نشرت أمس تصريحات للشيخ ياسر برهامى أحد قادة الدعوة السلفية بالإسكندرية فى أحد مؤتمرات حزب النور حذر فيها من وجود أزمة داخل الصف السلفى بسبب التطلع للمناصب والتنازع عليها ودعا إلى مراجعة النوايا جيداً قائلاً : " أشعر بأزمة داخل الصف السلفي، وداخل الدعوة السلفية، من نوعية التعامل فيما بيننا، ومحاولة الاستئثار بمواطن المسئولية، الذي هو عبء ثقيل جدا، ومن حرص عليه وكل إليه". وفى البداية يجب أن نحيى الشيخ ياسر برهامى على هذه النصيحة الطيبة التى يحتاج إليها المنتسبون للحركة الإسلامية بجميع أطيافهم حتى لا ينسوا الغاية الكبرى التى من أجلها يتطلعون إلى المنصب وتشرأب إليه أعناقهم ، فكم من معارك تدار باسم الإسلام وهو منها برىء والكل يؤكد أنه يريد رفعته وهو لا يدرى أنه يطعنه من حيث لايدرى بسبب التنافس على الدنيا والتقاتل من أجلها . تروى كتب التاريخ أن أحد قتلة عثمان رضى الله عنه قال بعد مقتله : " لقد طعنت عثمان تسع طعنات أما ست منها فهى لله وأما الثلاثة الباقية فهى لما فى الصدر " ولو صدق ذلك القاتل مع نفسه لقال إن الطعنات التسع كانت لما فى الصدر ولم يكن فيها شىء لله ألبتة فمحال أن يرضى الله عن قتل ولى من أوليائه فما بالنا وهذا الولى المطعون هو عثمان رضى الله عنه صاحب المناقب العظيمة والأيدى البيضاء الجليلة خدمة للإسلام وللمسلمين . هذه المحنة مازلنا نعيشها حتى الآن فكم من معارك تدور رحاها بين أبناء الصف الواحد والمشروع الواحد وكل واحد يتخذ من الإسلام حائطاً يتخفى وراءه ليبرر فعلته الشنعاء بتفريق الصفوف وتلويث السمعة وترديد الأكاذيب والأدهى أن كل هذه الموبقات ترتكب باسم " الإسلام " وهو منها برىء بل هى فى الحقيقة لما فى الصدر والنفس من حب للزعامة ورغبة فى الصدارة وتوق شديد إلى الاستيلاء على الغنائم الباردة . هذه الصيحة التحذيرية التى أطلقها الشيخ ياسر برهامى أراها ضرورية فى هذه اللحظة المفصلية التى تقف الحركة الإسلامية على أعتابها وقد استقبلتها بتنافس سيشتعل بعد أيام قليلة على مقاعد البرلمان وسط مخاوف مشروعة من تفتيت الأصوات لصالح آخرين وهو الأمر الذى حدا بهيئات وجهات عدة للتدخل ووضع ميثاق شرف انتخابى للقوى الإسلامية لمنع التطاحن والتلاسن وهى خطوة أراها هامة ولكن يبقى تفعيلها على أرض الواقع فعلاً وممارسة . كما أذكر هنا بأهمية أن يوقن الجميع أن جميع الأطراف إنما تتحرك من أجل خدمة الإسلام والدفاع عن قضاياه فلا تحاول قائمة دون الأخرى احتكار الحديث باسم الإسلام أو تشكك فى توجه الآخرين . ويا حبذا لو حذا قادة الأطياف الإسلامية الأخرى حذو الشيخ ياسر برهامى فى تذكير أتباعهم ومريديهم بأهمية النية وأن يكون القصد هو " الله " وحده بكل ما يترتب على هذا القصد من تبعات والتزامات . [email protected]