تسيطر حالة من الخوف على المواطنين بالإسكندرية مع انتشار العديد من قطاع الطرق المدججين بالسلاح الآلي على امتداد طريق محور التعمير الممتد من منطقة القبارى إلى منطقة الكيلو 21 غرب الإسكندرية ليلا للسطو على سيارات التاكسي والملاكي وسرقة ركابها بالإكراه وتحت تهديد السلاح. وعلى الرغم من تعدد الشكاوى إلا أن مديرية أمن الإسكندرية لم تتحرك لاتخاذ إجراء أمنى يحد من تلك الظاهرة الإجرامية، التي تثير الفزع بين المواطنين، في ظل الغياب الأمني عن تلك المناطق التي تتكرر فيها حوادث السطو المسلح. وتشير شهادات الضحايا إلى أن قطاع الطرق على محور التعمير يستهدفون سيارات الملاكي والتاكسي باستخدام سيارات ميكروباص صغيرة تقوم بمطاردة السيارة الضحية وإيقافها بعد إطلاق عدد من الأعيرة النارية في اتجاه سائقها لإرهابه، بعدها يتم تفتيش الركاب والاستيلاء على متعلقاتهم الشخصية من أموال ومصاغ، وكذا أجهز ة التليفون المحمول. وقال آخرون إن قطاع الطرق يقيمون كمائن ويضعون متاريس على الطريق ليلا لإرغام قائدي السيارات على التوقف، ثم يستولون على متعلقاتهم الشخصية تحت تهديد السلاح. وعلاوة على ذلك، انتشر على كورنيش الإسكندرية ليلا عدد من البلطجية يستقلون موتوسيكلات يقومون بمهاجمة الفتيات اللائي يكن بصحبة شباب بتهديد بطبنجات، وبالسلاح الأبيض، ويستولون منهن على السلاسل الذهبية وما معهن من نقود بالإضافة إلى التليفونات المحمولة. كما انتشرت بسرقة أجهزة التليفون المحمول من داخل السيارات أثناء توقف السيارات في إشارات المرور، حيث يلقى بعض الأشخاص بنفسه أمام إحدى السيارات قبل توقفها في الإشارة ويفتعل مشاجرة مع السائق في حين يقوم شخص آخر بفتح الباب الأيمن للسيارة وسرقة جميع ما بداخل السيارة من أجهزة "كمبيوتر محمول، أو تليفون محمول". في الوقت نفسه لا تزال بلاغات سرقة السيارات الملاكي ونصف النقل مستمرة في كافة أحياء الإسكندرية ليلا ونهارا بالرغم من تمكن أجهزة البحث الجنائي بالإسكندرية الأسبوع الماضي من القبض على 3 تشكيلات عصابية تخصصت في سرقة السيارات الملاكي، وسيارات نصف نقل، واسترجاع نحو 35 سيارة نصف نقل مسروقة . وساعدت حالة الانفلات الأمني على رواج تجارة المخدرات بالإسكندرية، خاصة الحبوب المخدرة المعروفة باسم "الفراولة" والتي يتم استيرادها من الصين ضمن رسائل لعب الأطفال أو الملابس، وأدى انتشارها إلى زيادة معدلات الجريمة، والقتل في الإسكندرية بصورة غير مسبوقة، حيث أصبحت الإسكندرية تشهد يوما أكثر من 6 جرائم قتل بسبب تعاطي تلك الحبوب، بالإضافة إلى تزايد معدلات جرائم النفس. وساعد انتشار تلك الحبوب المخدرة على انخفاض أسعار مخدر الحشيش والبانجو إلى أدنى مستوياتها، رغم أنها تباع الآن في الإسكندرية في الميادين العامة وبطريقة معلنة، كما أصبح تدخين الحشيش علنا على معظم مقاهي الإسكندرية. ومن المفارقات أن بلاغات التحرش الجنسي والاغتصاب شهدت انخفاضا في الآونة الأخيرة في الإسكندرية، حيث أرجعها ضباط مباحث الآداب إلى انتشار نقاط الدعارة المتنقلة في شوارع الإسكندرية بصورة غير مسبوقة من قبل. وأرجع خبراء علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الإسكندرية هذه الظواهر الإجرامية بهذه الصورة غير المسبوقة إلى ضياع هيبة الشرطة بعد ما تعرضت له أقسام الشرطة ومديريات الأمن من حرق وتدمير يوم جمعة الغضب في 28 يناير الماضي، وكذا تجرؤ البلطجية على مهاجمة السجون، وأماكن حجز المتهمين في مختلف محافظات مصر، بالإضافة إلى ضعف التواجد الأمني في الشوارع. وحذروا من أن استمرار تلك الظواهر، وكذا انتشار المخدرات في ظل الغياب الأمني الفاعل قد يعرض المجتمع المصري إلى حالة من الشعور من الإرهاب والترويع، قد تتسبب في تكوين مليشيات للجريمة المنظمة على غرار عصابات المافيا في ايطاليا والولايات المتحدة. وطالبوا بضرورة عودة التواجد الأمني الرادع في الشوارع على مدار الساعة قبل فوات الأوان.