لن أطيل الكلام عن حكم الموسيقى و الغناء فقد فصله الإمام ابن قيم الجوزية –رحمه الله- في كتاب " إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان" في عشرات الصفحات و ذكر أنه مذهب الأئمة الأربعة ،و لكن أريد هنا أن أتكلم عن آثار الغناء الاجتماعية على فئة الشباب خصوصا من بدء سن المراهقة حتى هدوء ثوران الشباب بنعمة الزواج العظيمة التي تفي بالاحتياجات الفسيولوجية و العاطفية ؛ فتقي الشاب مخاطر هذا السن . يمتلئ مجتمعنا في مصر و في بلاد كثيرة من البلاد العربية و الإسلامية بأمراض اجتماعية شديدة منها العنوسة و ارتفاع تكاليف الزواج، مقارنة بدول غربية لا تدين بالإسلام أصلا، مع أننا أولى الناس باتباع ذلك ؛لأن ديننا يأمرنا بتقليل المهور و نفقات الزواج و تيسيره، و إلى جانب ذلك اختلاط الجنسين في مراحل صعبة خصوصا في فترة الجامعة التي يدخل غالبها في سن المراهقة، ذلك السن العصيب على الشباب من الجنسين ، و الذي يكون سببا لبدء شرارة مرض العشق في وقت لا يستطيع فيه أحد الطرفين الزواج غالبا لأنه الحل الوحيد و الدواء السريع لهذا المرض، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم قوله :"لم يرُ للمتحابين مثل الزواج".. و في ظل هذه الظروف تأتي رياح الأغاني العاطفية التي تلهب مشاعر الشباب من الجنسين فتقودوهم إلى علاقات غير شرعية حيث أن أبواب الحلال مغلقة ؛ لعدم توافر المال غالبا أو لعدم إكمال الدراسة و من ثم صعوبة الحصول على وظيفة ، و كذلك لغلاء المهور و التشدد في الطلبات من المتقدم للزواج...فلا يجد كل من الطرفين في حالات كثيرة إلا تكوين علاقات محرمة تبدأ بالمخاطبة و التصريح و قد تصل إلى ما لا يُحمد عقباه من الزواج العرفي و الزنا عياذا بالله ، فالمغني و المغنية الذين يختارون كلمات الحب و الهُيام و يشعلون و يلهبون مشاعر الشباب ليسوا بمنأى عن البَوء بإثم تلك العلاقات المحرمة و التي قد تكون بمئات الآلاف و كل ذلك في ميزان سيئات كل من ساهم في حدوث هذه الآثام و العلاقات و التي قد تفضي إلى كبيرة من الكبائر و هي الزنا –عياذا بالله- ، فيا له من وزر و إثم و يا لها من جريمة يشترك فيها أهل الغناء بأغانيهم و التي تتجدد كل عام ، و يجب عليهم أن يتذكروا قول المولى جل و علا (و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان) و قول المولى جل علا (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون) يجب أن يعلموا أن الدنيا مدبرة و الآخرة مقبلة و كل سيُسأل عما قال ، قال تعالى ( إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) فلن ينفع أحد ألبومه الغنائي و لا شهرته و لا ماله يوم القيامة إنما هي الحسنات و الدلالة على الخير و الحمد لله رب العالمين