تحت عنوان" من يفجر أبراج الكهرباء في مصر"، قالت مجلة "المونيتور" الأمريكية إن استهداف الجماعات الإرهابية أبراج الكهرباء في مصر بات أمرًا عاديًا ومعتادًا منذ اشتداد الهجمات بعد عزل الرئيس محمد مرسي وإسقاط نظام "الإخوان المسلمين"، إلا أن تفجيرات 14أبريل الماضي والتي استهدفت برج الكهرباء رقم 21في محطة كهرباء 6أكتوبر الرئيسية، المغذي لمدينة الإنتاج الإعلامي، حيث تتواجد استوديوهات معظم المحطات الفضائية، أدى إلى انقطاع الكهرباء عنها وتوقف بث معظم تلك القنوات لمدة 45 دقيقة تقريبًا. وأضافت: "تبنت حركة "العقاب الثوري" في 15أبريل عملية تفجير برج كهرباء مدينة الإنتاج، عبر فيديو نشرته على حسابها على موقع "فيميو"، قالت فيه إنها تتوعد الإعلاميين المصريين بسبب تأييدهم النظام الحالي، فيما نقلت وكالات أنباء عالمية وصحف ك" سكاي نيوز" عربية، يوم 17 أبريل، تصريحات على لسان مصادر أمنية، لم تكشف عن أسمائها تفيد بأنه تم تحديد هوية مرتكبي التفجير، ويجرى البحث عنهم دون الكشف عن أسمائهم للإعلام، وتضمنت التصريحات إشارة إلى تورط تنظيم أجناد مصر في التفجيرات". وقالت المجلة: "قلة التفاصيل المعلنة حول التحقيقات من الشرطة أو النيابة جعلت مراسل "المونيتور" يحاول البحث عن المزيد من تفاصيل الحادث وتداعياته، ووفقًا لتصريحات عدد من العاملين في المحطات المتواجدة في مدينة الإنتاج الإعلامي فالملفت هو قدرة مخططي التفجيرات ومنفذيها على استهداف البرج المغذي للمدينة رغم وجوده وسط حوالى عدد من الأبراج المغذية لمناطق أخرى، ما دفع مصادر إلى توقع إرشاد أحد العاملين في منظومة الكهرباء أو مسؤولي تأمين الأبراج عن البرج المستهدف لمخططي التفجيرات أو منفذيها". ورفض المتحدث باسم وزارة الكهرباء الدكتور محمد اليماني ذلك التوقع، قائلاً: "لايصح استباق الأحداث واتهام أي شخص أو جهة، إلا بموجب تحقيقات النيابة". وتعد منظومة الكهرباء (وزارة الكهرباء، الشركة القابضة للكهرباء، شركة نقل الكهرباء) هي الأكثر وصفًا بالاختراق من قبل جماعة الإخوان المسلمين، حيث كان وزير الكهرباء الحالي المهندس محمد شاكر، أحد مرشحي قائمة "تجمع مهندسي مصر" المحسوبة على جماعة "الإخوان" في انتخابات نقابة المهندسين لعام 2011، وشغل منصب وكيل أول للنقابة بعد فوزه في الانتخابات. وفي 9 أبريل2014، تمت إقالة المتحدث الرسمي السابق لوزارة الكهرباء الدكتور أكثم أبو العلا، وقال إعلاميون على غرار أحمد موسي ومواقع إخبارية إن إقالته بسبب انتمائه إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، إلا أنه قال في تصريحات صحفية له في اليوم نفسه إنه لا يعلم سبب إقالته، بينما نقل أحد المواقع الإخبارية تصريحًا له في 27 أغسطس 2013، وصف فيه عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013 ب "الانقلاب العسكري" معلنًا تأييده لمرسي. كما أقيل رئيس المركز القومي للتحكم في الكهرباء المهندس طلعت أبو زيد يوم 18 سبتمبر 2014، ونشرت صحف ومواقع إخبارية أن إقالته كانت بسبب ورود تقارير أمنية تفيد انتماءه إلى جماعة الإخوان أيضا، وترددت تلك الاتهامات على خلفية أحداث يوم الخميس 4 سبتمبر 2014، المعروف إعلاميا ب"الخميس المظلم"، حيث انقطعت الكهرباء عن