8 مجموعات مسلّحة متمركزة في الكونغو الديمقراطية، لا سيما في الجزء الشرقي منها، حيث تحوّلت هذه المنطقة إلى صفيح يهتزّ على وقع هجماتها وانتهاكاتها، لتتحوّل تدريجيا إلى بؤرة توتّر تهدّد منطقة البحيرات الكبرى بأسرها. وتنقسم هذه المجموعات المسلحة إلى ميليشيات كونغولية، وأخرى تتألف بالأساس من مقاتلين أجانب قادمين إما من أوغندا أو رواندا أو بوروندي، غير أن انخراطها ضمن لعبة التحالفات التي تحتّمها الضرورة، أحدث نوعا من الخلط بينها. وفيما يلي المجموعات المسلحة ال 8: المجموعات الكونغولية: ميليشيا الماي ماي: تسجل تواجدها في الجزء الشرقي للبلاد، وخصوصا في منطقة شمال وجنوب كيفو، وتشكل هذه الميليشيا مجموعة من التشكيلات المسلّحة الصغيرة. وفي وثيقة سرية من إعداد الهيئة الدولية للصليب الأحمر، تلقت الأناضول نسخة عنها، فإن عدد المجموعات المشكلة لميليشيا الماي ماي تبلغ 12 مجموعة، هي: أوسي وبواساكالا وياكوتومبا وأوبيدي وفوجو وملولمبا، إضافة إلى كلّ من باليكي وكيريكيشو ومبانغا و كابوبو ونياكيريبا وآر آن سي. وتوصف هذه المجموعات منذ نشأتها في أعوام ال 60، إثر اغتيال رئيس الحكومة باتريس لومومبا بأنّها "قومية متطرّفة"، إلا أنّها تخلّت في وقت لاحق عن مطالبها السياسية من أجل "مصالح قبلية". البروفيسور في جامعة كنشاسا، فيليب بيويا ماكوتو قال، في تصريح للأناضول، إنّ هذه الميليشيا المسلّحة استغلّت السياق الاقتصادي المتردي وصوملة المنطقة وغياب الإدارة لملئ المجال، ما يعني أنّ هذه الظاهرة أقرب إلى "اللصوصية" منها إلى المجموعات ذات المطالب السياسية البحتة". ووفقا لتقرير مجموعة البحث والمعلومات حول السلام والأمن، فإنّ أحداث الإغتصاب والقتل والسطو غالبا ما تنسب إلى هذه الميليشيا، سواء كان ذلك في شمال أو جنوب كيفو، مستثمرة في ذلك هذه المنطقة التي أصبحت محور التجارة غير الشرعية للأسلحة الخفيفة".
2/3- المقاتلون السابقون صلب "المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب" و"أم 23": هم المتمرّدون السابقون ل "المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب" المعارضين للقوات المسلّحة النظامية خلال حرب كيفو (2004- 2009)، غير أنّ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 مارس/ آذار 2009، مكّن من تسوية وضعية هؤلاء المقاتلين، وأدمجهم في صفوف الجيش. وفي أبريل/ نيسان 2012، استنكر شقّ منهم ما اعتبروه عدم احترام من قبل الحكومة الكونغولية لمقتضيات معاهدة السلام، وشكّلوا حركة "مارس 23"، والتي تعرف اختصارا ب "أم 23"، قبل أن يشرعوا في ارتكاب انتهاكات عديدة لاقت الاستنكار والتنديد من قبل المنظمات غير الحكومية الإنسانية. وينحدر معظم هؤلاء المقاتلين من عرقية التوتسي في الكونغو الديمقراطية، وقد حصلوا، قبل القضاء عليهم، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على دعم رواندي إلى موفى أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب التقرير السنوي لخبراء الأممالمتحدة حول الكونغو الديمقراطية. اتهامات نفتها كيغالي بشدّة، وهي التي تحكمها عرقية التوتسين فيما تشير تقارير أمنية إلى تواجد منتسبين قدامي للميليشيتين في الجزء الشرقي للبلاد. 4 - باكاتا - كاتانغا: تعرف أيضا باسم كاتا - كاتانغا، وهي جماعة متمرّدة تنشط في إقليم كاتانغا جنوبيالكونغو الديمقراطية، وهي المنطقة التي تسعى إلى فصلها والاستقلال بها. ومع أن ولادة هذه المجموعة المسلحة يعود إلى 2011، إلاّ أنّ الميول الانفصالية في هذه المحافظة الواقعة جنوب شرقي البلاد، تعود إلى ستينيات القرن الماضي. فأسبوع إثر استقلال الكونغو الديمقراطية، ولدت فكرة دولة كاتانغا. المجموعات المسلحة الأجنبية: 5 - تحالف القوى الديمقراطية: هي مجموعة مسلّحة أوغندية، تأسّست عام 1995، وهي لاجئة في الكونغو الديمقراطية، ويطلق عليها، أيضا، اسم: جيش تحرير أوغندا. ويجمع هذا التحالف تحت لوائه الحركات المعارضة للرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني"، وبينها: "الحركة الديمقراطية المتحدة"، و"الجيش الوطني لتحرير