ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن التحدي الأكبر أمام حكومة ديفيد كاميرون القادمة يتمثل في الاستفتاء المزمع إجراؤه في 2017 في بريطانيا، والذي ينذر بخروجها من الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 9 مايو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأرووبي, لو تم, ينذر بدوره بفتح الباب أمام انفصال الإسكتلنديين الذين يطالبون بالاستقلال عن بريطانيا. وتابعت الصحيفة أن كاميرون كان وعد بمساعدة قطاع الشباب على إيجاد فرص العمل المناسبة، وبإجراء إصلاحات اجتماعية وبخفض الإنفاق وتفعيل الإصلاح الضريبي الشامل للمجلس والعمل على زيادة المعروض من المساكن بأسعار معقولة, مطالبة إياه بالإسراع بتشكيل حكومته الجديدة، والبدء بالعمل على مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، والتي وعد في برنامجه الانتخابي بالعمل على تذليلها. وكان حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون على الأغلبية في مجلس العموم البريطاني حسب النتائج النهائية للانتخابات البريطانية التي أعلنت في 8 مايو . ويتيح فوز المحافظين ب327 مقعدا على الأقل من مقاعد المجلس -الذي يضم 650 مقعدا- تشكيل الحكومة دون الحاجة لإبرام تحالفات. وفور تأكده من الفوز الكبير توجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زعيم المحافظين للقاء الملكة إليزابيث للحصول على تكليف بتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت "الجزيرة" إن فوز المحافظين مثل مفاجأة كبرى لم يكن يتوقعها أحد وجاءت عكس استطلاعات الرأي. وتلقى حزب العمال الغريم التقليدي لحزب المحافظين هزيمة وصفت بالنكراء، وحصل حزب العمال المعارض على 230 مقعدا فقط، وقد أقر زعيم الحزب إد ميليباند بالهزيمة وقدم استقالته من منصبه. ومن جهة أخرى، قدم زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ استقالته من زعامة الحزب بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها، كما قدم زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فراج استقالته أيضا من زعامة حزبه. ورجح مراقبون وقوف اللوبي الصهيوني خلف خسارة حزب العمال بزعامة ميليباند، حيث توعده سابقا بهزيمة انتخابية جراء مشاركته في حفل بمناسبة الاعتراف الرمزي في البرلمان البريطاني بدولة فلسطين, لكن الصحفي البريطاني بيتر أوبرن قال ل"لجزيرة"إن السبب الرئيسي للإطاحة بالعمال هو عدم ثقة الناخبين فيهم. وعزز من وجهة النظر هذه تشكيك كثير من المراقبين في شخصية ميليباند وقدراته القيادية، حيث يرى العديد من الخبراء أنه لا يتمتع بالكاريزما. ورغم أن العرب والمسلمين خسروا بهزيمة حزب العمال الداعم لقضاياهم، فإنهم نجحوا في إبقاء عدد من أنصارهم في مقاعدهم. واكتسح أصدقاء فلسطين دوائرهم وتفوقوا بنسبة كبيرة على منافسيهم، حيث احتفظ كل من جيرمي كوربن وأندي سولتر وستيفن باوند وربى حق بمقاعدهم. وقال رئيس المنتدى الفلسطينيببريطانيا زياد العالول إن "أصدقاء فلسطين في معظم الأحزاب فازوا وسوف يتعاظم دورهم في البرلمان رغم خسارة حزب العمال وتصدر المحافظين".