طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المصريين "بتجنب المطالب الفئوية ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار". وقال السيسي خلال الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة اليوم الخميس، بمناسبة "عيد تحرير سيناء"، إن "ما تمر بها المنطقة يحتاج إلى علم ووعى وعمل للخروج من الأزمة الحالية"، مطالبا المصريين ب"تجنب المطالب الفئوية ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار". وبحسب ما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) الرسمية المصرية، قال السيسي، إن "نجاح الحرب على الإرهاب يرتكز على التعاون مع أبناء سيناء الشرفاء فهم خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي". وأضاف السيسي أن "أول أمل سيحققه المصريين بجهدهم وعرقهم وأموالهم من أجل بناء مصر الجديدة افتتاح قناه السويس"، مشيرا إلى أن "تعمير وتنمية سيناء أولى أولوياتنا للحفاظ على الأمن القومي والعبور بها إلى المستقبل". وتابع: "إرادة التسعين مليون قادرة على صنع المستحيل". وتحتفل مصر في 25 إبريل كل عام منذ عام 1982 بانسحاب الجيش الإسرائيلي من سيناء (بدون طابا)، ويعتبر هذا اليوم عيدا وطنيا وتستمر بعض الفعاليات الرسمية به عدة أيام.
في الوقت نفسه، قالت الرئاسة المصرية، إن السيسي، يصل غدا الجمعة إلى موسكو في زيارة تستغرق يومين يحضر خلالها احتفالات روسيا بالذكرى السبعين لأعياد النصر التي توافق 9 مايو والتي يحضرها أيضا عدد من رؤساء الدول والحكومات. وأوضح بيان الرئاسة أن السيسي سيجري خلال زيارته لموسكو مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من الزعماء المشاركين (لم تحددهم) في الاحتفالات الروسية بعيد النصر". وكانت الرئاسة الروسية أعلنت الشهر الماضي، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيشارك في احتفالات روسيا. فيما قالت مصادر رفيعة المستوي لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، إن مصر وفلسطين هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تم توجيه الدعوة لرئيسيهما للمشاركة في هذه الاحتفالية. وتحتفل روسيا في 9 مايو من كل عام بذكرى الانتصار على ألمانيا، وهو عيد وطني تحتفل فيه روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق باستسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. وأكدت المصادر أن "السبت سيشهد عقد لقاء ثنائيا بين بوتين والسيسي في قصر الكرملين الرئاسي، لبحث كافة المستجدات علي الساحتين الدولية والإقليمية إلى جانب استعراض ما تم انجازه خلال المرحلة الماضية مما اتفق عليه لتطوير التعاون سواء خلال زيارة الرئيس السيسي إلى مدينة سوتشي الروسية أو زيارة الرئيس بوتين للقاهرة".
وكان الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين التقيا في القاهرة في 10 من شهر فبراير الماضي، لمناقشة عدد من القضايا الدولية والعسكرية والتعاون النووي.
ووقعت مصر وروسيا على مذكرة تفاهم لإقامة أول محطة نووية في الضبعة (شمال غربي مصر) لتوليد الطاقة الكهربائية، ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون فى مجال الاستثمار.
ومنذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، شهدت العلاقات المصرية الروسية تقاربا ملحوظا، حيث شهد العام الماضي، بحسب وسائل إعلام مصرية، اتفاقا مبدئيا بين روسيا ومصر بشأن صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي، وهى من الصفقات الأكبر على مدى أعوام كثيرة، والتي تشمل أنظمة صاروخية خاصة بالدفاع الجوي ومروحيات هجومية لمصر، وذلك خلال زيارة قام بها السيسي إلى قاعدة سوشي الروسية، في أغسطس الماضي.
وفي تصريحات سابقة للسيسي تعليقا على تقارب بلاده مع روسيا وما إذا كان ذلك مؤثرا على العلاقات المصرية الأمريكية، قال الرئيس المصري إن "علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدةالأمريكية إستراتيجية، ومهمة".
وأضاف: "مصر تدير علاقاتها بشكل متواز مع الجميع، ولا تتبع لا سياسة الاستقطاب ولا سياسة المحاور، والعلاقة مع روسيا ليست جديدة، ولن تكون على حساب العلاقة مع الولاياتالمتحدة أو غيرها".