جمال سلطان انفعل الدكتور زكريا عزمي بشدة وهو يواجه علامات الاستفهام حول علاقته بممدوح إسماعيل ، رجل البزنس وصاحب فندق السلام بمصر الجديدة ، ومالك العبارة السلام 98 التي وقعت بها الكارثة ، ووضح أنها عبارة متهالكة ، كما أن السلطات السعودية أعادت عبارته الأخرى أمس بسبب اكتشاف أنها أيضا متهالكة ورفضت تحميل أي راكب عليها في ميناء ضبا ، يعني الأخ ممدوح متخصص هوالك ، الدكتور زكريا عزمي نفى بشدة ما تردد من أنه شريك له في البيزنس أو أنه بسبب صلته به فهو يحظى بحماية خاصة ، وخرج مثل الشعرة من العجين من كوراث سابقة ، الدكتور زكريا عزمي قال أنه يتحدى أن يثبت أحد أنه شريك له ، مؤكدا أنه صديقه فقط ، بطبيعة الحال إجابة رئيس ديوان رئيس الجمهورية لا تنهي التساؤلات في مثل هذه الحالات ، لأن علاقات الشراكة بين رجل البيزنس ورجل السلطة لا تتم وفق محررات الشهر العقاري وختم النسر ، وإنما وفق طرق أخرى يعرفها حتى صغار المستثمرين ، وبالتالي فلن يستطيع أحد الآن أن يثبت مثل هذه الشراكة ، ولا أعني بكلامي هذا إثبات أو نفي وإنما توضيح خلفية مناخ النشاط الاستثماري في مصر ، ولكن سيبقى التساؤل عالقا ومن حق الرأي العام أن يعرف إجابة عن الحد الأدنى من العلاقة التي أقر بها الدكتور عزمي ، وهي أنه صديقه ، فما هي خلفيات هذه الصداقة بين الملياردير وبين رئيس ديوان رئيس الجمهورية ، ومتى نشأت ، وهل أثرت هذه الصداقة على بعض نفوذ ممدوح إسماعيل ، وما هي علاقة هذه الصداقة باختياره بقرار من رئيس الجمهورية عضوا في مجلس الشورى رغم كوارثه السابقة واللاحقة ، وما هي صلة تلك الصداقة بحملة التلميع والمجاملة التي حظي بها صاحب الكوارث في الإعلام الرسمي وخاصة تليفزيون الدولة الذي يتحرك بالريموت كونترول ، المؤسف أن هذه الواقعة مجرد صورة مصغرة جدا من مخاطر تشابك العلاقة بين عالم البيزنس وعالم السلطة ، وهذه المخاوف هي التي أقلقت الرأي العام المصري من اختيار رجال أعمال معروفين ولهم بيزنس معقد ومديونيات ضخمة لدى البنوك ، في مناصب وزارية أو سياسية حساسة ، زواج السلطة بالمال شديد الخطورة ، حتى لو كان هذا الزواج من خلال صداقات حميمة ، وكما تقول العرب قديما "الصديق عند الشدة " ، ولكن الشدة في مثل حالنا قد تكون مصالح وطن بكامله ، يمكن أن تهدرها مكرمات الصداقة البريئة ، فكيف بغير البريئة ، بعض وقائع الفساد التي نشرت أخبارها في الفترة الأخيرة وألقي القبض على "بعض " أبطالها ، عرف الناس أن مسلسل الفساد فيها كان له سنوات دون أن يدري أحد أو أن تكشف الفساد المزري أي جهة رقابية في مصر ، وأن هؤلاء الفاسدين الذين نهبوا مال الوطن بدم بارد ، كانوا أصدقاء حميمين لوزراء وشخصيات سياسية عالية الحساسية ، وأن النهب المنظم لم يتوقف إلا بعد أن تطاحنت رؤوس ومصالح ، ولم تكشف القضايا ويضحى ببعض أبطال الفساد إلا للتغطية على من هم أهم وأعلى ، المعادلة المخيفة في مصر اليوم ، أن رجال البيزنس الذين هم ليسوا فوق الشبهات هم الذين يمثلون السلطة والحكومة الآن ثم إن هذه السلطة وتلك الحكومة هي التي تعين قيادات المؤسسات الرقابية بكل صورها، فالدائرة مغلقة ، ويستحيل أن يعرف الشعب شيئا، إلا ما يتناثر من خلال صراعات المصالح في جسم السلطة ذاتها ، أفحش من ذلك أن نفس الحكومة لم تكتف بزواج البيزنس من السلطة ، وإنما تحولت بالإضافة لذلك إلى شبكة عائلية معقدة من الأصهار والأقارب ، وهذه أسوأ صورة لمؤسسة الحكم في تاريخ مصر الحديث . [email protected]