تساءلت صحيفة "المونيتور" الأمريكية عن المتسبب في تفجير أبراج الكهرباء في مدينة الإنتاج إعلامي، مشيرةً إلي أن الهجمات الإرهابية على محطات توليد الكهرباء تصاعدت في الفترة الأخيرة منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو 2013. وأوضحت الصحيفة أن الانفجارات استهدفت برج كهرباء يوفر الكهرباء لمدينة الإنتاج الإعلامي التي بداخلها العديد من الاستديوهات الإعلامية التي تبث منها البرامج التليفزيونية، مشيرةً إلي أن العديد من القنوات التليفزيونية توقف بثها لمدة 45 ثانية بعد الانفجار. ونبهت الصحيفة إلي أن حركة تسمي "بالعقاب الثوري" أعلنت مسئوليتها عن الحادث عبر فيديو نشرته على حسابها على موقع "فيميو"، مؤكدة أنها بذلك تعاقب الصحفيين المصريين على دعمهم للنظام الحالي. وأشارت الصحيفة إلي أنه في 17 أبريل الماضي، نقلت شبكة سكاي نيوز الاخبارية عن مصدر أمني قوله: "تم التعرف علي الجناة وجار تعقبهم، مؤكداً أن جماعة "جند مصر" متورطة في الحادث. شهادات العمال في برج الكهرباء وتحدث عدد من العمال في محطة توليد الكهرباء في مدينة الإنتاج الإعلامي للصحيفة حيث قالوا:"إن الحقيقة الأكثر إثارة للدهشة هو أن الجناة تمكنوا من تحديد واستهداف برج الكهرباء الذي يوفر الطاقة الكهربائية للمدينة، على الرغم من أنه يقع بين العديد من أبراج أخرى تزود مناطق أخرى بالكهرباء". واكدت الصحيفة أنه تم الاشتباه في أحد العاملين في المحطة بأنه وضع هذه القنابل. ونفي محمد اليماني المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة توجيه تهم لأي شخص، قائلاً:""ينبغي أن لا نقفز إلى الاستنتاجات وتوجيه الاتهامات، فمازالت تحقيقات النيابة العامة جارية. الإخوان والكهرباء وأكدت الصحيفة أن جماعة الإخوان تسيطر بشكل كبير على وزارة الكهرباء والطاقة، مشيراً إلي أن الوزير الحالي للكهرباء والطاقة المهندس محمد شاكر كان واحدا من المرشحين على لائحة الاخوان فى انتخابات نقابة المهندسين المصرية عام 2011 . كما شغل منصب وكيل النقابة بعد فوزه في الانتخابات. وقالت الصحيفة في 9 أبريل 2014، أقيل المتحدث باسم وزارة الكهرباء السابق " أكثم ابو العلا" بسبب انتمائه لجماعة الإخوان وفقا لما قاله الصحفي أحمد موسى، مشيرةً إلي ماقاله "ابو العلا" : "إنه لا يعرف الأسباب الكامنة وراء إقالته، موضحة أن جريدة الشعب نشرت علي موقعها تصريحات "ابو العلا" في أغسطس 2013، واصفا إسقاط مرسي بأنه "انقلاب عسكري" ويعلن دعمه للرئيس السابق. في السياق نفسه، أقيل المهندس طلعت أبو زيد، رئيس لجنة المركز القومي للتحكم في الطاقة، في 18 سبتمبر 2014، مشيرةً إلي ما نشره موقع الوطن الإخباري: "أنه أقيل بسبب انتمائه لجماعة الإخوان"، ووفقا لتقارير أمنية اكدت أنه ينتمي إلى جماعة الإخوان على خلفية الأحداث التي وقعت في 4 سبتمبر 2014، والمعروفة باسم "الخميس الأسود"، عندما انقطعت الكهرباء بشكل كامل في القاهرة وبعض المناطق الأخرى في مصر، حيث صرحت وزارة الكهرباء آنذاك بأن الانقطاع كان نتيجة لعطل فني. ورأت الصحيفة أن اختراق جماعة الإخوان المسلمين قطاع الكهرباء يحمل الشبهة الأكبر في تفجيرات مدينة الإنتاج الإعلاميّ، وربّما يؤكّد حديث البعض عن وجود تنسيق بين الإخوان وجماعات مثل أجناد مصر والعقاب الثوريّ لتنفيذ تفجيرات وعمليات إرهابية. اتهامات الإعلاميين للإخوان وذكرت الصحيفة أن العديد من الإعلاميّين بعد تفجيرات مدينة الإنتاج الإعلامي أكدوا أنّ وزارة الكهرباء مخترقة من جماعة الإخوان، إلّا أنّ رئيس الشركة المصريّة لنقل الكهرباء المهندس أحمد الحنفي، قال ل"المونيتور" إنّ "تفجير برج الكهرباء المغذّي لمدينة الإنتاج الإعلاميّ لا يحتاج إلى اختراق الإخوان لوزارة الكهرباء لأنّ المصادفة وقصور الخطط التأمينيّة للأبراج يلعبان دوراً كبيراً"، على حدّ قوله. وتابع حنفي: "اليوم الذي شهد تفجير برج كهرباء مدينة الإنتاج شهد أيضاً تفجير 6 أبراج أخرى على مستوى مصر من بينها برج مجاور له وهو برج الكهرباء رقم 20 في محطّة كهرباء أكتوبر الرئيسيّة، وربّما تمّ تفجير البرج في شكل عشوائيّ من دون علم منفّذي العمليّة ومخطّطيها بأنّه البرج المغذّي لمدينة الإنتاج". وأضاف: "عمليّة تحديد البرج المغذّي لمدينة الإنتاج الإعلاميّ ليست صعبة أيضاً لأنّ كلّ برج يحمل لوحة تعريف يكتب عليها الرمز الخاصّ به والمنطقة التي يغذّيها بالكهرباء لتسهيل إبلاغ فروع شركة نقل الكهرباء عن الأعطال في برج محدّد". إلّا أنّه من المستبعد أن يتأكّد مخطّطو التفجير ومنفّذوه من وجود برج الكهرباء المغذّي لمدينة الإنتاج في محطّة كهرباء أكتوبر الرئيسيّة، من دون تسريب تلك المعلومة من أحد العاملين في قطاع الكهرباء، حيث إنّ مدينة 6 أكتوبر التي تتبعها مدينة الإنتاج الإعلاميّ تحصل على الكهرباء من 5 محطّات هي محطّة أكتوبر الرئيسيّة، أكتوبر 1، أكتوبر 2، الشيخ زايد 1، الشيخ زايد 2، ويحتمل أن تحصل مدينة الإنتاج على الكهرباء من أيّ من تلك المحطّات.