فزعت صحيفة المصري اليوم وصاحبها صلاح دياب من نشر صحيفة المصريون تقريرا إخباريا عن عمليات "غسيل السمعة" التي تقوم بها المصري اليوم لرموز النظام السابق وفلوله ، فقررت ترهيب المصريون برفع دعوى قضائية تطالب فيها بإدانتنا بسبها وقذفها والتحريض عليها ، وتطالب بأن ندفع لها نصف مليون جنيه على سبيل التعويض إضافة إلى دفع مائة ألف جنيه أخرى للمدعو محمود مسلم الشاب المستهتر الذي أراد أن "يلمع" وجه فتحي سرور وينقذه من موجة الغضب الثوري بعد ثورة يناير فأجرى معه حوارا مدهشا جدا نشرته الصحيفة على ثلاث حلقات بامتداد صفحات كاملة يظهره فيه بوصفه مناضلا من أجل الشفافية وضد التزوير وكان يتحدى جبروت النظام السابق ، وباختصار يقدم أحد أركان نظام مبارك الإجرامي بوصفه قائد ثورة . عريضة الدعوى التي دبجها محامو صلاح دياب الذي صدر فيها توفيق دياب ومحمود مسلم والمصري اليوم عندما استشعرت بأن نص التقرير الإخباري الذي نشرناه ليس فيه ما يجرمنا ، وأن عباراته في الحدود المتعارف عليها مهنيا في النقد الصحفي لجأت إلى أسخف حيلة قانونية ممكنة ، وهي الاستعانة ببعض التعليقات التي يكتبها قراء المصريون على الأخبار ، وفيها تهجم على الصحيفة عنيف أو انتقاد من فقئت مرارته من فحش الترويج للفلول إضافة إلى انتقاد سياسات شهيرة للمصري اليوم تشهر فيها برموز إسلامية ومؤسسات إسلامية عديدة ، رغم أن المصري اليوم تعرف أن التعليقات ليست مسؤولية الصحيفة في كل الأحوال ، ولو أن كل موقع صحيفة تمت مقاضاته على ما ينشر من تعليقات القراء فسوف تتم محاكمة جميع الصحف والمواقع بما فيها مواقع تابعة للحكومة المصرية مثل موقع الإذاعة والتليفزيون لأن كثيرا من هذه المواقع فيها عنف وشتائم وأحيانا سب للدين بصريح العبارة . المثير للدهشة في القضية التي رفعتها المصري اليوم على المصريون أن المحامي الذي لجأت إليه وتطوع لمحاولة الإضرار بالمصريون وترويع محرريها ومعاقبتهم على حقهم في إبداء الرأي والنقد السياسي هو "الزعيم" الحقوقي نجاد البرعي ، الذي تضخم "لحم كتافه" من الأموال المتدفقة على المنظمات "الحقوقية" التي عمل بها أو اخترعها بدعوى الدفاع عن حرية الرأي والتعبير ووقف جرجرة المثقفين والكتاب إلى المحاكم وأن الرأي لا يواجه إلا بالرأي ، إلى آخر تلك الاسطوانة المشروخة التي طالما تاجروا بها ، الآن ، نجاد البرعي هو الذي يقود حملة التنكيل والترويع ضد حرية الرأي والتعبير ، الآن ، أصحاب "دكاكين" حقوق الإنسان والذين صدعوا رؤوسنا طويلا بالحديث عن الدفاع عن الصحافة والصحفيين وحقهم في النقد والتعبير ، هم الذين يخوضون الحرب الآن ضد صحيفة المصريون ، لأنها مارست حقها في التعبير ضد مصالحهم وضد أهوائهم وضد شبكات الفساد ، نجاد البرعي يخوض معركة صلاح دياب ورجاله وصبيانه ضد صحيفة المصريون لأنها تصدت لعمليات غسيل سمعة الفلول أو إعادة تسويقهم للمصريين من جديد . الشاب المستهتر محمود مسلم الذي نشر حوار الفضيحة مع فتحي سرور لمحاولة تلميعه هو عضو في الحزب الوطني ، وصديق مقرب من قيادات حزب الإفساد السياسي بمن فيهم فتحي سرور وأحمد عز ، والحوار الذي نشره في المصري اليوم بالاتفاق مع صلاح دياب لتلميع فتحي سرور وحمايته من موجة غضب الثورة في عز وهجها أثار غضبا واسعا في مصر بما في ذلك غضب الشرفاء من صحفيي المصري اليوم الذين تظاهروا عدة مرات باللافتات ضد الصحيفة وضد ما فعله محمود مسلم ، وقاموا بالاعتذار للشعب المصري عن هذه "الفضيحة" التي ارتكبتها الصحيفة ، كما رفعت المليونيات في ميدان التحرير اللافتات الضخمة التي تدين "الفضيحة" التي ارتكبتها المصري اليوم والتي تريد أن تقاضينا بسببها وأن ندفع لها نصف مليون جنيه تعويضا لأن "ثيابها الطاهرة" قد تلوثت . أهلا وسهلا بصلاح دياب وتوفيق دياب ومحمود مسلم ونجاد البرعي في ساحة القضاء ، ونعدهم بأنها ستكون معركة قضائية وسياسية وإعلامية مشرفة ورائعة ، فمصر الثورة في حاجة إلى المزيد من الكشف عن حلقات الفساد المالي والسياسي والإعلامي ، وشبكة علاقاته غريبة الأطوار ، وأعتقد أن هذه المعركة سوف تسهم فصولها بكل جدية في قطع أذناب الفلول . [email protected]