رغم أن عمره لا يتجاوز ال27 عاماً، إلا أن موته أحدث انتفاضة حب جياشة لدى ملايين المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وبخاصة لدى الشباب، فعلى الرغم من عمره القصير إلا أنه خلد اسمه بحروف من نور، بأخلاقه وبأعماله التطوعية ودروس العلم الشرعية التى كان يؤديها فى أحد مساجد مصر الجديدة ليلتف من حوله الآلاف من الشباب. أنه المهندس أحمد جبلي، هذا الشاب المصرى الذى بكى عليه اليوم الملايين، رغم أن معظمهم لم يسمع عنه من قبل، تخرج من كلية الهندسة، وتفرغ للعمل الدعوي، وتنظيم الدروس الدينية بالمساجد، وكان دائما يحرص على دعوة الشباب للذهاب إلى المساجد حفاظا عليهم من الفتنة، وزرع تعاليم الدين الصحيح فى نفوسهم. تزوج "جبلي" منذ عام، من مصممة الأزياء رضوى جلال، وعاشا قصة حب بعد زواجهما كانت حديث الشباب فى تلك الفترة، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يتوفى قبل رؤية مولوده الجديد الذى سيخرج إلى الدنيا بعد أسبوع. أثار خبر موت الشاب صدمة بين متصفحي مواقع التواصل الذين استيقظوا هذه الصباح على الخبر الحزين، والعديد من التساؤلات عن سبب الوفاة، معتقدين أنه توفى نتيجة أحداث سياسية، أو فى المعتقل أو غير ذلك. لكن أعلنت زوجته عبر حسابها الخاص بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" أن أحمد، توفى نتيجة سقوطه على الأرض فأصيب بنزيف فى المخ أدى إلى وفاته. وبعد إعلان وفاته، انتشرت العديد من القصص المؤثرة عن هذا الشاب، والتى كانت مصحوبة بالصورة والدلائل على ذلك، ومن بينها أنه زار قبره هو وزوجته قبل وفاته، ونشره عبر حسابه الخاص على "فيس بوك" حتى يعظ الناس، بأن فى النهاية لا بديل لنا سوى الرجوع إلى الله، وعلق على صورته قائلاً: "زورزا المقابر وأدعوا لأمواتكم وأموات المسلمين وتذكروهم وتذكروا يومكم الذي سوف تكونون مكانهم لكي تعلموا له وتعمروا دار أخرتكم". ولعل الصورة التى لاقت رواجاً كبيرة بين النشطاء، صورته أثناء حفل زفافه، عندما سمع آذان المغرب، وصمم على أداء الصلاة فى وقتها وأم أصدقائه والمعازيم الناس والمعازيم فى الصلاة. وأوضحت زوجته رضوى، أن أحمد دائما مايشعر بأنه سيموت صغير فى السن، ولكنها لم تصدقه، ورثته بكلمات مؤثرة عبر حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" مؤكدة على اهتمامه بها ومراعاة الله فيها قائلة: "أحمد حبيبي إلى الجنة يا قرة عيني اللهم عجل لقائنا وصبرنا على فراقه.. حبيبي كان دئما بيقولي أنا عارف انى هموت صغير كنت بتضايق منه واقوله وانا مالى يا عم مش عاوزة أعيش لوحدي ارمله بس يا حبيبي السنة اللي عشتها معاك تستاهل أي حاجة الحمد لله اللي شرفني اني كنت زوجتك وحببتك سنة. ده كرم من عنده ربنا دوقني حتى من الجنة في الدنيا بسببك ربنا يجعل ابنك خير وريث ليك ولحب الناس ليك ربنا يرحمك ويجعلك في أعلى عليين". ونعى "أحمد جبلى" عدداً من الدعاة على رأسهم الداعية الإسلامى عمرو خالد، والذى كتب على صفحته الشخصية: "أحمد الجبلى شاب عنده 27 عام أتجوز من سنة وزوجته الآن تنتظر طفل خلال ايام .. أحمد عايش عمره كله لهدف واحد بس هو عمل الخير و إصلاح الشباب .. تقريبا كل خطوة خير اتعملت فى آخر كام سنة أحمد كان من الناس المشاركة فيها .. آخر مشاريعه كانت حمله ( اعمل عمرة لأخيك الذي مات ) .. إمبارح بالليل أحمد مات و هو جنب زوجته فجأة .. شباب كتير من أصدقائه فى مكة النهاردة وبعد وفاته بساعات عملوله عشرات مرات العمرة واهدوها لروحه عشان يبعتوله جبل حسنات ودعوات فى ميزانه قبل حتى ما يدفن !". وأضاف: "أحمد هيقابل إبنه اللى ماشفهوش فى الدنيا بإذن الله فى الجنة .. مات احمد عشان يتعلم بوفاته شباب كتير ويعرفوا إن الموت مش بعيد ، و إن من علامات الساعه موت الشباب و الموت فجأة .. ربنا يرحم أحمد جبلى و يرزقه منزلة الشهداء و الصديقين فى أعلى مراتب الجنة". شاهد الصور..