الرئيس التونسي السابق ل «معارضين مصريين»: العودة لروح الثورة السبيل الوحيد لهزيمة الاستبداد قال المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، إن أمل العودة للمسار الديمقراطي في مصر اليوم هو أقوى من أي وقت مضى، في ظل ما وصفها ب "أخطاء النظام الفادحة وعدم مقدرته على الخروج بالبلد من الفساد الاقتصادي والسياسي إضافة إلى الشرخ الاجتماعي الذي سببه النظام". وأضاف أن "العودة إلى روح الثورات الأولى وما شهدته من التقاء وتكاتف بين مختلف القوى الإسلامية والليبرالية ستكون العامل الرئيسي للخروج من الأزمات الراهنة والتصدي للتحديات الكبيرة وتحقيق العودة لاستكمال المسار التحرري التنموي". تصريحات المرزوقي نقلها ناشطون مصريون معارضون للسلطة الحالية خلال استقباله لهم اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة، وهم: الدكتور طارق الزمر رئيس حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية"، الناشط عمرو عبدالهادي، الإعلامي سامي كمال الدين، والناشط محمد إيهاب، والنائب التونسي عماد الدائمي. وبحسب المشاركين، فإنه تم خلال اللقاء تقييم مسارات الثورة في تونس ومصر ودول "الربيع العربي"، وانتهى الحوار إلى أن "هناك شرطين ضروريين لاستكمال مسار التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي قامت لأجلها الثورات العربية، هما: ضرورة التوافق بين القوى المؤمنة بالثورة بكافة أطيافها في إطار مشروع وطني يركز على المشتركات، وضرورة الحفاظ على أهداف وقيم وتقاليد الربيع العربي وعلى رأسها السلمية التي هزت عروش المستبدين عام 2011 في مصر وتونس". وشدد المرزوقي على أن "التمسك بالسلمية كان وما يزال أهم مميزات ثورتينا، لأن السلمية هي أهم سلاح في مقابل الاستبداد". وأعرب عن "رؤيته المتفائلة لمصير بلدينا ومصير الربيع العربي"، معتبرًا أن "المطبات التي شهدتها مسارات شعوبنا نحو التحرر والانعتاق والتنمية هي مراحل طبيعية في حياة كل الثورات التي تشهد جميعها ثورات مضادة وعراقيل من طرف الدولة العميقة ولوبيات المصلحة وشبكات النظام القديم، وان الإرادة الحقيقية والوعي بالتحديات والتكاتف بين كل القوى المؤمنة بالديمقراطية والتغيير ستمكننا من تجاوز العثرات وتخطي العقبات وتعويض الزمن الضائع. وكشف المرزوقي خلال اللقاء عن بعض ما دار في لقاءاته مع الرئيس الأسبق محمد مرسي من "تشاور وتناصح ودعوات لتكثيف تكاتف القوى المؤمنة بإنجاح مسارات الثورة من أجل التصدي للمؤامرات الداخلية والخارجية"، بحسب المشاركين. وعبر المرزوقي في الختام على أمله في أن تتجاوز مصر الأزمات الكبرى التي تعيشها وفي أن تستأنف مسارها الديمقراطي وأن تستعيد في أسرع الأوقات دورها المركزي في قلب الأمة العربية وفي العالم. كما عبر عن دعمه لمبادرة "المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية" وأمله في أن تلعب هذه المؤسسة العربية المشتركة دورها في الربط والتنسيق بين الفاعلين الرئيسيين في مسارات الثورات العربية من أجل التشاور وتبادل الخبرات والاستفادة من دروس التجارب الانتقالية في بلداننا". وانتهى اللقاء في أجواء من التفاعل والأمل باستئناف المسار الديمقراطي وتجاوز العثرات في كامل أرجاء بلدان الربيع، وفق المشاركين.