أمل جديد للمصريين في أن يستمع الرئيس إلى شكواهم ويعرفها، بل ويجد حلولاً لها عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي إنشاء إيميل خاص لمؤسسة الرئاسة لتلقي شكاوى المواطنين، وهي تجربة تمنى المواطنون أن تجد صداها في حل العقبات التي تعترض طريقهم إلى الاستقرار في الحياة والتخلص مما يعانوه في زمانهم. بعد أن أعلن المكتب الإعلامي الخاص برئاسة الجمهورية والتابع للرئيس مباشرة، عن تخصيص بريد إلكتروني ( عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ) لاستقبال شكاوى المواطنين وسوف يتم استقبال جميع الأسئلة والشكاوى والاستفسارات الخاصة بالمواطنين مباشرة. وسوف يقوم السيسى بالإجابة عن مجموعة من هذه التساؤلات من خلال حديثه الشهري ويطالب الرئيس من جموع الشعب المصري طرح ما يدور في عقولهم وقلوبهم من أسئلة واستفسارات واقتراحات من أجل تطوير مصر وتنميتها المنشودة. لم تكن تلك التجربة الأولى التي يخوضها الشعب المصري في التواصل مع الرئيس فقد أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي إنشاء ديوان التظلمات، مشيرًا إلى إنشاء ثلاثة مقار لديوان التظلمات كبداية إلى أن يصل المشروع لوجود مقر في كل مدينة حتى يتمكن المواطنون من تقديم شكاوى في مقر قريب من سكنه. وبرغم من أن إنشاءه كان بمثابة انفراجة أمل لمواطنين حيث شعروا أخيرًا أن السماء جادت عليهم برئيس يشعر بآلامهم، إلا أنه بعد مرور 11 شهرًا على إنشائه، وبعد اكتشافهم عدم جدواه، عادوا إلى نقطة الصفر مكتفين بالشكوى إلى الله فبعد أن كان يقف على بابه آلاف المواطنين، وانخفض العدد إلى اثنين فقط، ليس لقلة عدد المظلومين بل لفقدانهم الأمل في حل الديوان لمشاكلهم برغم تأكيد مرسي تلقيه شخصيًا تقارير منتظمة عن تلك الشكاوى بشكل يومي. قال أحمد صبري، خبير الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، إن التعامل الإلكتروني للتعامل مع شكاوى المواطنين من قبل مؤسسة الرئاسة أسهل بكثير من الطرق التقليدية في تقديم الشكاوى في ديوان المظاليم خلال عهد مرسي بالنسبة للصفوة فقط وليس المواطنين البسطاء الذين لا يجيدون التعامل مع الوسائل الإلكترونية، وهم في الغالب أصحاب الشكاوى في مجتمعنا. وأضاف صبري، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن تلك خطوة جيدة من قبل مؤسسة الرئاسة إذا تم تفعيلها بالشكل المطلوب والتعامل معها بشكل جادي ووجود أشخاص متخصصين لتلقي الشكاوى ومتابعة الإيميل وتفريغه، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد بديل أمام المواطن البسيط في طرح مشاكله، مطالبًا بوجود مكان محدد يوجد فيه بعض الموظفين لمساعدة الفقراء في إرسال شكواهم عبر الإيميل فكثيرون من الشعب المصري ليس لديهم بريد إلكتروني. من جانبه، وصف الإعلامي محمود سعد، قرار الرئيس بإنشاء بريد إلكتروني لتلقي شكاوى المواطنين والرد عليها في خطابه الشهري، بالجيد، لكن عمليًا "ماينفعش" لأنه لا يستطيع الرد على استفسارات المواطنين في خطابه الشهري، موضحًا أن البعض سيرسل للرئيس طلبات والبعض الآخر سيرسل مقترحات لتطوير البلاد، قائلًا: "الرئيس لا يستطيع الرد على كل الاستفسارات". واقترح سعد خلال برنامجه "آخر النهار"، أن يتولى مجموعة من الشباب البريد الرئاسي وعرضه على الرئيس والرد على المواطنين بسرعة، ليشعر المواطن أن هناك من يهتم به.
كشفت الدكتور رشا علام، مديرة المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، في تصريحات صحفية لها، أن البريد الإلكتروني الذي تم تخصيصه لتلقي شكاوى واستفسارات المواطنين المصريين تلقى خلال اليوم الأول حوالي 6 آلاف «إيميل»، مشيرة إلى أن المكتب الإعلامي للرئيس قام بالرد على بعض تلك الأسئلة والاستفسارات والتواصل مع المواطنين الذين قاموا بالإرسال وأنه سيتم إرسال تلك الشكاوى لكل وزارة تخصها تلك الشكاوى ومتابعة الإجراءات التي سيتم اتخاذها لحلها. وأضافت علام، أن هناك عددًا من الاستفسارات التي تلقاها المكتب للرئيس وتخص الشأن العام وسيتم عرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي للإجابة عنها خلال حديثه الشهري.