شرفتنى "المصريون" باستضافتى على صفحاتها لسنوات عديدة، حاولت خلالها جاهداً أن أصل بقلمى المتواضع الى فكر كل قارىء قدر استطاعتى وجهدى، شارحاً وجهة نظرى البسيطة التى هى بكل تأكيد خطأ يحتمل الصواب، ولأسعد بعد كل مقال بمتابعة تفاعل القارىء والإسترشاد برأيه، كل حسب معطياته وطريقته فى التعبير، ومن ثم تصحيح بوصلتى اذا ما لزم التصحيح دون مكابرة منى أو عناد. ف "المصريون" هى أقدم وأكبر الصحف الألكترونية العربية ومن أكثرها مصداقية على وجه العموم حسب متابعتى المستمرة، لذلك فقد حظيت بإقبال القراء على إختلاف ثقافتهم وميولهم السياسية أو الإجتماعية، بعضهم راضٍ متفق مع سياستها وخطوطها الرئيسية، وبعضهم ناقد مختلف مهاجم لكنه ربما هو الأحرص على متابعتها بصورة منتظمة، لتبقى المحصلة فى النهاية مزيجاً رائعاً من وجهات النظر يثرى أى طرح مهما كان ضعفه. هذا الإقبال الكبير على متابعة "المصريون"، وبعيداً عن المحتوى الخبرى الذى قد لا يختلف كثيراً عن بقية الصحف المطبوعة أو الألكترونية اللهم إلا فى السبق الصحفى، هيأ لكل كاتب رأى، بداية من أستاذنا رئيس التحرير ونهاية بشخصى الضعيف، فرصة ذهبية لتقييم أراءه كما أسلفت من واقع تفاعل القراء، إضافة الى الزخم الإنسانى الذى يضيفه التواصل مع كوكبة من الأشخاص لا تربط الكاتب بأغلبهم الا صلة الرأى والرأى الآخر بين الإتفاق حوله والإختلاف، مما يصقل خبرة أى كاتب ويعزز تجربته وطريقته فى معالجة الموضوع أياً كان مجاله، فليس أروع لكاتب رأى من تفاعل قرائه مع كتاباته إيجاباً أو حتى سلباً، الأمر الذى تتميز به الصحافة الألكترونية عموما و"المصريون" خصوصاً، مما يسمى فى لغة الإعلام ب "رجع الصدى Feedback" ذلك الذى يمثل جوهر عملية التواصل والمكمل الطبيعى لدائرة الإتصال بين طرفيها المرسل والمستقبل، أى بين الكاتب والقارىء. ولقد سعدت كثيراً طوال سنى كتاباتى فى "المصريون" بالتفاعل كأحد طرفى دائرة الاتصال تلك، تشرفت خلالها بكوكبة من القراء من كافة الميول والإتجاهات بين مؤيد ومعارض، وأستفدت وتعلمت منهم الكثير والكثير، بعضهم لازال على تواصله مع كتاباتى أو كتابات أساتذتى الزملاء، وبعضهم إنقطع تواصله فجأة مع إنعدام وسيلة ما يمكن من خلالها الإطمئنان عليه خاصة إذا كان يستخدم الكنية فى التوقيع على تعليقاته. من أولئك الذبن اختفوا كان أستاذى "سيف الإسلام" كما كان يشير الى نفسه وكما أرجوه تعالى أن يكون، ذلك الرجل الذى أحببته لله وفى الله، وكانت لهفتى على قراءة تعليقاته لهفة المشتاق المحب، رغم أنه كان عادة مخالفاً شديداً لرأيى، ولكنه خلاف الناصح الأمين الذى تلمس صدق نفسى فيحاول تصحيح ما يرى أننى أخطأت فيه من وجهة نظره، دون هجوم على شخصى الضعيف أو تهكم أو ما شابه، مما يخرج عن سياق موضوع الإختلاف. لاحظت أن الرجل اختفى منذ مدة من ساحة الجريدة برمتها ! ولا تسألنى .. فلا أدرى لماذ انشغل بالى عليه تحديدا دون سابق معرفة شخصية، رغم أن كثير من القراء يفعل ذلك دون أن يستدعى التحرى ورائهم عن مبرر! بحثت عنه كثيراً من منطلق محبتى ورغبة فى الإطمئنان عليه ولكننى فشلت بكل أسف، فلا اسم كامل معروف، ولم أتشرف برسالة سابقة منه تجعلنى أحتفظ ببريده الألكترونى كما يفعل معى بعض الأحبة، فما كان منى إلا أن سألت الأخ الفاضل أستاذى وصديقى "الألكترونى" العزيز " أبو بسمة" .. قارىء المصريون المنتظم، فوجدته أيضا لا يعرف للرجل طريقا ! لكنه أشار علىَّ، بارك الله فيه، أن أسأل عن الأخ الغالى من خلال موضوع مقروء، عساه سبحانه أن ييسر لنا من يعرفه من حضراتكم أو يعرف طريقة للتواصل معه فيطمئننا عليه، وعساه أن يكون موضوع دعوة تعيد كل الأحباب الذين انقطع تواصلهم مع الجريدة، وها قد فعلت عملاً بنصيحته وانتهازاً مشروعاً منى لهذه الأيام المباركة آملاً أن يوفقنا الله سبحانه خلالها فى ذلك، آملاً أن يشركنى تبارك وتعالى معه الثواب فلا يذهب به "صاحب بسمة أبيها" وحده !!!! عموماً، أظن أنه على جريدتنا المحترمة إضافة خانة جديدة للبريد الألكترونى أو رقم الهاتف الى جوار بيانات التعليق تسمح مستقبلا بالتواصل مع الغائب، مع عقد لقاءات تواصل دورية بين الأسرة الواحدة، كتجربة منفردة وكنوع من رسالة "المصريون" الإنسانية المتميزة، تلك التى لن تجدها فى مكان آخر، والتى خلقت العلاقة الإنسانية الحميمية الرائعة بين قرائها وكتابها وطاقمها، ربما كإحدى الباقيات الصالحات التى هى خير عند ربك ثواباً وخير أملاً ومردا. لذلك أدعو حضراتكم للتضامن معى ضاغطين على الأعزاء أسرة التحرير للتعجيل بذلك .. وإلا فهو الاعتصام أمام مقر الجريدة حتى تحقيق مطالبنا ... أو رحيل محمود سلطان !!!! وكل عام وحضراتكم بخير ونلقاكم عامنا القابل على عرفات بإذنه إن أراد سبحانه ويسر. ضمير مستتر: عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ "رواه البخارى فى صحيحه علاء الدين حمدى [email protected]