تواجه المنابر الإعلامية الداعمة لما تسمى ب "الشرعية"، والتي تبث من خارج مصر، أزمة مالية طاحنه تهدد بغلقها، ويأتى على رأسها قنوات "الشرق " "ومكلمين" "ومصر الآن". ويأتى شبح الإفلاس الذى تواجه هذه القنوات لعدة أسباب؛ أبرزها ضعف التمويل، والأزمة التى تواجها جماعة "الإخوان المسلمين" مع النظام فى مصر بعد مصادرة ممتلكاتها والتحفظ عليها، بالإضافة إلى الاعتقالات المستمرة فى صفوفها وعدم قدرة التنظيم على ممارسة دوره المعتاد خلال العقود السابقة . وتسببت الأزمة المالية في تأخر بعض القنوات في دفع أجور العاملين بها لعدة شهور، وأعلنت بعض القنوات طرحها أسهمها للاكتتاب. "قناة الشرق" كشفت مصادر بقناة "الشرق" عن أزمة مالية داخل القناة مما أدى إلى عدم حصول العاملين بالقناة منذ 3 أشهر، وذلك بعد الأزمة الأخيرة والتى توقفت فيها القناة لفترة ثم عادت من جديد وتبحث القناة الآن على صيغة لمعالجة أزمة المستحقات المالية المتأخرة للعاملين فيها، وكذلك الديون المتراكمة. وكانت القناة قد أصدرت بيانًا "عاطفيًا" حاولت فيه استمالة "جيوب" المشاهدين لها قائلة "ويسعى مجلس الإدارة بالتعاون مع فريق العمل بالقناة والمتعاطفين معها من الجمهور الكريم إلى أن تخرج قناة الشرق من أزمتها الاقتصادية الحالية، عبر استثمارات جديدة، وكذلك عبر استكمال رأس مالها من خلال إتاحة الفرصة لذلك لكل من يرغب فى مساندة القناة". وأعلنت القناة، عن فتح باب الاكتتاب العام للمحطة، من أجل إعادة بثها، الأمر الذى وصفته قيادات سابقة بالجماعة بأنه محاولة لجمع الأموال بطرق مختلفة، بينما أكد عماد البحيرى، مدير البرامج بالقناة، أن هناك إسلاميين حاولوا استغلال الأزمة من أجل شرائها بثمن بخس. وأشارت القناة إلى أنها تسعى لحل أزمتها من خلال دخول مستثمرين جدد للمساهمة فى ملكية أسهم القناة، ومشاركة المشاهدين، فى تملك "أسهم مؤسسة" لكل من يرغب فى ذلك، عبر شراء أى عدد من 3000 سهم من فئة "الأسهم المؤسسة" ضمن رأس مال القناة، وقيمة كل سهم من هذه الأسهم المؤسسة هو ألف دولار، أى بإجمالى 3 ملايين دولار تمثل 30% من رأس مال القناة محاولة لجمع أموال . وفى 16 إبريل، دعا الداعية السلفى المتواجد فى تركيا محمد عبد المقصود، إلى إطلاق حملة تبرع لقناة "الشرق" ، قائلاً: فى برنامجه على قناة "رابعة"، إن قناة الشرق أحد أضلاع مربع القوة الإخوانية، الممثلة فى قنوات رابعة ومصر الآن ومكملين. وأكد عبد المقصود، أن القناة تواجه شبح الإفلاس، وأنها توقفت بالفعل عن البث، داعيًا إلى ضرورة التبرع من أجل إحياء القناة، وإعادتها للبث مرة أخرى، واعتبر ذلك جهاداً فى سبيل الله، لافتا إلى أن التبرع للقناة "صدقة جارية". وكان رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، طالب رئيس المجلس الأعلى الفرنسى للسمعيات والبصريات، أوليفر اسكارمش، oliivier schrameck، بوقف بث قناة الشرق الفضائية، خلال لقائه به وأعضاء المجلس، فى العاصمة الفرنسية باريس، بحضور رئيس مجلس إدارة القمر الصناعى المصرى "نايل سات"، اللواء أحمد أنيس، والسفير المصرى فى فرنسا. "قناة رابعة" فى استجابة سريعة لضغط الحكومة المصرية، تلقت قناة "رابعة"، ضربة قوية، بعد أن تلقت إخطارًا بوقف إرسالها من شركة "فيوسات" الوسيطة التى تستأجر عبرها حيزًا فضائيًا على القمر الصناعى "يوتيلسات"، يسمح لها ببث إرسالها على ترددات مماثلة لترددات القمر الصناعى "النايل سات". القناة أكدت بعد غلقها أنها لم تتلق إنذارات أو إخطارات مسبقة من قبل القمر يوتيلسات أو الشركة الوسيطة فيوسات، وأن القناة فوجئت بقطع البث نهائيًا، وكشفت عن أن إدارة القناة أصيبت بإحباط عقب إرسال المجلس السمعى البصرى الفرنسى بملاحظة للشركة الوسيطة. وزعم الإعلامى محمد ناصر، أن السبب وراء غلق قناة رابعة، هو توقيع اتفاقية طائرات "رافال" بين مصر وفرنسا، مضيفًا: "إغلاق القناة كان شيئًا متوقعًا بعد هذه الاتفاقية". وأضاف ناصر، خلال اتصال هاتفى ببرنامج "برنامج مصر"، "فرنسا تتحرك وراء مصالحها الاقتصادية، ولا يهمها غير ذلك، وما تفعله من مناداة بحرية الرأى مجرد شعارات، وما يحدث على أرض الواقع شيئًا آخر". " قناة مكملين " انطلقت فضائية "مكملين " فى 6 يونيو عام 2014 من تركيا، وتحمل شعار "رابعة "، وأقام المحامي سمير صبري دعوى قضائية تطالب بوقف بث القناة، و أجلت الدعوى المطالبة بوقف وإلغاء بث قناة "مكملين" إلى جلسة 7 يونيو المقبل، لورود تقرير مفوضى الدولة. وكتب العميد طارق الجوهري، قائد حراسة منزل الرئيس محمد مرسي معلقًا على غلق "رابعة" قبل أيام من وفاته، إن قناة "مكملين"، تلقت هى الأخرى إنذارًا بالغلق. وكتب الجوهرى - تدوينة له على "فيسبوك"- قائلاً: "تم إغلاق قناة رابعة دون إنذار من الشركة المسئولة عن التعاقد، وتم توجيه إنذار لقناة مكملين وأنه جار إغلاقها". وأضاف الجوهري: "السيسى يضغط بأموال الشعب، ويبيع كل شيء من أجل تكميم كل الأفواه، وشركات أوروبية مرتشية تقبل الأموال، وتخالف كل الأعراف". "مصر الآن" تعانى قناة مصر الآن، والتى تبث من تركيا من موجه إفلاس بعد ضعف التمويل الذى تتلقاه. وقررت محكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار أحمد الشاذلى تأجيل الدعوى المقامة ضد النايل سات، بطلب الحكم بوقف ''مصر الآن''، لجلسة 7 يونيو المقبل. وأوضحت الدعوى أن القناة استمرت فى بث أخبار كاذبة غير حقيقية مضللة ضد مصر، الغرض منها تأجيج التظاهرات وتحريض الطلاب للتظاهر والقيام بأعمال العنف لإعاقة العملية التعليمية، والتحريض على تهديد أمن واستقرار الوطن، حيث ذكرت أن هدف هذه القناة لا يقل عن ذات الهدف الذى تنتهجه قناة الجزيرة. "إخوان أون لاين" تسببت الأزمة المالية التى ضربت جماعة الإخوان أثر ملاحقة النظام لها منذ 30يونيو 2013، فى تسريح صحفيى وموظفى الموقع الرسمى للجماعة. وقال مصدر بجماعة الإخوان- طلب عدم ذكر اسمه- إن الجماعة قامت بتسريح المحررين والإداريين العاملين بموقع "إخوان أون لاين"، نتيجة تفاقم الأزمة المالية التى تمر بها الجماعة منذ أحداث 3 يوليو، وعزل الرئيس محمد مرسي، واعتقال أغلب أعضاء مكتب الإرشاد. وكانت الجماعة قد أطلقت ما أسمته "نسخة جديدة" من الموقع تحت لافتة "بث تجريبي"، تم بموجبها حذف المحتوى الإخبارى الذى كان يقدمه موقع الجماعة، مكتفية فقط بالإبقاء على بيانات الجماعة، وتصريحات متحدثها الإعلامى الجديد محمد منتصر. وقضت محكمة جنايات الجيزة فى وقت سابق بالمؤبد على رئيس تحرير موقع "إخوان أون لاين" مجدى عبد اللطيف "هارب" على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا ب"غرفة عمليات رابعة"، والتى ضمت عددًا من صحفيى الموقع.