نفي جيش دولة جنوب السودان، اليوم الإثنين، صحة الاتهامات التي وجهتها له الخرطوم، ب"دعم وإيواء" متمردين يقاتلون ضدها بإقليم دارفور الواقع غربي السودان. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، في تصريحات للصحفيين في جوبا اليوم، إن تلك اتهامات "لا أساس لها من الصحة". وكان المتحدث باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد سعد، قال في بيان صحفي أمس، إن قوات تابعة لحركة "العدل والمساواة" المتمردة "ظلت لعدة أشهر تتلقى تدريبا مكثفا في منطقة راجا بولاية بحر الغزال بجنوب السودان بواسطة خبراء أجانب من أجل القيام بأعمال تخريبية داخل البلاد".
وحركة "العدل والمساواة" هي أقوى ثلاث حركات تحارب الحكومة في إقليم دارفور غربي البلاد الذي يمتد على حدود طويلة مع جنوب السودان.
وأضاف أقوير: "ظل السودان يتهمنا بدعم حركات دارفور، وهو اتهام لا أساس له من الصحة، لكنها محاولة منهم لتبرير دعمهم لحركة التمرد التي يقودها الدكتور ريك مشار ضد حكومة جنوب السودان".
ومطلع شهر إبريل/ نيسان الجاري، اتهمت دولة جنوب السودان سلاح الجو السوداني بقصف مناطق داخل أراضيها بولايتي شمال وغرب بحر الغزال (شمال غرب)، وهو ما نفاه الجانب السوداني علي لسان المتحدث الرسمي باسم الجيش آنذاك.
والعلاقة متوترة بين البلدين منذ انفصالهما في يوليو/ تموز 2011 بموجب استفتاء شعبي، أقره اتفاق سلام أبرم في 2005، أنهى واحدة من أطول وأشرس الحروب الأهلية في أفريقيا، وظلت جوباوالخرطوم تتبادلان الاتهامات بدعم متمردي كل طرف ضد الأخر.
ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، بعد اتهام الرئيس لمشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير.
وفي الخامس من مارس/ آذار الماضي، تأجلت المفاوضات بين طرفي الصراع في جنوب السودان، التي ترعاها الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد"، إلى أجل غير مسمى، جراء عدم الوصول إلى اتفاق بعد انتهاء مهلة "إيغاد".