقرابة العامين، وأضرب إضرابا كليا عن الطعام لمدة 490 يومًا، كاد يفقد خلالها حياته، وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي المعتقلين في السجون. وفندت المنظمة كل الجهود المضنية والحملات التي بذلت من الجميع للضغط على السلطات المصرية للإفراج عن الناشط "محمد سلطان"، طوال عامين من اعتقاله قدمت المنظمة خلالها شكاوى للأمم المتحدة للمقرر الخاص المعني بالاعتقال التعسفي وكذا شكاوى للمقرر الخاص المعني بالقتل خارج إطار القانون في تدهور وضعه الصحي نتيجة إضرابه عن الطعام والذي كان منذرا بوفاته مع تعنت السلطات المصرية عن تقديم الرعاية اللازمة له أو الإفراج الصحي عنه طبقا للقانون. وعاد سلطان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية فاقدًا نصف وزنه، بسبب دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام كليا في 26 يناير من العام 2014 للمطالبة بالحصول على حقه المشروع في الحرية، واعتراضا منه على اعتقاله الغير قانوني واحتجازه على خلفية قضية سياسية، والذي استمر ل 490 يوما من الإضراب، اعتمد في الأيام الأخيرة من إضرابه على المياه والمحلول السكري لكي تستمر حياته دون كسر إضرابه المشروع. سلطان كان يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية، وطوال عامين من المناشدات للإفراج عنه، لم تفرج السلطات المصرية عنه إلا بعد تنازله عن الجنسية المصرية، ما دعا الانتربول المصري إلى تسليمه للولايات المتحدةالأمريكية بصفته مواطنا أمريكيا، ما يوضح رسالة السلطات المصرية الخفية في أن المصريين ليس لهم حقوق داخل إطار دولتهم، وأن حصولهم على الحرية والكرامة مرهون بامتلاكهم جنسية أخرى غير الجنسية المصرية، حسب بيان المنظمة. في 11 إبريل الماضي قضت محكمة بالسجن المؤبد على سلطان في القضية المعروفة إعلامًيا ب"غرفة عمليات رابعة"، ، في ذات القضية التي حكم فيها على والده "صلاح سلطان" بالإعدام، وكانت المحكمة قد رفضت التماسا رابعا قدمته القنصلية الأمريكية بمصر خلال شهر، كما رفضت مسبقا عدة طلبات والتماسات مقدمة من الخارجية الأمريكية والقنصلية الأمريكية في مصر ومنظمات حقوقية بالإفراج عنه حيث أنه يحمل الجنسية الأمريكية. وكانت السلطات المصرية قد اعتقلته من منزله بالقاهرة يوم 27 أغسطس2013 عقب فض الشرطة لاعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، إذ كان مصاب بطلق ناري في ذراعه آنذاك، وأصيب بالتهابات نتيجة تواجد الرصاص داخل جسده، فيما لم تقدم له أي رعاية طبية داخل سجن ليمان طره المتواجد فيه، حتى أجرى له سجين زميله عملية جراحية باستخدام "كماشة" ومن دون أدوية أو مسكنات للألم. كما أن صحة سلطان تردت مرات عديدة خلال فترة عامين من اعتقاله، فيما لم تتوفر له أي رعاية طبية، حيث وصلت حالته الصحية لمرحلة شديدة الخطورة، في أكتوبر من العام الماضي ما اضطر إدارة سجن ليمان طره إلى نقله إلى مستشفى المنيل الجامعي، ذلك أن ضغطه وصل إلى درجة منخفضة جدا وهي 80/30، ووصل معدل السكر في الدم إلى 45، فيما وصل الأسيتون في عينه البول إلى +3، ونقل مرة أخرى في ديسمبر إلى قسم الطوارئ لمستشفى قصر العيني، بسبب حدوث نزيف داخلي وتقيؤه للدم، بعد رفضه للخضوع للعلاج 10 أيام متواصلة، بسبب التعنت معه لمحاولة الضغط عليه لكسر إضرابه، ونقل والده المعتقل إلى سجن العقرب وتشديد الحراسة عليه. وطالب منظمة هيومن رايتس مونيتور المجتمع الدولي للتدخل للإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في السجون المصرية، حيث يموت المئات منهم نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب، فيما لا يمتلكون جنسية أخرى تنجيهم من الموت على أيدي قوات الأمن المصري، كما تطالب المنظمة السلطات المصرية بالإفراج كذلك عن كافة المضربين عن الطعام في السجون، وخاصة الناشط "إبراهيم اليماني"، الذي تجاوز إضرابه المفتوح عن الطعام 400 يوم.