شهدت مراكز الاقتراع في أنحاء عدة بإثيوبيا تدافعا من الناخبين وازدحاما في الساعات الأربعة الأولى للعملية اليوم الأحد، استباقا لانخفاض متوقع في الإقبال مع تقدم ساعات اليوم وارتفاع درجات الحرارة، فيما سارت عملية الاقتراع البرلمانية وسط استقرار أمني ملحوظ بأغلب أنحاء البلاد، وفق ما رصده مراسلو الأناضول. وفي الخامسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (2:30 ت.غ)، قبل فتح المراكز رسميا بنصف ساعة، توافد الناخبون بكثافة على المراكز، وتحرك كثيرون منهم أفواجا من الجوامع والكنائس إلى مراكز الاقتراع عقب صلاة الصبح التي تسبق فتح المراكز بدقائق. وتنقل مراسلو الأناضول في أقاليم تجراي، وبني شنقول جمز، وغامبيلا، والعفر؛ وهي أقاليم سهلية ترتفع بها درجة الحرارة كلما تقدم النهار، ما تسبب في مسارعة الناس باكرا إلى مراكز التصويت تفاديا لحرارة الشمس التي تصل منتصف النهار إلى نحو 45 درجة مئوية. وباستثناء دائرة "غيننوقواتا" الانتخابية في إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا" التي تم تعليق الاقتراع بها على خلفية اشتباكات بين مناصري الائتلاف الحاكم والمرشح المستقل "اشبر ولد قرقيز". ولم يحدد مجلس الانتخابات موعد إجراء العملية الانتخابية فيها بعد، وفتحت الصناديق في جميع مراكز الاقتراع البالغة 45 ألف مركز في عموم إثيوبيا؛ عند الموعد المحدد لها ال 6:00 من صباح اليوم الأحد (3 ت.غ.)، فيما تأخرت حتى الساعة 7 ت.غ.، ثلاثة مراكز اقتراع في مدينة "أنبو" على بعد 125 كيلو مترا عن العاصمة أديس أبابا دون أن يتسنى لمراسل الأناضول معرفة سبب ذلك. ونقل مراسل الأناضول أن أكبر معمر إثيوبي (106أعوام) أدلى بصوته في أحد مراكز مدينة "أربع منج" بجنوب إثيوبيا ويدعى (بايساس باتجولي)، مستندا على أحد أحفاده. ووفق ما رصده مراسلو الأناضول فقد غلب على المشاركين بالاقتراع الشباب والنساء لاسيما من الفئة العمرية بين 25 و50 عاما. كما رصد المراسلون الانتشار الأمني الواضح والسلاسة الأمنية التي جرت بها العملية الانتخابية وسط اطمئنان المقترعين، فيما لاحظوا عمليات تفتيش دقيقة عند مداخل مراكز الاقتراع بأديس أبابا، وتضاربت المعلومات حول مقاطعة بعض فصائل المعارضة الانتخابات في دائرة أديس أبابا إلا أن مفوضية الانتخابات نفت ذلك. وقال أحد أعضاء البعثة الأفريقية لمراقبة الانتخابات في دائرة أديس أبابا؛ للأناضول ‘ن العملية تجري بصورة سلسة. وأضاف المراقب أنه "لا توجد أية مخالفة قانونية تذكر"، كما أشار إلى أن "الوقت لازال مبكرا حتى نتحدث عن الخروقات والتجاوزات إلا أن الأعداد بالمركز جيدة". وتعتبر هذه الانتخابات البرلمانية هي الخامسة منذ تولي حزب "الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الاثيوبية" السلطة في إثيوبيا في العام 1991، والأولى منذ رحيل رئيس الوزراء "ميليس زيناوي" في أغسطس 2012، الذي يراه الإثيوبيون من أبرز الزعماء في بلادهم وأفريقيا. ووفق مراسلي وكالة "الأناضول" في أنحاء مختلفة من البلاد، فتحت مراكز الاقتراع بالأقاليم الإثيوبية التسعة والإدارتين أبوابها أمام الناخبين عند الساعة ال (6:00) بالتوقيت المحلي (3:00 ت.غ ) من صباح اليوم الاحد، باستثناء دائرة "غيننوقواتا" الانتخابية في إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا" التي تم تعليق الاقتراع بها على خلفية اشتباكات بين مناصري الائتلاف الحاكم والمرشح المستقل "اشبر ولد قرقيز". ولم يحدد مجلس الانتخابات موعد إجراء العملية الانتخابية في هذه الدائرة. وتتواصل عملية الاقتراع حتى الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (15:00 ت.غ). وحسب "المجلس الوطني للانتخابات" (الجهة المشرفة على إجراء الانتخابات)، فإنه من بين 87.86 مليون إثيوبي، يحق لنحو 36.8 مليون مواطن التصويت في هذه الانتخابات عبر نحو 45 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد. وتبلغ نسبة النساء من بين من يحق لهم التصويت 48 بالمائة والرجال 52 بالمائة. ويتنافس 3991 مرشحا على مقاعد البرلمان الفيدرالي البالغة 547 مقعدا، بينما يتنافس 1828 مرشحا على مقاعد المجالس الإقليمية البالغة 2231 مقعدا موزعة على مجالس الأقاليم التسعة والادارتين. ويصوت الناخبون على بطاقتين الأولى خاصة باختيار مرشح البرلمان الفيدرالي والثانية لاختيار مجالس الأقاليم التسعة والإدارتين. وإلى جانب المستقلين، يشارك في هذه الانتخابات 58 حزبا أبرزها: حزب "الجبهة الديمقراطية الثورية الديمقراطية" الحاكم (1350 مرشحا)، وحزب منتدى الوحدة الديمقراطية الإثيوبي (270 مرشحا)، وحزب الأزرق (139 مرشحا)، والحزب الديمقراطي الإثيوبي (165 مرشحا)، والائتلاف من أجل الوحدة والديمقراطية (108 مرشحا). وتجرى انتخابات هذا العام في ظل غياب مراقبين دوليين بارزين، بينهم: الاتحاد الأوروبي، ومركز كارتر، الليذان راقبا الانتخابات السابقة. لكن الاتحاد الأفريقي مشارك في مراقبتها، بجانب جمعية المجتمع المدني، وهي منظمة غير حكومية محلية قالت إنها ستنشر قرابة 40 ألف مراقب. وإلى جانب إدارتي "مدينة أديس ابابا" و"دريداوا"، تضم إثيوبيا تسعة أقاليم هي: الامهرا، الارومو، التقراي، شعوب جنوب إثيوبيا، هرر، قامبيلا، بني شنقول غمز، الصومال الإثيوبي، عفار.