ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن فوز ديفيد كاميرون بولاية ثانية في الانتخابات العامة ببريطانيا, لم يكن سهلا، وولايته القادمة لن تكون نزهة, لأن "الغالبية الهزيلة", التي فاز بها المحافظون, ستحتم عليهم "اتخاذ الأمور بروية وتأن خاصة, وأن حزب المحافظين أمام قضايا قد تحدد وضع بريطانيا بالقرن ال21. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 9 مايو أن كاميرون أمامه تحديات كبيرة, منها ما يتعلق بهوية بريطانيا, وكيفية الإبقاء على إسكتلندا ضمن المملكة المتحدة، بالإضافة إلى تحد آخر يتعلق بمكانة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي والعالم, محذرة من أن "الغالبية بهامش ضيق, التي فاز بها كاميرون, يمكن أن تنقلب بسهولة إلى فراش من المسامير". وتابعت " على المحافظين أن يواجهوا أصعب مهامهم، وهو التعامل مع قضية إسكتلندا التي ينشط فيها تيار يريد الانفصال عن بريطانيا، وما زاد الطين بلة أن الفائز الثاني بالانتخابات البريطانية الأخيرة هو الحزب القومي الإسكتلندي". وكان حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون على الأغلبية في مجلس العموم البريطاني حسب النتائج النهائية للانتخابات البريطانية التي أعلنت في 8 مايو . ويتيح فوز المحافظين ب327 مقعدا على الأقل من مقاعد المجلس -الذي يضم 650 مقعدا- تشكيل الحكومة دون الحاجة لإبرام تحالفات. وفور تأكده من الفوز الكبير توجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زعيم المحافظين للقاء الملكة إليزابيث للحصول على تكليف بتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت "الجزيرة" إن فوز المحافظين مثل مفاجأة كبرى لم يكن يتوقعها أحد وجاءت عكس استطلاعات الرأي. وتلقى حزب العمال الغريم التقليدي لحزب المحافظين هزيمة وصفت بالنكراء، وحصل حزب العمال المعارض على 230 مقعدا فقط، وقد أقر زعيم الحزب إد ميليباند بالهزيمة وقدم استقالته من منصبه. ومن جهة أخرى، قدم زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ استقالته من زعامة الحزب بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها، كما قدم زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فراج استقالته أيضا من زعامة حزبه. ورجح مراقبون وقوف اللوبي الصهيوني خلف خسارة حزب العمال بزعامة ميليباند، حيث توعده سابقا بهزيمة انتخابية جراء مشاركته في حفل بمناسبة الاعتراف الرمزي في البرلمان البريطاني بدولة فلسطين, لكن الصحفي البريطاني بيتر أوبرن قال ل"لجزيرة"إن السبب الرئيسي للإطاحة بالعمال هو عدم ثقة الناخبين فيهم. وعزز من وجهة النظر هذه تشكيك كثير من المراقبين في شخصية ميليباند وقدراته القيادية، حيث يرى العديد من الخبراء أنه لا يتمتع بالكاريزما. ورغم أن العرب والمسلمين خسروا بهزيمة حزب العمال الداعم لقضاياهم، فإنهم نجحوا في إبقاء عدد من أنصارهم في مقاعدهم. واكتسح أصدقاء فلسطين دوائرهم وتفوقوا بنسبة كبيرة على منافسيهم، حيث احتفظ كل من جيرمي كوربن وأندي سولتر وستيفن باوند وربى حق بمقاعدهم. وقال رئيس المنتدى الفلسطينيببريطانيا زياد العالول إن "أصدقاء فلسطين في معظم الأحزاب فازوا وسوف يتعاظم دورهم في البرلمان رغم خسارة حزب العمال وتصدر المحافظين".