شارك العشرات من الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في وقفة بمدينة غزة استنكارا للاتهامات الأرمنية ضد تركيا بشأن أحداث عام 1915. وحمل المشاركون في الوقفة، التي نظمت شرقي مدينة غزة، الأعلام التركية ولافتات كتب عليها باللغتين العربية والتركية "تركيا ليست وحيدة"، و"لا للإدعاءات الأرمنية". ويطلق الأرمن بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى تجريم تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض "أرمن الأناضول" إلى عملية "إبادة وتهجير" حسب تعبيرهم، على يد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بأحداث عام 1915. كما يفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن. وفي المقابل تدعو تركيا مرارًا إلى تشكيل لجنة من المؤرخين الأتراك والأرمن، لتقوم بدراسة الأرشيف المتعلق بأحداث 1915، الموجود لدى تركيا وأرمينيا والدول الأخرى ذات العلاقة بالأحداث، لتعرض نتائجها بشكل حيادي على الرأي العام العالمي، أو إلى أي مرجع معترف به من قبل الطرفين. وتقول تركيا إن ما حدث في تلك الفترة هو "تهجير احترازي" ضمن أراضي الدولة العثمانية بسبب عمالة بعض العصابات الأرمنية للجيش الروسي. وقال الفلسطيني ماهر عبد المجيد (45 عاما) أحد المشاركين في الوقفة: "نحن هنا اليوم لنقول لا للهجمة الظالمة التي تتعرض لها تركيا التي لطالما دعمت الشعوب المظلومة على وجه الأرض خاصة الشعب الفلسطيني".
وأضاف عبد المجيد ل"الأناضول": "تركيا تتعرض لهذه الهجمة لأنها تدعم الفلسطينيين وتنصر قضيتهم ولأنها أظهرت العداوة لإسرائيل. لذلك كان علينا أن ننصرها ضد من يتهمها زورا بأنها وراء جرائم إبادة جماعية بحق الأرمن". وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قد قال في تصريحات صحفية، مساء أمس الخميس، "هناك بعض الجهات واللوبيات في حالة تحرك كامل في مختلف أنحاء العالم، لشن حملة ضد تركيا، تشارك فيها جهات قذرة بشكل استفزازي واضح"، مشيرا إلى أن هذه الجهات "تهدف إلى تشويه صورة تركيا التي تحاول ممارسة السياسة بعد آلام عاشتها قبل 100 عام".