من منا لم يَدُق قلبه بدقات سريعة من قبل,ويخفق قلبه صعودا وهبوطا كلما رأى شخص بعينه.هكذا هو ينبوع الحب؛ بعد أن تفجر من لاشئ , من أرض صلبة جافة قاحلة وبعد أن فاضت مياهه وأغرقت ما حوله لم تترك مساحة إلا وغطتها حتى تكاد تظن أن سد مأرب باليمن قد إنهار بالكامل وأغرق المنطقة بأسرها.كل العشاق يبدأون هكذا ويستمرون أيضاً بعد الزواج ولكن؛ سرعان ما تختلف ملامح كل شئ ,شيئا فشيئا حتى نفقد كل الملامح لتظهر لنا ملامح جديدة تنتج لنا شيئا جديداً , ليس كالذى تعودنا عليه ,ولا كالذى تذوقناه وغرقنا فى حلاوته, ولا كالذى تخيلناه وعشنا سعادته ...إنه الحب ولكنه فى ثوب جديد..ثوبٌ ملئ بمعانى جديدة لم نعهدها من قبل ولم ننتبه لها ,حتى جربناها جيداً وعشنا بين طياتها,أشياء كثيرة لم تكن تدر بذهننا وقتها.ثوب الحب..؛هذا الثوب الذى لطالما حلمت الفتيات بإرتداؤه ,ولكنهم لا يعلمون أنه يتغير بمرور الزمن والمحطات التى يمر بها الانسان خلال رحلة حياته , ففى محطة ما ؛ يكون ثوب الحب ما هو إلا مشاعر وأحاسيس وكلمات رنانة يُسحر بها لُبنا وتأخذنا إلى دنيا جميلة .. وأخرى يكون فيها الحب إمضاء على ورقةٍ , وإصبعٍ فى الحبر, شغف وحنين ولمسة يد ونظرة عين نحكى بها عما بداخلنا ومن يفهمكلام العيون سوف يفهم هذا ..ومرحلة أُخرى يكون بها الحب يقتصر على فستان أبيض وحذاء من نفس اللون وفرحة لا يسعها قلبُنا تفيض على وجوهنا فتملأها بهجة وسعادة لا تضاهيها أى سعادة على الاطلاق.. وأخرى يكون بها الحب مواقف فعندها ستشعرين به , عندما يقوم بإعداد المائدة أو ملئ الزجاجات وربما يقوم بعمل السلطة أو تسخين العيش..وأخرى وهو يدور حولك ويقوم بعمل بعض الحركات الطفولية أو البهلوانية, وربما يقفز إلى الأعلى وهذا بعد أن عَلِم بنتيجة التحاليل وهو يردد "هنجيب نونة ..هنجيب نونة" على طريقة الأطفال الصغار, أو ربما تأخذه الحماسة ويجسد دور فؤاد المهندس فىآخر فيلم "عائلة زيزى"وهو يقول "بيبى..بيبى" ستشعرين بالحب وأنتى ترين البهجة فى عينيه وهو لا يفتأ أن يصبر تسعةأشهر كاملة حتى يرى "البيبى" ستشعرين به وهو يشير لك فى إحدى المحلات على ملابس صغيرة مبتسماً ابتسامة تختصر كلاما طويلاً .حقيقة ما أود أن أقوله هو أن الحب ليس إسطامبة واحدة أو قالباً من طوب .. الحب هو شئ معنوى ولكنه متجسد , متجسد فى أفعال,مواقف,أوقات...إلخ. الحب هو ثوب ولعلنى اخترت أن أعبر عنه بثوب ربما لأننا لا نعرف حقيقة الثوب إلا عندما نرتديه , فكم من ثوب نراه فى الفاترينات ننبهر من شدة جماله ولكن عندما نرتديه لا يعجبنا ,وكم من آخر لا يعجبنا ولا يروق لنا ولكن عندما نرتديه يكون وقد فصل من أجلنا شخصياً ,لذا فالحب لن يبدو صادقا وحقيقيا ونحن ننظر له من بعيد, ولكن لابد وأن نغوص بداخله حتى نكتشفه ,ولكن فى الواقع اريد ان أقول ان الحب أثواب لا ثوب , فكما قلت أنه متغير بمرور الزمنوالمحطات التى يرسوعليها الانسان في رحلة حياته ,والمشكلة يا صديقتى تكمن فى أننا تعودنا على ثوبٍ واحدٍ فقط للحب وهو أول ثوب أرتديناه ونستمر فى حياتنا ونعيش على ذكرى هذا الثوب ونندب حظنا الشؤم بعد الزواج وربما نتهم أنفسنا بأننا أساءنا الاختيار وبأن الطرف الآخر قد تغير و...و...و...؛ولكن فى الواقع إن معنى الحب هو الذى تغير فما عدتى تشعرين به لأنكى متمسكة بالمعنى الأول وتعتبرينه الوحيد وإلاه وبدونه فقد فقدتى كل شئ ,وضاع كل شئ ,وتهدم كل شئ .لذا..لما لا تجعلينه مطاطياً أو كما يسمونها فى الموضة لما لا تجعلينه فيزونيا, إننى بالطبع ضد هذه الموضة قلبا وقالبا ولكننى أقبلها فقط فى ثوب الحب .. إجعليه قياسك , إجعليه لائقا عليك مهما مر الزمن مهما مر الوقت تحسسى معانى الحب الجديدة التى تمرين بها ولا تضعى نفسك فى هذا القالب الضيق الذى ستختنقى داخله وتقنعين نفسك أنه فقط الحب؛ فقط إستشعرى ما عليكى القيام به وليكن قلبك مليئا بمرادفات الحب المختلفةJ.