أوغندا"، و"جيش تحرير أوغندا المسلم"، ويتمركزون في سلسلة جبال "روينزوري" (سلسلة جبال صغيرة في وسط أفريقيا، على الحدود بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية) وقد صنف مجلس أمن الأممالمتحدة، منذ 30 يونيو/حزيران الماضي، هذه المجموعة كمنظمة إرهابية. ويشرف على قيادة المجموعة "جميل موكولو"، وهو مسيحي اعتنق الإسلام، وقد استقرت المجموعة بمنطقة شمال كيفو، في وقت كانت فيه العلاقات بين طرفي النزاع في حرب الكونغو والكونغو الديمقراطية و أوغندا، متوترة. وتجعل المعطيات الطبيعية والطبيعة الجبلية للمنطقة عملية مطاردة المجموعة أمرا صعبا بالنسبة للجيش الكونغولي (عملية سوكولا 1 منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014)، وهو ذات المعطى الطبيعي الذي مكّن المجموعة المسلحة من متابعة نشاطاتها ضد النظام الأوغندي الذي تكنّ له عداء كبيرا. وبتنسيق مع أوغنديي كامبالا (العاصمة الأوغندية) و بعض الفاعلين الاقتصاديين في الكونغو، عمدت المجموعة المسلحة إلى ممارسة التجارة غير المشروعة، بينها تجارة الخشب المتواجد بكثرة في هذه المنطقة الغابية، بحسب مصدر دبلوماسي أوروبي بكنشاسا. ومع تطبيع العلاقات بين الكونغو الديمقراطية و أوغندا، ضاعفت كنشاسا من عملياتها العسكرية ضد المجموعة الأوغندية الصغيرة التي تضمّ في صفوفها عناصر كونغولية أيضا. وبحسب المجتمع المدني الكونغولي، فإنّ المجموعة المسلّحة تمدّ أنشطتها إلى ما بعد منطقة البحيرات العظمى، حيث تقيم علاقات مع مجموعة "الشباب" الصومالية المسلحة. 6 - جيش الرب الأوغندي: هي حركة تمرد مسيحية في شمال أوغندا، ترجع جذورها إلى امرأة تدعى أليس لاكوينا، وقد تأسست كمعارضة أوغندية من قبائل الأشولي في الثمانينات، وبالتحديد في عام 1986 على يد جوزيف كوني، وهو نفس العام الذي استولى فيه الرئيس يوري موسيفيني على السلطة في كمبالا عاصمة أوغندا. واستندت في تحرّكها على دعاوى بإهمال الحكومات الأوغندية للمناطق الواقعة شمال أوغندا. وبدأ نشاطها منذ عام 1988 من هذه المناطق نفسها، إلا أن مقاتليها أخذوا بالانتشار في أطراف شمال شرقي الكونغو الديموقراطية وفي أفريقيا الوسطى وفي جنوب السودان منذ عام 2005. ويسعى جيش الرب إلى هدف رئيسي وهو الإطاحة بنظام الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، فضلا عن إقامة نظام ثيوقراطي (حكم ديني) يتأسس على الكتاب المقدس/العهد الجديد والوصايا العشر. 7 - القوى الديمقراطية لتحرير رواندا: تنقسم هذه الجماعة المسلّحة التي تشكلت عام 2000 للدفاع عن حقوق "الهوتو" الروانديين اللاجئين إلى الكونغو والمناوئين لحكم الرئيس الرواندي بول كاغامي، إلى 3 فروع وفقا للمنطقة الجغرافية التي تنشط فيها: القوى الديمقراطية لتحرير رواندا ب "فوكا"، وب "رود"، وب "سوكي". ويواجه هؤلاء المتمرّدين، منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، عملية "سولوكا2" العسكرية، بقيادة الجيش الكونغولي، بهدف القضاء عليهم، والتي من المنتظر أن تشهد، مستقبلا، انضمام البعثة الأممية المنتشرة في البلاد إليها. وتنشط هذه المجموعة المسلّحة في مقاطعة كيفو منذ أكثر من 20 عاما، ويقول المنتمون إليها إنهم يدافعون عن مصالح المتمردين الهوتو اللاجئين في الكونغو الديمقراطية، في أعقاب الإبادة الجماعية التي هزت رواندا العام 1994. كما أن العديد من قادة هذه المجموعة المتمرّدة مستهدون بمذكرات توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بينهم سلفستر موداكومورا، بتهمة ارتكاب انتهاكات كثيرة. 8- القوى الوطنية للتحرير: تواصل عناصر هذه المجموعة المسلحة نشاطها في المناطق الحدودية للكونغو الديمقراطية، وخصوصا في جنوب كيفو، رغم أنّ هؤلاء المقاتلين قاموا رسميا، في 2009، بتسليم أسلحتهم. وتعمل عملية "كاميليشا أوسالاما" العسكرية التي تم اقراها موفى 2014، على طرد تلك الجماعات المتمردة من الهوتو، والمعارضين لنظام الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا، خصوصا وأن الميليشيا تستخدم منطقة جنوب كيفو كقاعدة خلفية لأنشطتها.