اتفق الوفدان الفلسطيني والمصري خلال اجتماعهما أمس في القاهرة على تأجيل البت في مسألة إقامة هدنة طويلة الأمد بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحين تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس إن الوفد المصري طرح خلال اللقاء إمكانية إقامة هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، موضحا أن الطرفين اتفقا على تأجيل بحث هذا الموضوع لحين تشكيل "حماس" الحكومة الفلسطينية المقبلة. وكان وفد من حركة حماس برئاسة خالد مشعل قد التقى مساء أمس عمر سليمان مدير عام المخابرات المصرية وبعض المسئولين المصريين، حيث تم التباحث بين الجانين في آخر التطورات على الساحة الفلسطينية عقب فوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، والضغوط التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وسبل مواجهتها، وأطلع وفد "حماس" المسئولين المصريين على ما تعتزم الحركة القيام به فيما يخص بترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي. وأشار الرشق إلى أن سليمان نقل إلى وفد "حماس" تحيات الرئيس حسني مبارك وتهنئته بفوز الحركة بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، منوهاً إلى أن الجانبين الفلسطيني والمصري اتفقا أيضا على مواصلة المشاورات وتبادل الوفود بينهما. من جانبه ، أكد عمر سليمان أن بلاده لا تتدخل بالشئون الداخلية الفلسطينية، ولم تشترط على حماس الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف لتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة، نافياً صحة التصريحات التي صدرت على لسانه. وأكد سليمان خلال اللقاء سعي مصر لاستمرار الدعم العربي للسلطة، بتسديد كافة التزاماتها تجاه السلطة لتتمكن من مواجهة الضغوط التي تواجهها من قبل الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية والكيان الصهيوني . من جانبه ، قال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" إن المباحثات مع المسئولين المصريين تناولت وجهة نظر حركة حماس في المرحلة المقبلة، واتفقنا على أن تكون الأولوية لترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، وعقد المجلس التشريعي الفلسطيني قبل تشكيل الحكومة، وأن يتم تشكيل الحكومة من خلال أغلبية المجلس. وألمح نزال إلى وجود تباين في وجهات النظر بين الجانبين الفلسطيني والمصري خلال المباحثات، مؤكداً أن الجانب المصري لا يمكن له ممارسة الضغط على حماس بما يخالف برنامج الحركة السياسي التي نالت على أساسه ثقة الشعب الفلسطيني في الانتخابات. وحول عدم مشاركة حركة فتح في المباحثات المصرية، قال: إنه لم يكن ضمن البرنامج المقرر مشاركة حركة فتح في تلك المباحثات، ولكننا على اتصال دائم بالقيادات الفتحاوية وعلى رأسهم الرئيس أبو مازن واللقاءات مستمرة معهم سواء في الداخل أو الخارج.