محافظة القاهرة كاملة وبعض أنحاء مصر". وعقب تفجيرات أبراج كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامي، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء في مداخلة هاتفية بأحد البرامج التلفزيونية يوم 26 أبريل 2015، أنه تم استبعاد أكثر من ألف إخواني من قطاع الكهرباء بالتنسيق مع الأمن، لضمان تطهير الوزارة من عناصر الجماعة الإخوان، إلا أن مصدر في وزارة الكهرباء قال "إن استبعاد ألف إخواني من الوزارة لا يعني خروجهم منها في شكل تام، وإنما يعني نقلهم إلى وظائف في مناطق غير حيوية وأقل خطورة، لأن فصلهم لمجرد اشتباه انتمائهم إلى الإخوان من دون تورطهم في عمل تخريبي محدد يعتبر فصلا تعسفيا". وواصل العديد من الإعلاميين بعد تفجيرات مدينة الإنتاج الإعلامي التأكيد أن وزارة الكهرباء مخترقة من جماعة الإخوان، إلا أن رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء المهندس أحمد الحنفي، قال إن "تفجير برج الكهرباء المغذي لمدينة الإنتاج الإعلامي لا يحتاج إلى اختراق الإخوان لوزارة الكهرباء لأن المصادفة وقصور الخطط التأمينية للأبراج يلعبان دورا كبيرا". وتابع حنفي: "اليوم الذي شهد تفجير برج كهرباء مدينة الإنتاج شهد أيضا تفجير 6 أبراج أخرى على مستوى مصر من بينها برج مجاور له وهو برج الكهرباء 20 في محطة كهرباء أكتوبر الرئيسية، وربما تم تفجير البرج في شكل عشوائي من دون علم منفذي العملية ومخططيها بأنه البرج المغذي لمدينة الإنتاج". وأضاف: "عملية تحديد البرج المغذي لمدينة الإنتاج الإعلامي ليست صعبة أيضا لأن كل برج يحمل لوحة تعريف يكتب عليها الرمز الخاص به والمنطقة التي يغذيها بالكهرباء لتسهيل إبلاغ فروع شركة نقل الكهرباء عن الأعطال في برج محدد". ورأت "المونيتور" أنه من المستبعد أن يتأكد مخططو التفجير ومنفذوه من وجود برج الكهرباء المغذي لمدينة الإنتاج في محطة كهرباء أكتوبر الرئيسية، بدون تسريب تلك المعلومة من أحد العاملين في قطاع الكهرباء، حيث أن مدينة 6 أكتوبر التي تتبعها مدينة الإنتاج تحصل على الكهرباء من 5 محطات هي محطة أكتوبر الرئيسية، أكتوبر 1، أكتوبر 2، الشيخ زايد 1، الشيخ زايد 2، ويحتمل أن تحصل مدينة الإنتاج على الكهرباء من أي من تلك المحطات. وعن تأمين الأبراج، قال الحنفي: "المسؤولون عن تأمين أبراج الكهرباء هم رجال الشرطة وبعض شركات الأمن التي تتعاقد وزارة الكهرباء معها أو بعض البدو المتواجدين في نطاق الأبراج في الصحراء وتتفق الوزارة معهم". وأشار إلى أن المسؤول عن حماية محطة كهرباء أكتوبر الرئيسية وأبراجها رجل بدوي يدعى السيد محمد عيد. وتابع الحنفي: "وزارة الكهرباء مضطرة إلى الاتفاق مع البدو في بعض الأحيان، خوفا من تخريبهم للأبراج، وربما يكون منهم من هو متواطئ مع منفذي عملية برج مدينة الإنتاج". ولفتت المجلة إلى أن اختراق جماعة الإخوان المسلمين قطاع الكهرباء يحمل الشبهة الأكبر في تفجيرات مدينة الإنتاج الإعلامي، وربما يؤكد حديث البعض عن وجود تنسيق بين الإخوان وجماعات مثل أجناد مصر والعقاب الثوري لتنفيذ تفجيرات وعمليات إرهابية". http://www.al-monitor.com/pulse/en/originals/2015/05/egypt-power-plants-bombings-brotherhood-electricity-ministry.html#