تصدر المستشار شعبان الشامي، صاحب الضحكة "الساخرة" غالبًا، المشهد السياسي والقضائي، بعدما أحال أوراق الرئيس الأسبق محمد مرسي و121 آخرين إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي لشرعي في إعدامهم بعد إدانتهم في قضيتي "التخابر" والهروب من وادي النطرون"، محددًا جلسة 2يونيه القادم لإصدار الحكم النهائي. والشامي، تصدر المشهد الإعلامي أيضًا، بعد المستشار محمود الرشيدي، الذي برأ الرئيس المخلوع حسني ورموز نظامه في قضية قتل المتظاهرين والمعروفة بقضية "القرن". المحاكمات التي نظرها لم تكن كلها صادمة، بل كانت أحيانًا ساحة للنهايات السعيدة، والبراءات المتكررة خاصة التي حصل عليها مبارك ونظامه، حيث سبق وأخلى سبيله الرئيس المخلوع على ذمة التحقيقات في قضية الكسب غير المشروع، ورفض الطعن المقدم، من النيابة العامة وقتها بحبسه على ذمة القضية. كانت روح المداعبة والتهكم من مرسي وجماعته، في مواقف أدعى للطرافة والضحك هي اللغة السائدة، بين القاضي والمتهمين، خاصة الرئيس المعزول محمد مرسي. ففي أحد جالسات حكم مرسي، منتصف يناير 2015، خلال الترافع عن نفسه في قضية التخابر مع جهات أجنبية، أنهى مرسي مرافعته بأبيات شعر طويلة وسأل مرسي المستشار شعبان الشامي: "إنت عارف مين اللي قال الأبيات دي؟ فرد القاضي.. مين؟ فقال مرسي: الشيخ العلامة الكبير القرضاوي، وهنا تعالت ضحكات القاضي قائلاً: ما هو مطلوب القبض عليه زيكم. وفي النهاية، مازح مرسي قاضيه "تحب تسمع شعر تاني"، فقال القاضي "لا إنت أشعارك فيها دم.. أنا عايز أشعار حب وروقان.. قوللي الشعر بتاع قلبي دق دقة". وفي جلسة أخرى، استجدى الشامي، الشعر من هيئة الدفاع فقال لهم، "إيه مفيش شعر النهارده"، فقالت هيئة الدفاع ليس لدي، فقال لهم القاضي، أقول لكم أنا شعر "وفي الهيجاء ما جربت نفسي، ولكن في الهزيمة كالغزال". فاستأذن الرئيس الأسبق، محمد مرسي، أن يرد عليه من خلف القفص الزجاجي، فأذن له، فقال بيت شعري من معلقة طرفة بن العبد، "إذا القوم قالوا "من فتى خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد". وتابع "هذه الكلمات استشهد بها الإمام حسن البنا أثناء قيامه باختبار شفوي في الليسانس، ثم قال: "هكذا أنا مع الثورة حتى انتهاء الانقلاب"، فعقب القاضي: "أهو في الآخر لازم يحود شمال ما ينفعش يمشى على طول". وكان لأعضاء جماعة الإخوان، من الدعابة جانب آخر، ففي أحد المحاكمات التي أدارها شعبان الشامي، وأثناء الحديث بين المعزول وهيئة دفاعه، وجه كلامه للمعزول، "خلاص بقى يا مرسي"، فرد عليه صفوت حجازي، القيادي بالجماعة، "عيب كده يا شعبان ده اسمه الدكتور مرسي"، فأمر القاضي بعدها بتحريك دعوة لإهانة المحكمة، فرد حجازي "شكرا يا شعبان، شكرا يا شعبولا". المستشار شعبان الشامي، هو رئيس الدائرة الخامسة عشرة جنايات بمحكمة شمال القاهرة، ورئيس أول دائرة مختصة بنظر قضايا الإرهاب، ورئيس الاستئناف بمحكمة استئناف القاهرة، ورئيس الدائرة 15 جنايات شمال القاهرة . خرج في كلية حقوق عين شمس عام 1975 بتقدير جيد جدًا، وعين بالنيابة العامة في عام 76، وتولى التحقيق في الكثير من قضايا الرأي العام، واشترك في العديد من القضايا بدءًا من ثورة "الجياع " الذي أطلق عليها حينذاك ثورة الحرمية 18 ، 19 يناير 1977، تولى التحقيق في قضية " الفتنة الطائفية " بالزاوية الحمراء عام 81 والكثير من القضايا التي شغلت الرأي العام في مصر. وحقق "الشامي" أيضًا في قضية "كنيسة مسرة بشبرا " عام 1981،عندما ألقى المتهمون من الجماعات الإسلامية قنبلة على الكنسية، كما شارك في القضية المعروفة إعلاميًا ب" الفتنة الطائفية بمركز شرطة سنورس بالفيوم. من أبرز أحكامه في قضايا الإرهاب بعد ثورة يونيو، معاقبة أحمد عرفة عضو حركة "حازمون" بالسجن المؤبد وتغريمه 20 ألف جنيه غيابيًا، وذلك في اتهامه بحيازة سلاح آلي وطلقات نارية، بعد القبض عليه يوم 19 ديسمبر 2012، وبحوزته سلاح آلي وعدد من الطلقات النارية، وتمت إحالته للنيابة التي أخلت سبيله على ذمة القضية، وإحالته للمحكمة التي أصدرت قرارها بالسجن المؤبد عليه. أصدر "الشامي" حكمًا بتأييد قرار النائب العام المستشار هشام بركات، بمنع التصرف في أموال كل من محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، وخيرت الشاطر النائب الأول للمرشد، والدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب المنحل، و22 آخرين من قيادات جماعة الإخوان.
كما أصدر قرارًا برفض الاستئناف المقدم من خيرت الشاطر وسعد الحسينى وأحمد أبو بركة و17 آخرين من قيادات جماعة الإخوان، على حبسهم بتهمة الاشتراك في القتل وبث دعايات كاذبة من شأنها المساس بالسلم والأمن العام،والانضمام إلى جماعة محظورة.