أئمة ودعاة: لا مفر من قوانين رادعة وتدخل من الأزهر لم تمر ساعات على تصريحات دكتور الأمراض الجلدية بهيئة قناة السويس خالد منتصر، والمهتم بالشأن السياسي، محذرًا من خطورة ماء زمزم وسميتها وما أبرزه من معلومات بشأن عدم الفائدة من وراء الصيام, لتخرج علينا المخرجة الشهيرة والمثيرة للجدل إيناس الدغيدي بتصريحات قالت فيها إنها حلمت بمناجاة ربها خلال نومها، وقالت له إنها لا تستطيع تصديق حديث الأنبياء. تصريحات الدغيدي ومنتصر لم تكن الأولى خلال الفترة الماضية فقد سبقها أحاديث لإسلام بحيري الذي قال تصريحات نارية تهاجم الأئمة الأربعة وكذلك عدد من التصريحات التي تخص شخصيات عامة وقف عندها الكثيرون ثم تناسوها، كان أهمها التصريحات المثيرة للجدل بشأن فرضية ارتداء المرأة للحجاب والتي تزامنت مع دعوات أحد الكتاب وهو شريف الشوباشي أوائل الشهر الجاري لخلع الحجاب ووهي أمور تجاهلتها جميعًا مؤسسة الأزهر الشريف وغضت الطرف عنها. من جهته، اعتبر المفكر الإسلامي الدكتور، ناجح إبراهيم، أنّ مَن يُهاجمون الأئمة الأربعة مثل أبو حنيفة لا يَعرفون قدرهم، وأنّ البعض استخدم دعوة تجديد الخطاب الديني لهدم الدين. وأضاف إبراهيم "أنّنا نحتاج تجديداً في الخطاب الديني لا ينفصل عن الأصل ولا مستجدات العصر، كما أننا بحاجة إلى إعادة إحياء فقه المقاصد والأولويات". ووصف "إبراهيم" مؤسسة الأزهر في الوقت الحالي بالضعيفة مثل جميع مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى أنّ الأزهر أصيب بالصراعات السياسية التي حدثت في المجتمع، مطالبًا الأزهر بضرورة أن يفتح أبوابه أمام الجميع، لأنّ الأزهر ملك للمسلمين والمسيحيين، قائلاً: "لو درس السلفيون في الأزهر لتأثروا بوسطيته". وأوضح إبراهيم أنّ قناة الأزهر تعطلت لأكثر من عامين، متابعًا أنه يجب أنْ تخرج هذه القناة بطريقة غير نمطية أو تقليدية لأنّ مؤسسة الأزهر بحاجة ضرورية إلى هذه القناة، لافتًا إلى أنه حدثت خطوات كثيرة من جانب الأزهر في ملف تجديد الخطاب الديني لكنها بحاجة أيضًا إلى منظومة متكاملة. على جانب آخر، قال الشيخ محمد عز العرب، وكيل وزارة الأوقاف، إن وزارة الأوقاف دورها هو النصح والإرشاد والتوجيه فقط، مشيرًا إلى أن الوزارة قامت بنشر بيانات أدانت فيها هذه التصريحات المتنافية مع الدين والتي تعرض الأمن الاجتماعي للخطورة. واعتبر عز العرب أن هذه التصريحات تعطى فرصة للإرهابيين والمتشددين المتطرفين أن يتدخلوا بردود فعل غير طبيعية للتأثير على معتقدات المواطن الدينية، مضيفًا أن الأوقاف له حق في التذكير وتوضيح الحكم الشرعي. ووصف عز العرب قناة الأزهر التى سيتم افتتاحها قريبًا بأنها ستكون المنبر الذي يقوم من خلاله رجال الأزهر والأوقاف الوسطيين من التصدي لهذه الدعوات والدعوة للالتزام بالحق والصواب والاقتداء بما يرضي الله. وأشار الدكتور عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، إلى أن تصريحات التشكيك في ماء زمزم وقدرتها على أن تشفي المرضى كانت من أكثر التصريحات استفزازًا، واصفًا "منتصر" بأنه شخص لا يصح أن يقال عنه طبيب وإنما هو من المتخلفين والمتأخرين. وعبر الأطرش عن دهشته من انتقاد وجِّه لكلام الرسول قائلا كيف لأي شخص أن يكذب قول الرسول بأن "ماء زمزم لما شرب له"، مؤكدًا قيام الكثير من الباحثين والأطباء بإجراء عشرات الأبحاث على ماء زمزم وقد ثبت صلاحيتها وعلاجها لكثير من الأمراض. ووصف الأطرش تلك التصريحات بالهدامة التي ينبغي ألا نلتفت إليها ولا ننظر لمن قالها, محملا المسئولية على وسائل الإعلام، قائلا إنها المسئولة عن ذلك فهي مَن تلقى الضوء على هذه الموضوعات وتعطي لها قيمة وتخرجها للنور وهذا مالا ينبغي أن يحدث أبدًا، فهي دعوات لتشكيك المسلمين في ثوابت دينهم، كما أوضح أن تجاهل تلك التصريحات أبلغ رد على هؤلاء. في المقابل طالب شوقي عبداللطيف، وكيل وزارة الأوقاف السابق، بضرورة تحديث قوانين صارمة تضرب على أيدي هؤلاء مما وصفها بالتجاوزات. واعتبر "عبداللطيف" أن هذه الدعوات لا خوف منها فالثوابت الدينية أمر مفروغ منه ومهما حاولوا هدم الدين لا ينالوا منه ويكفي الرد على مَن يقول إن ماء زمزم يؤثر على صحة الإنسان بقول الرسول "ماء زمزم لما شرب له". أشار إلى أن أصحاب هذه الدعوات هم أناس عميت أبصارهم وأضلوا على غير علم فأهل مكة يشربون منه من مئات السنين والسعودية ليست من البلاد المعروفة بانتشار الفشل الكلوي بل يذهب لهذه البئر الكثير من المرضى ويعودون في أتم صحة.