حذر خبير استراتيجي، من خطورة إعلان بعض قبائل سيناء محاربتهم تنظيم "أنصار بيت المقدس" والعناصر الإرهابية بسيناء في إطار الحرب التي تشنها قوات الجيش والشرطة ضدهم، محذرًا من أن ذلك "ينذر بعواقب وخيمة كما يحدث في العراقوسوريا"، فيما قل خبير سياسي من تلك المخاوف. وبدأت بوادر المواجهة الاثنين الماضي، بقيام نحو 200 مسلح من أبناء قبيلة "الترابين" وبمشاركة رموز وشباب من قبائل "السواركة" و"التياها"، وعائلات العريش والشيخ زويد، وقبائل وسط وجنوب سيناء (شمال شرقي البلاد)، باستعراض بسيارات دفع رباعي في مناطق يتحرك فيها أعضاء التنظيم المسلح ولهم فيها مخابئ. ووصف اللواء محمود السيد قطرى، الخبير الاستراتيجي، الأمر بأنه "عبث ويوحى بعدم قدرة الأجهزة الحكومية على محاربة الإرهاب"، موضحًا أن هذا "يتم عندما تنهار الدولة فقط تتم الاستعانة بالقبائل وهو ما يحدث فى العراق حالياً من اللجان الشعبية والصحوات، ولكن أن يحدث ذلك فى ظل وجود دولة لن يكون منتجًا على الإطلاق". وأضاف، أن "أخطر ما يمكن أن يقوم به المدنيون هو القيام بعمل أجهزة الجيش والشرطة في حمل السلاح"، مشيرًا إلى أن "هذه القبائل يحدث بينها خلافات وخصومات ثأرية وتوفير السلاح فى أيديهم غير قانونى على الإطلاق ولن يسمح به القانون". وحذر من أن "الاستعانة بهم فى الحرب على الإرهاب سيفتح الباب لأمور أخرى نحن فى غنى عنها غير أنهم غير مدربين جيدًا مثل الجيش والشرطة أو حتى الإرهابيين". وأصدرت قبيلة الترابين بياًنا، نقله الشيخ موسى الدلح أحد رموز القبيلة تعليقا على قيام عدد من أبناءها بعمليات استعراض مسلح قال فيه "إن ما نقوم به هو دفاع شرعي، عن أهلنا وبيوتنا وعارنا ومالنا يكفله لنا الله وكافة الأعراف والقوانين الشرعية والوضعية". وقال سعيد صادق، المحلل السياسي، إن "دعم الدولة لقبائل سيناء من أجل القضاء على الإرهاب هو أمر طبيعى وتجاهلها لحمل القبائل السلاح بمختلف أشكاله هو نوع من الترهيب التى تحاول المخابرات العامة استخدامه ضد أعضاء تنظيم بيت المقدس الذى يمارس أعمال إرهابية ضد الجنود فى سيناء بشكل متكرر". وأضاف: "المخابرات تعمل على خلق ضغط نفسى واجتماعى على القبائل الموجودة فى سيناء والتى تصل إلى 11 قبيلة يتشكل من بينها أعضاء تنظيم بيت المقدس بنسبة50% , حتى تقوم معها بوقف مثل هذه الأعمال الإرهابية أو الإبلاغ عن مرتكبيها". ورأى أن "استمرار وجود تنظيم بيت المقدس طوال عامين رغم وجود الجيش بكثافة فى سيناء وقيامه بعمليات عسكرية بشكل متكرر يؤكد أن القبائل هى الحاضنة لهذه التنظيمات، ولا يمكن القضاء عليها إلا إذا تعاونت القبائل مع الجيش". وأضاف، "محاربة بعض القبائل للتنظيم هو آلية جديدة تدفع بها المخابرات على سبيل الاجتهاد، فإذا استطاعت خلال الفترة الحالية وقف عمليات الإرهاب التى يقوم بها التنظيم فستكون فكرة ناجحة وإذا استمرت عمليات الإرهاب فستكون عواقب هذه الاجتهاد خطيرة وقد تؤدى إلى خصومة بين القبائل فى حالة الإرشاد على أحد أفرادها للأمن". ولفت إلى أن "تأييد الإعلام المصرى لحمل السلاح من قبل القبائل ليس كما يصوره البعض بأنه يشبه مليشيات الحشد الشعبى فى العراق أو المعارضة المسلحة فى سوريا وذلك لأن طبيعة القبائل تحتم حمل السلاح للحماية من مخاطر المعيشة الجبلية، ولكن على أن يكون السلاح المحمول غير متطور".