كرر الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" اعتذاره عن اغتيال الرئيس السابق محمد أنور السادات، واصفا إياه بأنه الذي "أعطى للإسلاميين قبلة الحياة"، في إشارة إلى سماحه لهم بحرية الحركة خاصة في الجامعات في عقد السبعينات بعد سنوات عانى فيها إلإسلاميون تحت حكم سلفه جمال عبد الناصر. وعلاوة على ذلك، أشار ناجح في تصريحات لقناة "النيل لايف" أمس إلى أن السادات كان صاحب إنجازات عظيمة منها حرب أكتوبر، التي حققت فيها مصر أول انتصار عسكري على إسرائيل في تاريخ حروبهما، وقال إن التاريخ لم ينصفه. وجاءت تصريحات منظّر "الجماعة الإسلامية" بعد اعتذار قدمه الشهر الماضي لكاميليا السادات الابنة الكبرى للرئيس الراحل في برنامج تليفزيوني، في اعتراف بخطأ مشاركة الجماعة في عملية اغتيال الرئيس السابق. الا أن الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" قال ل "المصريون" إن الرئيس السادات "له وعليه؛ فهو صاحب قرارات شجاعة كحرب أكتوبر ووقوفه أمام المد الشيوعي الاشتراكي". لكنه قال إنه كانت له "خطايا كبيرة، منها قرار التحفظ الذي يعتبر سوأة من سوآت السادات حينما تحفظ على كبار الكتاب والمفكرين وهو أول من ابتدع في مصر عدم تأسيس الأحزاب على أساس ديني، مما دفع بالإسلاميين أن يكونوا خارج العمل السياسي, أيضًا عدم وفائه بتطبيق الشريعة واستخدامه المادة الثانية في تثبيت حكمه". وقال دربالة إنه من المعلوم تاريخيا رفض عبود الزمر – أحد المتهيمن الرئيسين في قضية اغتيال السادات- للعملية، وتابع: أيضا للتاريخ أن مجلس شورى الجماعة الإسلامية في الصعيد والذي كان يضم الدكتور ناجح إبراهيم توصل في النهاية إلى عدم صحة اتخاذ هذا القرار فأرسل أحد أعضائه أسامة حافظ ليثني الشيخ محمد عبد السلام، والذي بدوره كان له صلة بخالد الإسلامبولي – قائد عملية الاغتيال- ولكن حالت الظروف الأمنية في ذلك الوقت إلى الوصول إليهما". واعترف رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية بأنه "ما كان ينبغي التغيير عن طريق الانقلابات العسكرية والأفضل هو التغيير بالحشد الجماهيري وهو ما قامت به ثورة 25 يناير". لكنه في المقابل طالب أسرة السادات بالاعتذار عن أخطائه، وقال "ينبغي الآن على أسرة الرئيس السادات أن تعتذر عما فعله السادات من قرار التحفظ وقانون الأحزاب وإدارة العملية التفاوضية مع إسرائيل بطريقة خاطئة أدت في النهاية إلى تفكك الوحدة العربية وتحقيق مكاسب لإسرائيل". وشاطره الرأي، المهندس عاصم عبد الماجد المتحدث الإعلامي باسم "الجماعة الإسلامية" قائلا ل "المصريون": إننا نطالب أسرة السادات بالاعتذار عما قام به السادات من قرارات خاطئة، واصفا ما يقوم به البعض من تقديم اعتذرات بأنه "رؤية شخصية لهم ظانين أن ما قام به الحكام أثناء حكمهم قد يكون مغفورا لهم بعد مماتهم".